عادي

التأثير البيئي لاستهلاك اللحوم في معرض

23:22 مساء
قراءة دقيقتين

يجمع معرض «ميت ذي فيوتشر» في متحف التاريخ الطبيعي في جامعة أكسفورد، بين الأعمال الفنية والبيانات العلمية، ويهدف إلى التوعية بالتأثير البيئي لاستهلاك اللحوم، ولكن من دون الوصول إلى حد إدانته.

وقالت كيلي ريتشاردز، مديرة المعرض: «نحن نأكل الكثير من اللحوم في العالم ولكن تقليل استهلاكنا مشكلة معقدة للغاية»، مشيرة إلى العامل الثقافي وفرص العمل المرتبطة بهذا القطاع. فخلال خمسين عاماً، تضاعف الاستهلاك العالمي للحوم ثلاث مرات.

وفي عصر يتعاظم فيه القلق على مستقبل الكوكب، والاهتمام بمعاناة الحيوانات، يجمع المعرض أعمال التجهيز التفاعلية، ويوفّر محاكاة للتسوّق في السوبرماركت من رفوف وهمية، ويتضمن كذلك أعمال فنانين مثل داميان هيرست.

وتتصدر مدخل المعرض صورة صادمة هي عبارة عن كومة من شرائح اللحم الافتراضية موضوعة على مفرش من القماش القطني، تمثّل متوسط كمية اللحوم التي يأكلها البريطانيون يومياً (223 جراماً)؛ أي «أكثر بكثير من المتوسط العالمي» أو «الكميات القصوى التي يُنصَح بها»، وفق ما أوضح جون لينش لوكالة «فرانس برس».

ولاحظ هذا الفيزيائي المتخصص في التأثير البيئي للزراعة أن «الوقت ينفد» إذا أرادت البشرية تحقيق هدف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة.

وشدد على «ضرورة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الزراعة»، متوقعاً أن تكون نصف ما هي عليه اليوم إذا تحمّل الجميع مسؤولياتهم.

وحاول 10 باحثين من جامعة أكسفورد الإجابة عن هذه الأسئلة بطريقة ممتعة، ولكن أيضاً بواسطة الأرقام الإحصائية، سعياً إلى توجيه الزوار نحو موقف مسؤول.

وقالت كيلي ريتشاردز أمام رفوف مبردة افتراضية ملأى بالوجبات الجاهزة: «نُظهر أيضاً كيفية تأثير المتاجر الكبرى والمطاعم على خياراتنا، وكيف يمكننا مقاومة ذلك».

ويمكن للزوار محاكاة عربة التسوق من خلال شاشة، بفضل برنامج أدرج 10000 منتج موجود في المتاجر البريطانية، وينال المتسوقون درجة تقيّم الأثر البيئي لتبضعهم اليومي.

فلكل طبق افتراضي في المعرض علامة تشير إلى «درجة أثره البيئي»، تأخذ في الاعتبار مدى ما يسببه من تلوث للمياه، وتأثيره في التنوع البيولوجي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يؤدي إليها تصنيعه.

ويشرح المعرض مزايا البدائل المختلفة وعيوبها. وتتضمن القائمة بدائل نباتية، كشرائح لحم الصويا أو التمر أو التوفو، ولكن أيضاً الديدان المشوية تصلح كمقبلات، أو دقيق الجراد.

أما الحل الأكثر تطرفاً فيتمثل في تناول اللحوم التي تنتَج في المختبر من الخلايا الحيوانية، وهي تقنية ناشئة عمل الباحثون عليها لمدة 10 سنوات واختُبرت للمرة الأولى في يناير/كانون الثاني الفائت في مطعم بسنغافورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"