أرقام مفرحة

عزم القيادة الرشيدة على الوصول بمجتمع الإمارات إلى مرحلة التعافي يسير وفق خطط مدروسة وبتأنٍّ شديد، للعودة إلى الحياة الطبيعية في مختلف القطاعات. وواصلت الدولة إنجازاتها في مواجهة الجائحة، وحلّت في المركز ال12 عالمياً، والأول عربياً، على مؤشر «بلومبيرج» لأفضل الدول مرونة في التعامل مع جائحة «كوفيد-19»، وحققت 70.7 نقطة، متقدمة على دول كبرى في هذا المجال، وتم اعتماد مقاييس ومنهجيات رئيسية للدول التي دخلت في التصنيف، وأهمها إمكانات نظام الرعاية الصحية المحلي، وتأثير القيود المتعلقة بالفيروس في الاقتصاد، وحرية تنقل الأشخاص، فضلاً عن معدلات زيادة حالات الإصابة، والقدرة على القيام بالاختبارات المطلوبة، والإجراءات الاحترازية للتعامل مع فيروس «كوفيد-19»، وكل هذه القيود تمكنت الإمارات من تخطّيها بكل حكمة. 
هذا العزم متواصل إلى أن تتعافى القطاعات كافة، لبدء مرحلة علاج ما خلّفته الجائحة على المستويين، الاقتصادي والمجتمعي، حيث تشير الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والجهات الصحية المعنية، والجهات الاتحادية والمحلية، إلى اقترابها من تحقيق الهدف الموضوع، حيث بلغت نسبة تطعيم الفئة المؤهلة (فوق 16 سنة) 78%، ووصلت إلى 84% لكبار السن، فيما شرعت في تطعيم الفئة العمرية من 12 إلى 16 عاماً، هذا الأسبوع، بعد اعتماد اللقاح المخصص لها، لتتصدر الإمارات دول العالم في معدل توزيع اللقاح وتصبح الأولى عالمياً، ويؤكد هذا الإنجاز نجاح الحملة الوطنية للقاح، واستباقية الدولة للوصول إلى التعافي المستدام. 
وأمس الثلاثاء، وخلال الإحاطة الإعلامية في العاصمة أبوظبي، أعلنت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة عن إجراء جديد يستهدف التشجيع على أخذ اللقاح، تمثل في اشتراط الحصول على لقاح «كوفيد-19»، لحضور الفعاليات بدءاً من 6 يونيو/ حزيران المقبل، مع منح المشاركين في التجارب السريرية استثناء من هذا الإجراء، وهذا الأمر يستهدف بالدرجة الأولى إدخال الطمأنية على الجمهور، لكون من سيحضر هذه الفعاليات سيكون من الحاصلين على اللقاح، وهو إجراء يصب في خانة الوصول للتعافي على مستوى الدولة. 
إنجازات الإمارات لم تأت من فراغ، بل كانت وراءها قيادة واعية وراشدة، استطاعت منذ بدء الجائحة تحديد مكمن الألم، وشرعت مباشرة في إيجاد علاجه الناجع، حيث تجاوز عدد الفحوص 49 مليوناً، أجريت في الدولة منذ بدء الجائحة، وبلغ إجمالي الجرعات 12 مليوناً، حيث لا يمكن تحصين المجتمع إلا بأخذ اللقاح لأنه الطريق الأمثل للوصول إلى المناعة المجتمعية، والمضي في مرحلة التعافي.
 سجلّ الإنجازات يتواصل يوماً بعد يوم، لذا فلنستبشر خيراً، فالقادم أجمل، إن شاء الله.
[email protected]