الطلبة والعطل

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

الإجازات والعطل لطلبة المدارس والجامعات، مثلما هي لجميع الناس، حق أصيل بعد تعب الدراسة وإرهاقها، وانتظار حصد النتائج التي تريح النفس وتذهب العناء، استعداداً لبدء موسم جديد من التعليم وما يصاحبه من أرق وتعب وسهر.
ولكن على الرغم من هذا الحق، فإنه من الأهمية بمكان، الانتباه جيداً إلى جيل المراهقين في أوقات العطل، وكلنا لمسنا خلال عطلة عيد الفطر الماضية، عدد الشبان والفتيات في سن ال 14 وحتى 20 عاماً، ومعدل انتشارهم في الشوارع والأزقة ومراكز التسوق، وحتى تحت مداخل البنايات التي يسكنون فيها، بشكل لافت، ومزعج في الوقت نفسه.
أعداد المراهقين الذين ينتشرون في الشوارع في العطلات كبيرة جداً، ويبدو أن تطبيقات مواقع التواصل، وخاصة «واتس أب» باتت تستخدم، وعبر مجموعات الفصل الدراسي الواحد، للاتفاق على اللقاء، والاجتماع في منطقة معينة، بحيث بتنا نلحظ طلاب فصل كامل من فتيات وشبان، متجمهرين في منطقة واحدة.
اللافت في تجمهر هؤلاء، للأسف، حجم العبث والفوضى اللذين يخلفونهما وراءهم، وكل مكان يمرون به يتركونه مملوءاً بالنفايات، فضلاً عن حجم السجائر العادية والإلكترونية، واللافت أكثر  بحسب شكاوى السكان  حجم إقبال الفتيات، تحديداً، على السجائر الإلكترونية.
ظاهرة هؤلاء الشباب في العطل باتت تؤرق سكان المباني في أغلب مدن الدولة، وبعض مراكز التسوق، خاصة مع عدم قدرة الأهالي على الذهاب في إجازات صيفية أو متقطعة، بسبب انتشار «كورونا» في كثير من دول العالم، فبقي معظم هؤلاء الشبان في الإمارات. ومع حقهم في الحياة والاستمتاع بإجازاتهم، لكن من حق سكان الأبراج والأحياء السكنية أيضاً، البقاء في سكينة وهدوء وعدم الخوف من أي اعتداء قد يرتكبه مراهق على المارة، أو على أهل بيته، وهم يعبرون الطريق.
بعض مراكز التسوق باتت ملاذاً لهذه الفئة من الشباب والفتيات، ولا أحد يمنعهم من حقهم في الاستجمام، ولكن وجودهم بأعداد كبيرة، وبطريقة التعاطي و«المزاح»، باتت تشكل مصدر فوضى وإزعاج للأسر.
والأكثر إزعاجاً؛ بل خطراً أيضاً، أولئك الشبان الذين يمتطون الدراجات الهوائية، أو «السكوتر» في الأماكن غير المسموح بها، ويسيرون بسرعات غير عادية، فيصيبون المارّة ويؤذونهم، أو قد تصطدم بهم سيارة مسرعة، وكلتا الحالتين نتائجها مؤلمة وقد تكون كارثية.
والسؤال الذي يتبادر للأذهان: أين الأهل من هذا كلّه؟ بالتأكيد لا نطلب التضييق على شبابنا و«حبسهم»، لكن المطلوب «رقابة» واعية ناصحة واضحة الأهداف والمرامي، لحمايتهم أولاً، وتوعيتهم بأن ما تنتظره منهم أسرهم أولاً، ووطنهم ثانياً، أن يكونوا حملة للمسؤولية في بناء مستقبل يعوّل عليهم الكثير، فهم البناة المنتظرون والقادة المرجوّ منهم الكثير والكثير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"