عادي

«دبي للصحافة»: توصيات «منتدى الإعلام» ترسم خارطة طريق جديدة

17:27 مساء
قراءة 5 دقائق
13

دبي: «الخليج»

أكد نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لمنتدى الإعلام الإماراتي، أن جملة التوصيات التي أثمرتها الدورة السادسة التي عقدت أخيراً بمقره في «سنترال ون - مركز دبي التجاري العالمي»، بمشاركة عدد من القيادات الإعلامية الإماراتية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، والكُتَّاب ورموز العمل الإعلامي في الدولة، ترسم خارطة طريق جديدة للإعلام المحلي، وأنها قيد النظر والدراسة، للوقوف على كيفية تحويلها إلى واقع يخدم الإعلام، ويعزز قدرة مؤسساته على القيام بما هو مأمول منها من أدوار خلال المرحلة المقبلة، ويسهم في تأسيس منظومة إعلامية فعالة ترتقي بتنافسية الإعلام المحلي، وتدعم رسالته في خدمة الوطن والمواطن، وتمكنه من إحداث نقلة نوعية، لمواكبة إنجازات دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة وطموحاتها.

وناقش المنتدى عدداً من الموضوعات المهمة ذات الصلة بمستقبل الإعلام الإماراتي، في الوقت الذي تستعد فيه الدولة للخمسين عاماً، وبما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وتطلعاتها لدور الإعلام المحلي، في مساندة جهود التطوير، سعياً لبلوغ أرقى مستويات التميز، لتظل دولة الإمارات دائماً النموذج والقدوة في التطوير القائم على ضمان سعادة المجتمع ورفاهية أفراده.

حوار شفاف

وأكدت منى المرِّي، رئيسة نادي دبي للصحافة أن المنتدى «انطلق لترسيخ أسس حوار يعزز دور الإعلام الإماراتي في بناء مستقبل أفضل، عنوانه طموح الإمارات ورؤيتها للمستقبل، هذه الرؤية التي تحمّلنا جميعاً من مسؤولين وقيادات ومؤسسات إعلامية مسؤولية مضاعفة، لتقديم أفكار ووضع خطط واستراتيجيات مبتكرة ومنفتحة على أهمية التغيير، لمواكبة مسيرة التطوير والتنمية التي تشهدها الدولة في مختلف القطاعات».

وقالت «لا شك في أن وضع تصورات موضوعية لمستقبل الإعلام المحلي، يتطلب أولاً مراجعة دقيقة لواقعه، والنظر في مدى توافق ما يقدمه مع تطلعات دولة بلغت برؤيتها المريخ، هذه المراجعة تدفع أمامنا مجموعة من الأسئلة البالغة الأهمية وذات التأثير الإيجابي في مستقبل القطاع الإعلامي، ومن شأن الاجابة عنها بصدق وشفافية إيجاد منظومة إعلامية متطورة».

واضافت «هدفنا مواكبة متطلبات هذه المرحلة، وتأكيد الإسهام الإيجابي للإعلام على الصعد كافة، حيث اتفق المشاركون في هذه الدورة على ضرورة إيجاد استراتيجية واضحة ومتكاملة المعالم، تجمع جهود المؤسسات الإعلامية الإماراتية، ضمن نسق شامل وموحد، تدعمها آليات فعّالة للتنسيق الشامل بين الأطراف ذات الصلة، بما فيها المؤسسات والمكاتب الإعلامية ومكاتب الاتصال الحكومي ودوائر الاتصال المؤسسي لدى الجهات الحكومية وشبه الحكومية».

فيما أكدت ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة أن «توصيات المنتدى اشتملت على قضايا آنية وطويلة الأمد تسهم في حل فجوات الإعلام المحلي. واتفاق الحضور على التوصيات الصادرة عن المنتدى، نجاح للإعلام الإماراتي ويصب في مصلحة مستقبله أولاً واخيراً».

وقالت «المنتدى حقق أهدافه، لأنه استطاع أن يخرج بتوصيات شفافة تقدمت بها قيادات الإعلام الإماراتي. كما وفر منصة للحوار المثمر بين المعنيين بمستقبل الإعلام، على قاعدة الإيمان بأهمية تعزيز هذا القطاع المهم». وأشارت إلى أنه تم تقديم 30 توصية، تتضمن قضايا آنية ومستقبلية تسهم في حل تحديات الإعلام المحلي ووضعه على الطريق السليم.

التوصيات

وشملت التوصيات: البناء على مخرجات المنتدى، نواة لتأسيس منظومة إعلامية ترتقي بقدرات الإعلام المحلي، وخدمة الوطن والمواطن. ومواكبة إنجازات وطموحات دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة، ووضع استراتيجية إعلامية متكاملة تشكل محوراً للتنسيق وتوحيد جهود مؤسسات الإعلام المحلي. وتطوير آليات فعّالة للتنسيق فيما بينها، بما يتناسب والمكانة والأهمية الاستراتيجية المتزايدة للدولة إقليمياً وعالمياً، وتحديد أهداف واضحة للإعلام المحلي للمرحلة المقبلة، وتشجيع المؤسسات الحكومية على التعاون بقدر أكبر مع الإعلام المحلي.

