عادي

أسبوع قصير للأسهم الأمريكية وترقّب لتقرير الوظائف

18:25 مساء
قراءة 5 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

سيكون تقرير الوظائف لشهر مايو/أيار الحدثَ الكبير والمرتقب للأسواق خلال الأسبوع الجاري، مع دخول الأسهم شهراً جديداً هو يونيو/حزيران، الذي غالباً ما يكون ضعيفاً من حيث الأداء.

تُنهي الأسواق الشهر الحالي بأداء مختلط حققت فيه المؤشرات الكبرى مثل «إس أند بي» و«داو جونز» مكاسب نسبية. إذ ارتفع الأول بنسبة نصف في المئة، وبالمثل فعل الثاني عند 1.9 في المئة. وبينما كان «راسل 2000» ثابتاً على ارتفاع 0.1 في المئة، انخفض مؤشر «ناسداك» التكنولوجي بنسبة 1.5 في المئة.

تاريخياً، لا يعتبر يونيو/حزيران شهراً قوياً بالنسبة للأسهم. وتشير مجموعة «بيسبوك إنفستمنت جروب» إلى أنه على مدار الخمسين عاماً الماضية، ارتفع «داو» بنسبة 0.12% فقط في يونيو. وكان أداء الشهر أضعف بكثير خلال الـ 20 عاماً الأخيرة، ويرتبط أداء يونيو بشهر سبتمبر/أيلول باعتباره أسوأ شهر في العام، بمتوسط انخفاض طال مؤشر «داو جونز» بـ 0.7%.

ويحتل الاقتصاد بؤرة الاهتمام في الأسبوع الحالي مع قراءات معهد إدارة الموارد الأمريكي (ISM) المهمة حول نشاط قطاعي التصنيع والخدمات، ولكن المقياس الأكثر أهمية سيكون تقرير الوظائف يوم الجمعة. ووفقاً لـ «داو جونز»، يتوقع الاقتصاديون أن يُظهر تقرير التوظيف خلق حوالي 674 ألف وظيفة جديدة، بعد 266 ألف وظيفة مخيبة للآمال الشهر الماضي.

وقال جورج جونكالفيس، المحلل الاستراتيجي في بنك «إم يو إف جي»: «تعلمون أنه إذا كان لدينا شهران متتاليان من عدم الوفاء بتوقعات الوظائف، فإن السوق سيصاب بالتوتر. ونأمل أن نتغلب على ذلك لخلق ضجة إيجابية، والذهاب مطمئنين إلى اجتماع الفيدرالي لنقول نعم.. الاقتصاد لا يزال على المسار الصحيح».

حدث يونيو المهم

يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي منتصف الشهر القادم، اجتماعٌ يتوقع محترفو السوق أن يكون أهم حدث خلال الشهر. وقد شدد مسؤولو الفيدرالي على إبقاء السياسات السهلة حتى يشهدوا علامات تعافي الاقتصاد بالفعل. ولطالما أكدوا أيضاً أن قراءات التضخم المرتفعة هي «حالةٌ مؤقتة»، تتم مقارنة بياناتها بفترة ضعيفة في العام الماضي.

وستعمل الأسواق على فرضية بدء الاحتياطي الفيدرالي الإذعان بأن التضخم أصبح أمراً واقعاً وأعلى مما كان متوقعاً، أو أن الاقتصاد قوي بما يكفي للتقدم دون الحاجة إلى كثير من الدعم النقدي. وقال مسؤولو المركزي أيضاً إنهم سينظرون في تقليص برنامج شراء سندات إذا رأوا علامات على التحسن، وستكون هذه خطوة أولى نحو رفع أسعار الفائدة خلال الأعوام القادمة. وهو السلاح الرئيسي للفيدرالي لمكافحة ارتفاع التضخم الشديد.

إن مجرد احتمال ارتفاع أسعار الفائدة يصيب سوق الأسهم بالتوتر، لأنه يعني تكاليف أعلى للشركات وسيولة أقل. ومن الناحية النظرية، تعني أسعار الفائدة المرتفعة أيضاً احتمال توجه المستثمرين نحو السندات ذات العوائد المرتفعة بدلاً من الأسهم.

وجاءت قراءات التضخم الأخيرة أعلى بكثير مما كان متوقعاً. وكان آخرها مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة الماضي حيث أظهر أن معدل التضخم الأساسي بلغ 3.1% على أساس سنوي، وهي أقوى قراءة لهذا المقياس منذ عام 1992.

إلى ذلك، من المتوقع صدور تقرير «كتاب بيج» لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عن الاقتصاد يوم الأربعاء. وسيتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن البنوك المركزية وتغير المناخ في المؤتمر الافتراضي العالمي «Green Swan 2021» يوم الجمعة.

