عادي
قراءة «الأستاذ جوارديولا» الخطأ جعلت «الأسد سيتي» بلا مخالب

تشيلسي ينال مجد أوروبا بفكر وهدف ألمانيين

23:34 مساء
قراءة 6 دقائق
توخيل سعيد بكأس أوروبا

متابعة: ضمياء فالح
احتفل تشيلسي بجنون بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بفوزه على مواطنه مانشستر سيتي 1-صفر، الذي كان قبل نهائي 29 مايو/أيار المرشح الأفضل عند النقاد لنيل الكأس ذات الأذنين، لكن خطأ مدربه الإسباني بيب جوارديولا التكتيكي أهدر عليه فرصة إهداء «القمر السماوي» اللقب الأول في تاريخه.

وجاء عنوان صحيفة «ديلي ميل» البريطانية معبراً عن واقع الأخطاء التي حصلت، عندما سألت: «هل اختار بيب التشكيل الخطأ مرة أخرى في ليلة كبيرة؟».

وتابعت الصحيفة: «توخيل المُعلم يقود تشيلسي للتغلب على مانشستر سيتي وجوارديولا الذي اعتمد على تشكيل غريب بدون ارتكاز بعد استبعاد رودري وفرناندينيو».

والواقع ان جوارديولا الذي أبهر العالم بأساليبه الخططية، وضع نفسه محط انتقادات كثيرة بسبب تجربة تكتيكية في المباراة النهائية أمام تشيلسي.

وفاجأ المدرب الكتالوني، المشهور بعبقريته والمصنف بين أفضل المديرين الفنيين في العالم، جميع المراقبين السبت بتشكيلة غاب عنها لاعب وسط مدافع، هو فرناندينيو الذي كان أحد العناصر الأساسية في بلوغ مانشستر سيتي المباراة النهائية للمسابقة القارية العريقة للمرة الأولى في تاريخه، عندما أجبر باريس سان جيرمان الفرنسي على المعاناة في نصف النهائي.

إضافة إلى فرناندينيو، فضل جوارديولا الابقاء على مواطنه رودري المتألق في المباريات الأخيرة، على مقاعد البدلاء مفضلاً عليهما لاعبين بنزعة هجومية هما البرتغالي برناردو سيلفا ورحيم سترلينج الغائب عن المشاركة في المباريات في الآونة الأخيرة، فكانت النتيجة أن فريقه الذي كان مرتبكًا في بعض الأحيان، عوقب من قبل تشيلسي بقيادة مدربه الألماني توماس توخيل الذي جدد الثقة في تشكيلته المعتادة دون ابتكار في اللحظة الأخيرة، فبخَّر آمال ال«سيتيزنس».

جوارديولا يمر أمام كأس أوروبا

تجاوز بيب

وقالت صحيفة «ذي صن» البريطانية عن الخطة التكتيكية، إن المدرب الكتالوني «تجاوز الخط الضيق بين العبقرية والجنون، وقرر أن نهائي دوري أبطال أوروبا هو الوقت المناسب لإجراء إحدى تجاربه كأستاذ مجنون. انتهى الأمر بالكيميائي العظيم لمانشستر سيتي بإثارة قنبلة كريهة فقط، مع مانشستر سيتي بدون لاعب خط وسط دفاعي أو قلب هجوم محنك».

طريقة جديدة للخسارة

من جهتها، أوضحت صحيفة «ذي جارديان»، أن جوارديولا «اخترع طريقة جديدة للخسارة والبحث في أعماق جديدة من إحباطه».

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «جوارديولا لا يمكن أن يخفف من مسؤوليته بعدما رسم خطة تكتيكية مخيبة. والمثير للدهشة أنه قرر عدم استخدام رودري أو فرناندينيو كلاعب خط وسط دفاعي، تاركًا سيتي مع خطة محيرة».

بالنسبة للهدف الوحيد في المباراة، كانت خيارات جوارديولا مثيرة: بتشكيلته، أراد المدير الفني الكتالوني أن يضع ظهيريه في مواجهة نظيريهما في تشيلسي، حتى أنهما كانا بعيدين عن مرمى الحارس البرازيلي إيدرسون، وقد أدى ذلك إلى فتح ثغرات كبيرة في وسط الملعب وهو ما استغله مايسون ماونت بشكل مثالي عندما مرر كرة في العمق إلى الألماني كاي هافيرتس المنطلق من دون مراقبة فانفرد بإيدرسون وافتتح التسجيل في الدقيقة 42.

