عادي
نائب مدير مشروع «مسبار الأمل» لـ الخليج:

توفير الحزمة الأولية من بيانات المريخ مطلع أكتوبر

01:50 صباحا
قراءة 4 دقائق
حصة المطروشي - محسن العوضي

دبي: يمامة بدوان
كشفت المهندسة حصة المطروشي، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» للشؤون العلمية، عن أن الحزمة الأولية من البيانات التي يوفرها المسبار ستكون متاحة للجميع مجاناً مطلع أكتوبر المقبل، لتشجيع الباحثين من حول العالم على استخدامها للتعرف على أسرار الكوكب الأحمر، على أن يتم إطلاق حزمة بشكل دوري كل 3 أشهر.

وقالت في تصريحات صحفية ل «الخليج» إنه لدى وصول البيانات لمركز البيانات العلمية في مركز محمد بن راشد للفضاء، تخضع بشكل تلقائي لإجراءات التحليل، حيث طور الفريق العلمي برمجيات تقوم بمعالجة هذه البيانات، والتي تصبح فيما بعد حزمة أولية للمهمة.

أوضحت المهندسة حصة المطروشي، أن كل صورة يلتقطها المسبار لها طريقة تعامل مختلفة، وذلك بحسب الجهاز الذي التقطها، فعلى سبيل المثال فإن كاميرا الاستكشاف الرقمية لها برمجيات تختلف عن المقياس الطيفي للأشعة ما فوق البنفسجية، الذي يتم من خلاله استخراج البيانات من الأطياف، عبر فريق متخصص للتعامل مع البيانات ونوعيتها.

وذكرت أن إجمالي الفريق العلمي للمشروع يتكون من 37 شخصاً، ويشمل باحثين من مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء، إلى جانب متخصصين دوليين في علوم الغلاف الجوي للمريخ من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

وأوضحت المطروشي أنه يجري التعامل مع المدار العلمي للمريخ في كل دورة والتي تستغرق 55 ساعة، حيث إنه بكل دورة يتم تغطيته بأكمله، وكل جهاز لديه عمليات علمية موزعة على المدار، لالتقاط الصور من كل الجهات والأوقات، من أجل رصد التغيرات التي تجري في كل الفصول والليل والنهار على حد سواء.

وقالت إن المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء يلتقط في كل دورة حول المريخ 20 ملاحظة علمية، الواحدة منها تشمل أطيافاً علمية عديدة، أما كاميرا الاستكشاف الرقمية فإنها تلتقط 40 صورة على الأقل خلال الدورة الواحدة، فيما يقوم المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية بالتقاط 12 نوعاً من الملاحظات العلمية على الأقل، كل ملاحظة عبارة عن قياسات للغلاف الجوي للمريخ ومن ارتفاعات مختلفة وأوقات مختلفة أيضاً.

مسافة الالتقاط

بدوره، أوضح المهندس محسن العوضي، مهندس الأنظمة في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» أنه مع بدء مهمته العلمية، سيوفر لنا المسبار صورة شاملة للمريخ وغلافه الجوي بمعدل مرة واحدة كل 10 أيام، خاصة وأن أقرب مسافة للالتقاط بين المسبار والمريخ تصل إلى 20 ألف كم وأبعد مسافة تبلغ 43 ألف كم، حيث يجري الاتصال مع المسبار مرتين بالأسبوع الواحد، بمعدل 8 ساعات لكل مرة.

وحول الوقت المستغرق لتحليل البيانات المرسلة من المسبار، قال إن بعضها يحتاج إلى 4 أيام وأخرى يتطلب أسبوعاً أي 7 أيام، حيث تمت جدولة عدد الصور والبيانات المطلوب التقاطها بحسب متطلبات المشروع المحددة مسبقاً، كما سيقوم المسبار بتغطية فصل مناخي واحد كل 6 أشهر «أرضية»، على أن ينتهي من الفصول الأربعة في الوقت المحدد، وهو عام مريخي أي عامين أرضيين.

وتابع العوضي، إنه منذ دخول المسبار في مدار المريخ في التاسع من فبراير الماضي، نقوم بإجراء اختبارات لأجهزة المسبار للتأكد من أدائها، حيث سبق ذلك خلال رحلته إلى الكوكب الأحمر، وتحديداً في سبتمبر/ أيلول 2020، للتأكد من كفاءة التصاميم والأجهزة على حد سواء.

وأضاف أن المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء يقوم برصد 20 مجموعة من البيانات في كل مدار للمسبار حول المريخ، فيما تلتقط كاميرا الاستكشاف الرقمية 40 صورة لكل مدار، أما المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية فإنه يرصد 12 مجموعة من البيانات للدورة الواحدة أيضاً.

توجيه ومعايرة

وكان مسبار الأمل باشر في مهمته العلمية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، عقب دخوله لمدار الالتقاط في التاسع من فبراير الماضي في يوم تاريخي سجلته دولة الإمارات، لتصبح الأولى عربياً والخامسة عالمياً في تمكنها من الوصول للكوكب الأحمر، بعد رحلة دامت حوالي 7 أشهر، وعدد من عمليات التوجيه والمعايرة والاختبارات لأجهزته العلمية وضمان دقة قياساتها، في مهمة تستمر لمدة عامين، بهدف الحصول على أول صورة كاملة لمختلف طبقات الغلاف الجوي للمريخ خلال النهار والليل وكل فصول السنة المريخية التي تعادل عامين أرضيين، تنتهي في إبريل/ نيسان 2023، عقب بدء المرحلة العلمية التي جرت في 14 إبريل/ نيسان الماضي، عبر تنفيذ عدد من عمليات المعايرة والاختبار، لجمع 1000 جيجابايت من البيانات.

ومنذ انتقال المسبار إلى المدار العلمي للمريخ أوائل إبريل الماضي، التقطت كاميرا الاستكشاف الرقمية التي يحملها المسبار أكثر من 500 صورة للمريخ، فيما جمع المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء أكثر من 130 ألف صورة طيفية، ومد الفريق العلمي للمشروع بأكثر من 40 ملاحظة علمية توضيحية مخطط لها من قبل، تغطي جزءاً كبيراً من فترات اليوم على المريخ، أما المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية، فقد تمكن من جمع ما يقارب 14 ألف صورة طيفية مكانية للغلاف الجوي، بما يعادل 1.6 مليون طيف فردي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"