قفزة في التضخم

حدد بنك الاحتياطي الفيدرالي نطاق متوسط التضخم حول هدفه البالغ 2%، وكان المعدل في الغالب أقل من النسبة المطروحة إلى أن تسارعت مؤشرات أسعار المستهلكين في إبريل وتجاوز مقياس التضخم هدف مجلس الاحتياطي الاتحادي. وارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي مثل أي رقم تضخم آخر على مدار الأسابيع الستة الماضية بأعلى من المتوقع، ويقترب السوق تدريجياً من مساءلة الفيدرالي عن رأيه بأن التضخم أمرٌ مؤقت.

وقال جوليان إيمانويل، رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات في «بي تي آي جي»: «عندما تنظر إلى السوق على المدى المتوسط، فإن لديه كل الحق في القلق وازدياد المخاوف من أن الاحتياطي الفيدرالي لا يولي اهتماماً كافياً لاستقرار الأسعار. ولكن الصورة الكبيرة، من وجهة نظرنا على المدى البعيد، هي أننا في قلب سوق تصاعدي، بدأ في شهر مارس/آذار من العام الماضي ويجب أن يستمر كذلك».

وفي السياق، ارتفعت أسهم التكنولوجيا، وفقاً لقطاع تكنولوجيا المعلومات في «ستاندرد أند بورز»، بنسبة 1.6% الشهر الماضي، وبنسبة 5.9% منذ بداية العام. وحصلت القطاعات الدورية على جائزة الأداء الأفضل خلال الأشهر الخمسة الماضية وحتى الآن. حيث ارتفعت الطاقة بنسبة 36.2%، والقطاع المالي بنسبة 28.5%، والمواد بنسبة 20.1%، والصناعة بنسبة 18.3%، فيما حققت أسهم خدمات الاتصالات، التي تحتوي على بعض أسماء النمو المرتبطة بالإنترنت، مكاسب بنسبة 16% منذ بداية العام. وتفوقت الرعاية الصحية على تكنولوجيا المعلومات في الأداء، بزيادة 8.6% عن نفس الفترة أيضاً.

في الأسبوع الماضي، ارتفع مؤشر «إس أند بي» بنسبة 1.2% إلى 4204 نقط، وصعد «داو جونز» 0.9% وصولاً إلى 34529 نقطة، في حين لامست مكاسب «ناسداك» نسبة الـ 2% عند 13748 نقطة.

خط السيولة الأحمر

يولي محترفو السوق اهتماماً لعلامات الزيادة الضخمة في السيولة ضمن النظام المالي، وهذا يحدث نتيجة للتسهيل الكمي المستمر من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومن مدفوعات التحفيز. وبحسب جونكالفيس من «إم يو إف جي»، فإن الأموال القادمة من تريليونات الدولارات من التحفيز، بما فيها تلك المخصصة للولايات والحكومات المحلية، لم يتم إنفاقها بعد، لكنها وجدت طريقها إلى النظام المصرفي، وتمارس ضغوطاً على النظام. وفي الوقت نفسه، تواصل المؤسسات والأفراد تحويل النقد إلى صناديق أسواق المال، التي تمتلك الآن حوالي 4.6 تريليون دولار. ويتوقع جونكالفيس أن يقوم الفيدرالي برفع أسعار الفائدة على الاحتياطيات الفائضة إذا ساء الوضع. وأضاف: «لا توجد سابقة لهذا الأمر، وهو ناتج تماماً عن تدفق الكثير من النقود في النظام المالي والمصرفي».

أهم الأحداث الاقتصادية خلال الأسبوع الجاري

الإثنين

عطلة فيدرالية بمناسبة «يوم الذكرى»

الثلاثاء

نتائج الشركات: «هيوليت باكارد إنتربرايز»، «أمباريلا»، «زووم فيديو»

9:45 مؤشر مديري المشتريات التصنيعي

10:00 مقابلة نائب رئيس الفيدرالي راندال كوارلز

10:00 مؤشر التصنيع الأمريكي من ISM

10:00 مؤشر إنفاق البناء

الأربعاء

نتائج الشركات: «أدفانس أوتو بارتس»، و«لاندس إند»، «نيت أب»، و«سبلنك»، و«كلاوديرا»، و«بي في إتش»

- تقرير مبيعات المركبات

8:15 تقرير التوظيف الوطني من ADP

14:00 تقرير كتاب بيج للأسواق

الخميس

نتائج الشركات: «برودكوم»، و«لولوليمون أثليتيك»، و«فايف بيلو»، و«إكسبريس»، و«جيه إم سمكر»، و«دوكوساين»، و«كوبركوس»، و«كراودسترايك»

8:30 مطالبات البطالة الأولية

8:30 تقرير الإنتاجية والتكاليف

9:45 مؤشر مديري المشتريات الخدمي

10:00 مؤشر الخدمات الأمريكي من ISM

الجمعة

7:00 حديث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن البنوك المركزية وتغير المناخ

8:30 تقرير الوظائف الشهري

10:00 تقرير طلبات التصنيع

ملاحظة: توقيت شرق الولايات المتحدة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"