ليس ضرباً من الخيال؛ بل واقع مسرحي شهده زوّار الدورة 12 لمهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب؛ إذ قادت الموسيقى الكلاسيكية جمهور الحدث للتعرّف إلى شخصيات تاريخية تركت أثرها في الإبداع الإنساني، من خلال العرض الفني «أسماء لامعة في التاريخ»، الذي حوّل ردهات وأروقة الحدث إلى مساحة ضخمة احتشد حولها الجمهور لالتقاط صور لأربعة من أشهر العلماء والشخصيات في العالم.
وقفت الشخصيات على جوانب الممر الرئيس للمهرجان، كل واحدة وكأنها تمثال برونزي أبدع الفنان السلوفاكي رادوفان ميشالوف صناعته، فكان العالِم محمد بن موسى الخوارزمي، وإسحاق نيوتن، تقابلهم الملكة إليزابيث، والمحقق شارلوك هولمز، أمام زوار الحدث، تارة تتحرّك رؤوسهم لتحية الزوار ثم تعود إلى صمتها، ولحظة أخرى ينحني التمثال البشري ليلتقط صورة مع طفل، فكان المشهد متداخلاً بين المسرح والتاريخ، فالقادم من بعيد يُفاجأ بأنه أمام تماثيل حقيقية، لكن بمجرد أن تتحرّك أمامه يُدرك أنهم ممثلون يرتدون أزياء متقنة الصنع تُشعر الناظر إليها وكأنه أمام تمثال معدني حقيقي.
جاءت الفكرة من ميشالوف الذي أراد أن يثمّن دور العديد من الشخصيات صاحبة الإنجازات حول العالم، فوضع اللمسات الفنية على مؤدين لهم ملامح تتقارب مع الشخصيات الرئيسية ومنحهم هيئة تشبه التماثيل المعدنية الشهيرة التي تتزيّن بها ساحات وحدائق أوروبا، ليجسدوا عرضاً مسرحياً متنقلاً يذكّر بمنجزات وآثار كبيرة تركتها تلك الشخصيات في مسيرتها في الحياة.