زوما يحمل كانتي تحت أنظار أجويرو الحزين

أفضل تشكيلة

وقال جوارديولا عقب نهاية المباراة: حاولت اختيار أفضل تشكيلة للفوز بالمباراة. جوندوجان لعب سنوات عديدة كلاعب وسط مدافع، حاولنا أن نحصل على الكرة بسرعة لإيجاد لاعبين بين الخطوط وكان هذا هو القرار.

لم يكن الحظ أيضًا بجانب مانشستر سيتي حيث أُجبر قائده ونجمه الدولي البلجيكي كيفن دي بروين على الخروج باكياً بعد كسرين في وجهه عندما اصطدم مع مدافع تشيلسي الدولي الألماني أنطونيو روديغر في وقت مبكر من الشوط الثاني.

بدون البلجيكي، كانت محاولات جوارديولا لتصحيح أخطاء تشكيلته قليلة جدًا ومتأخرة جدًا.

العودة مرة جديدة

وقال جوارديولا.. هذه هي المرة الأولى التي نصل فيها إلى النهائي، وسنتعلم ونعود، مضيفاً.. كان موسماً من 62 مباراة وخضنا 61 (خرج من نصف نهائي مسابقة كأس الاتحاد على يد تشيلسي أيضاً). نشعر بالحزن وعلينا التعلم من ذلك وسنتعلم في المستقبل لكن الموسم كان استثنائياً.

احتفالات تشيلسي

في المقابل، أثنت الصحف العالمية على أداء تشيلسي، وقالت إنه صنع المجد بمساعدة ألمانية، من مدربه العبقري توخيل الذي أصبح ثالث مدرب ألماني يتوج باللقب في آخر 3 سنوات بعد يورجن كلوب وهانزي فليك، كما أن من سجل الهدف الوحيد في اللقاء كان الألماني الشاب كاي.

واحتفل نادي تشيلسي بحصد لقب أوروبا من خلال عرض بالطائرات المسيرة (درونز) فوق سماء ملعب ستامفورد بريدج رسمت شعار النادي وكأس أوروبا وكلمة أبطال واستمر العرض 8 دقائق و22 ثانية ليسعد حشود المشجعين الذين تجمهروا للاحتفال ب «فخر لندن».

مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش المحروم من حضور مباريات فريقه في إنجلترا، التقى مدربه الألماني توماس توخيل لأول مرة في ملعب دراجاو معقل بورتو البرتغالي.

واعترف توخيل بأن جوارديولا مدرب مانشستر سيتي صاحب فضل كبير عليه، وأنه كان يكتب ما يقول له عندما يلتقيان، وأضاف: أكتب كل شيء يقوله عندما أعود إلى المنزل كي لا أنساه، أفكاره الجنونية وتوصياته في كيفية قراءة المباراة موجودة في دفتري. عليك أن تكون مجنوناً بكرة القدم، أحب هذه اللعبة لأن فيها التشويق والحماس والتوتر على خط التماس والتعطش للفوز. أحب عملي ولا أريد تفويت لحظة منه.

وحاول مراسل بي تي سبورت الضغط على الألماني كاي هافرتس الذي سجل هدف المباراة الوحيد وسأله: هل سعرك القياسي (89 مليون إسترليني) شكل عليك عبئاً وأنت بسن ال21 ؟ حضر المقابلة الكابتن الإسباني أزبيلكويتا ونظر إلى كاي بجدية ورد الألماني: بصرحة لا أهتم بهذا الهراء، لقد فزنا بلقب أبطال أوروبا اللعين! «فانفجر أزبيلكويتا ضاحكاً وعانقه.

