عادي

«الحكواتي» يعود إلى الحياة في مهرجان الشارقة القرائي

13:57 مساء
قراءة دقيقتين
الحكواتي
الحكواتي

ما إن يطأ الأطفال أرض مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حتى يلتقوا وجهاً لوجه مع «الحكواتي»، ليعود بهم بالزمن إلى عقود طوال، حين كان «الحكواتي» مهنة سائدة في البلاد العربية، حيث يجلس في المقاهي والأماكن العامة المفتوحة، يسرد على مسامع الناس حكايات وقصصاً ممتعة وغريبة، تجمع بين السرد والشعر.
وها هو المهرجان في دورته الـ 12، يعيد نبض الحياة إلى هذه المهنة، من خلال الفقرة اليومية التي تقام بين أحضانه وتحديداً في جناح وزارة التربية والتعليم، حيث يلتقي «الحكواتي» مع الأطفال ليلقي على مسامعهم بعضاً من نصوص كتاب «ألف ليلة وليلة» أو كتاب «كليلة ودمنة»، وغيرهما من الكتب التي تتضمن عصارة التراث الشعبي العربي.
بفارغ الصبر، ينتظر الأطفال فقرة «الحكواتي» التي تقام مساءً، حيث يتحلقون فيها لبعض الوقت حوله، فيما يطل هو عليهم مرتدياً عباءة مطرزة، ويجلس أمامهم حاملاً كتابه بين يديه، ليبدأ بسرد الحكايات على مسامعهم، بطريقة شائقة قادرة على تمكينهم من رسم الشخصيات، وإشعال خيالهم الواسع، عبر تقليد مجموعة من الأصوات التي تساعد الأطفال على تخيل عوالم الحكايات وأبطالها.
قبل أن ينطلق «الحكواتي» بفقرته اليومية، يوضح لزواره الأطفال تاريخ هذه المهنة في المنطقة العربية، ويشرح لهم كيف كانت، وكيف تطورت وارتدت «زياً الكترونياً» مع انتشار وسائل التواصل، ويبين لهم نوعية القصص التي يلقيها على مسامعهم، ويحاول في كل مرة اختبار ذاكرتهم ومعرفتهم، من خلال طرحه مجموعة أسئلة مستوحاة من القصة التي يلقيها، بهدف التأكد من فهم الأطفال لمعانيها والعبر المستقاة من هذه القصص.
لا يكتفي «الحكواتي» بقراءة قصة واحدة، وإنما يزيد في ذلك، وسط تفاعل الأطفال معه، الذين يعبرون عن سعادتهم بهذه التجربة التي تساعدهم في التعرف على التراث الشعبي العربي، وتقربهم أكثر من اللغة العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"