توصيل رسالة الإمارات

كما ركزت التوصيات على ضرورة تعزيز دور الإعلام المحلي في مخاطبة العالم، وتوصيل رسالة الإمارات على أوسع نطاق، وعدم الاكتفاء بمخاطبة الجمهور في الداخل، والعمل على تعدد الأصوات وتنويع المحتوى الذي تتناوله الصحف المحلية، لتفادي التشابه الكبير بينها. وفتح الباب أمام المؤسسات الإعلامية الخاصة، للدخول في منافسة مهنية مع نظيراتها الحكومية، لتعزيز قدرات القطاع والارتقاء بمخرجاته. وتحويل وسائل الإعلام الحكومية إلى مؤسسات تجارية خاصة، ورفع سقف التناول الإعلامي لبعض الملفات، بما يعزز دور الإعلام في خدمة الخطط الوطنية، وتأكيد المواقف الثابتة لدولة الإمارات، ومنح الإعلام المحلي الثقة الكافية لمناقشة القضايا المتعلقة بمصلحة الوطن، وعدم التردد في توجيه النقد المسؤول والبنّاء من منطلق حسّ وطني، يهدف إلى معالجة السلبيات والوصول إلى أفضل الخدمات.

وأوصى المشاركون بالتركيز على المحتوى الإعلامي الترفيهي الهادف، سواء في الوسائل التقليدية، أو عبر مواقع التواصل، ودعم الكادر البشري الإعلامي. وإيجاد كوادر جديدة عبر الاستثمار في المواهب والخبرات الإماراتية والعربية. وتمكين الموهوبين والمبدعين الإماراتيين والعرب من أصحاب الشركات الإعلامية الناشئة، بمنحهم تعاقدات تعزز أعمالهم وتدعم نجاحهم. وإشراك الشباب في الحوارات المعنية بتطوير قطاع الإعلام المحلي والاستماع لأفكارهم ومقترحاتهم.

تطوير المحتوى الإعلامي

كما تقدم المشاركون بتوصية عن ضرورة تجديد المحتوى الإعلامي، والابتعاد عن الأطر التقليدية في الطرح والتناول والعرض، وتطوير محتوى يتناسب مع تطلعات الشباب واحتياجاتهم. وفيما يتعلق بالمؤثرين على شبكات التواصل، أوصى المشاركون بعدم فرض أي وصاية عليهم، وإعطائهم الحرية اللازمة لتقديم أعمالهم بالشكل الجيد، وتحفيزهم على طرح محتوى مفيد.

وأوصى المشاركون بضرورة إحداث نقلة نوعية في برامج شبكات التواصل، بإنتاج محطات التلفزيون المحلية لمواد إعلامية مرئية يمكن بثّها عبر منصات التواصل. وأوصوا كذلك بإحياء القنوات الإعلامية المتخصصة في المجالات المختلفة مثل: الرياضة والاقتصاد وغيرها.

وتأتي تلك التوصيات في الوقت الذي اجمع فيه المشاركون أن تجديد المحتوى الإعلامي يبقى دون المستوى المأمول، مع استمرار المؤسسات الصحافية في الاعتماد على الأخبار والبيانات الصحافية الصادرة عن المكاتب الإعلامية، ودوائر الاتصال المؤسسي في الجهات الحكومية.

تقييم عمل المؤسسات

ودعا المشاركون إلى النظر في تطبيق مخرجات الاجتماعات والمناقشات الاستراتيجية التي جرت في المجلس الوطني للإعلام، لتقييمها والوقوف على كيفية الاستفادة منها خلال المرحلة المقبلة. ووضع آلية لتقييم عمل المؤسسات الإعلامية المحلية، على غرار المؤسسات العاملة في القطاعات الأخرى، إلى جانب استحداث آلية تقييم للعمل الإعلامي وأسلوب طرحه وتناوله للموضوعات المختلفة في أوقات الأزمات. وإيجاد آلية للتعرف إلى آراء المتلقّي والمتابع للمحتوى الإعلامي المحلي، ونسبة رضاه عنه، واستقبال الآراء والاقتراحات التي يمكن الاستعانة بها في التطوير. وتقنياً، أكدوا ضرورة التركيز على استثمار الإعلام المحلي في تقنيات وشبكات الجيل الخامس.

وتضمنت نقاشات المنتدى مجموعة من الملاحظات العامة وشملت: ضرورة بحث مدى جاهزية الإعلام الإماراتي، والمؤسسات الإعلامية، للمستقبل الجديد، والتحرك بسرعة أكبر للاستعداد له، لتحقيق التميز المأمول، واتباع كل مؤسسة خططاً واستراتيجيات خاصة بها، يثبت غياب استراتيجية واضحة عن هذا القطاع. كما رأى المشاركون أن الإعلام الإماراتي يفتقد إلى التخصص في بعض المجالات العلمية والحيوية، لغياب الدعم المادي اللازم، لاستقطاب الخبرات المعنية بها، وأن الإعلام الوطني خلال الجائحة، أثبت جدارته في مواكبة المستجدات، وكان على مستوى الحدث والمسؤولية، عبر رسالته في التوعية وتحفيز المجتمع على اتباع الإرشادات الوقائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"