أما الفرنسي نجولو كانتي، أفضل لاعب في المباراة، فقد انهال عليه المديح من كل حدب وصوب، بسبب مجهوده الخرافي في الملعب، وبينت الإحصائيات أنه ركض 12 كيلومتراً وعلق فيرديناند مدافع اليونايتد السابق: هذا اللاعب يحطمني، إنه في كل مكان. وحضرت عائلات اللاعبين والمدرب توخيل النهائي التاريخي وأحضر حتى المالك أبراموفيتش ابنه معه فيما انتشر فيديو لرقص اللاعبين في غرفة الملابس.

قنبلة في تغريدة

حمل زوما زميله كانتي تحت أنظار النجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو الحزين.. وبعد فوز تشيلسي بدقائق، فجر شقيق نجم سيتي تويتر بتغريدة قال فيها إن المدرب لم يحبه منذ البداية. وتفاعل مشجعو سيتي مع تعليق ديل كاستيو وذكروه بمديح جوارديولا لأجويرو في احتفال لقب البريميرليج وكيف ذرف الدموع لوداعه ما دفعه إلى شطب التغريدة ثم كتب لاحقاً: الآن لن يقفز أحد للتعليق، أنا أحب الجميع، النهائي فوز أو خسارة لكن لا أحد يلعب بهذه الطريقة ويفوز برأيي. استمتعوا بحرية التعبير عما تشعرون. وأنهى أجويرو المباراة باكياً لأنه آخر نهائي مع فريقه قبل الرحيل عنه إلى برشلونة.

فودين وجيمس في مرحلة الناشئين

فودين وجيمس.. منافسة منذ الصغر

التقط المصورون لقطة لنجم مانشستر سيتي فيل فودين، ومدافع تشيلسي رييس جيمس خلال نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتم مقارنة الصورة بأخرى للاعبين عندما كانا في مرحلة الناشئين.

وكان جيمس علق على مواجهة فودي قبل النهائي بقوله: «إنه لمن الجنون حقًا أن ترى شخصًا كنت تلعب ضده لسنوات عديدة، والآن ستلعب ضده في نهائي دوري أبطال أوروبا».

وأضاف: «إنه لأمر رائع أن ترى ذلك، لقد قامت كل من أكاديميتي تشيلسي والسيتي بعمل جيد لإنتاج لاعبين موجودين هنا الآن، يعيشون الحلم ويلعبون في نهائي دوري أبطال أوروبا»

وأوضح: «أتذكر مواجهتي مع فودين في فرق الشباب، كان ذلك في إحدى بطولات الدوري الإنجليزي الممتاز عندما كان عمري حوالي 13 أو 14 عامًا. في كل عام، كنا نواجه دائماً السيتي في النهائي».

فودين وجيمس في نهائي الأبطال

زياش خامس لاعب عربي متوج

تضم قائمة اللاعبين العرب الذين صعدوا مع أنديتهم إلى المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا، 8 لاعبين، 5 منهم ابتسم لهم الحظ وحصدوا اللقب واحتفلوا بالتتويج مع أنديتهم بالكأس الشهيرة ب«ذات الأذنين»، كان آخرهم النجم المغربي كريم زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي الذي أصبح خامس لاعب عربي يفوز بالبطولة الأقوى عالمياً.

وكانت البداية مع الجزائري رابح ماجر، الذي قاد فريقه بورتو إلى لقب نسخة 987 للمرة الأولى في تاريخه على حساب بايرن ميونيخ الألماني (2-1)، بتسجيله الهدف الأول وصناعته للثاني.

العربي الثاني هو المغربي منير الحدادي، الذي توج مع برشلونة الإسباني بدوري الأبطال 2015. أما الثالث فهو المغربي أشرف حكيمي عندما كان يلعب لريال مدريد الإسباني في نهائي عام 2018.

ويعد المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي اللاعب العربي الأول الذي يشارك في نهائي دوري أبطال أوروبا لمرتين متتاليتين؛ إذ سبقت له المشاركة في نهائي موسم 2017-2018، الذي خسره فريقه ليفربول حينها أمام ريال مدريد 1-3، قبل أن يعود في الموسم التالي ويتوج مع «الريدز» باللقب على حساب توتنهام الإنجليزي 2-0 بهدفي محمد صلاح من ضربة جزاء والبلجيكي أوريجي، ليصبح صلاح رابع اللاعبين العرب الذين توجوا باللقب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"