نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ندوة «المعجم التاريخي للغة العربية.. رحلة علمية لخدمة الأمة»، عبر تطبيق زوم، وتحدث في الندوة د.امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة، وأدارت الجلسة صالحة عبيد غابش المستشار الثقافي في المجلس الأعلى.
وتطرّق د.المستغانمي إلى مراحل تطوير وإنشاء المعجم التاريخي للغة العربية الذي أطلق مجلداته الأولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب. ويعد المعجم المشروع المعرفي الأكبر للأمة العربية، إذ يؤرّخ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها خلال 17 قرناً، تبدأ بعصر ما قبل الإسلام، حتى عصرنا الحاضر.
وأكد د. المستغانمي أن فكرة إنشاء المعجم التاريخي للغة العربية رأت النور منذ إنشاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة في ثلاثينات القرن الماضي، بإشراف المستشرق الألماني البروفيسور فيشر، ولكن الظروف حالت دون إتمامه فتوقفت الجهود بعد حين.
وقال: «خلال العقد الأول من القرن الجاري، تجدد الاهتمام بقضية المعجم التاريخي، فأصبح بؤرة رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، فقد رفع صوته عالياً منذ 2006 لإنشاء هذا المشروع وتعجيل تنفيذه، لما رأى من تعثر في خطواته، حيث إنَّ اتحاد المجامع منذ تأسيسه عام 1957 تولّى تنفيذ هذا المشروع العظيم، ولكن شاءت الأقدار أن تتعثر الخطوات، فتوجهت عناية صاحب السمو حاكم الشارقة لدعم المشروع وتغطية جميع تكاليفه، ثم قام سموه بإنشاء مبنى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، كما أسس في عام 2016 مجمع اللغة العربية في الشارقة خصيصاً لتنفيذ هذا المشروع التاريخي، الذي يعد فتحاً مبيناً للغة العربية، وتاج فخار على مفرق الشارقة».
وفي ردّه على مداخلات المحاضرين حول الفئة المستفيدة من المعجم، قال د.المستغانمي: «هذا المعجم للجميع، يستفيد منه المعلم والطالب والإعلامي وكل مهتم بلغتنا العربية، وهو معجم استثنائي، فهو لا يبحث عن معنى الكلمة فحسب، بل عن أصلها، أين وردت، وفي أي سياق، ومن أوّل من استعملها، وهل تغيّر معناها عبر العصور؛ إذ إنّ بعض المفردات انحدرت في القيمة الدلالية، وبعضها ارتقت وتغيرت، وبعضها لم تعد متداولة أو مستخدمة، وبعضها لا تزال مستخدمة، حيث يقدّم المعجم أمثلة من القرآن الكريم، والشعر والأدب وغيرها».
