«السّبْق» الإماراتي

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يمكن الحديث عن وباء «كورونا» الذي ضرب العالم بأسره، من دون الركون إلى نوع من المقارنات بين ما فعلته الدول، تجاه هذا الفيروس، لدرجة أن كثيراً من الناس ذهبوا إلى مقارنة نجاح هذه الدولة أو تلك، بحسب طريقة تعاطيها مع الوباء وحماية أبنائها، واستفاقتها من الإغلاق، وما خلفه من تبعات اقتصادية كبيرة جداً.
وفي الحديث عن هذا الوباء، فإن الكلام عن الفيروس وتبعاته الاقتصادية، تطوّر إلى لغة جديدة تتعلق بالمتحورات الأشدّ فتكاً، وبتنا كل يوم نفيق على سلالة جديدة، نتجت عن تمازج بين متحور وآخر، ولا أحد يعرف للأمر نهاية.
عالمياً، ما زالت أخبار منظمة الصحة العالمية تثير الرعب والقلق في نفوس الناس، ولم يصدر عنها، منذ بدء الجائحة، أي خبر مفرح، وليس آخرها ما حذّر منه هانز كلوغه، مدير الفرع الأوروبي للمنظمة، بقوله: لن نتجاوز «كورونا»، قبل تطعيم 70 في المئة على الأقل من سكان العالم. وأن وتيرة التحصين لا تزال «بطيئة جداً».
وفي الحديث عن المتحورات بات الأمر يشبه، إلى حد كبير، التزاوج الهجين بين كائن وآخر، بحيث لا تعرف ما السلاسة التي ستنتج عن ذلك التزاوج، وهو ما يحدث الآن عند التقاء متحورين، لنكون أمام رعب جديد مع متحور جديد.
في الإمارات، وأمام إرادة حقيقية وصلبة، فإن من يتحرك في أرجاء الوطن، يجد بكل سرور، حجم تجاوز وباء «كورونا»؛ حيث المطاعم والفنادق والشواطئ والأسواق، وكأن الحياة على طبيعتها تماماً، طبعاً مع حرص الجميع على التزام الإجراءات الوقائية والاحترازية، ما أمكن. ولكن الجميع باتوا يجزمون بأن الوضع عاد شبه طبيعي، بفضل كثرة التطعيمات والإجراءات الوقائية التي اتخذت في البلاد بأكملها، لنحو عام، حتى تجاوزنا الوباء.
وأمام معدل تطعيمات تصل إلى نحو 130% من معدل سكان الدولة، الذي يناهز 10 ملايين، تطالعنا وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بنبأ سار عن منح الاستخدام الطارئ لدواء جديد فعال ل«كوفيد-19» أنتجته شركة GSK العالمية، لتغدو بذلك الإمارات الأولى عالمياً، بعد التصديق والموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على الاستخدام الطارئ له، ما يمكّن من الاستخدام الفوري لهذا العلاج بالدولة.
العلاج الجديد بحسب بيان «الصحة» يسهم في الحدّ من عدد الحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى لأكثر من 24 ساعة، وخفض عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس بنسبة تصل إلى 85% عند إعطائه للمرضى علاجاً مبكراً.
«كورونا» وضع الدول أمام تحدٍّ جديد للتعامل معه إلى جانب ما تعانيه أصلاً من تحديات، ولكن أنباء الإمارات تطالعنا كل يوم بنبأ جديد مبشّر، نأمل أن يطال البشرية كلّها.

jamal@daralkhaleej

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"