زكاة العلم نشره

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

تنتشر العلوم والمعارف في كثير من بقاع العالم وفي مجتمعنا تحديداً، ونعيش في بيئة تعليمية، إذ تلاحظ الجميع منشغلين بالحراك التعليمي وزيادة المعارف والعلوم.
 توجد حركة مستمرة تشاهدها في الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس على اختلاف مراحلها، مسيرة علمية تنبض بالحياة، وسباق نحو التميز والنجاح، وهي من الأمور الإيجابية والجميلة، وهي تعكس واقع المجتمع وفهمه العميق والواضح لأثر العلم والمعرفة في الحياة البشرية.
وستجد أن المستوى المعرفي عند كثير من الناس ارتفع وبات هناك علم عام مميز يستند إليه، وهذا يوضح أن الفهم والإدراك وأيضاً التنبه لدى أفراد المجتمع مرتفعة وتتناسب مع المعرفة التي تحصلوا عليها. هذا جميعه يقودنا لنقطة مهمة وحيوية تتعلق بنشر المعرفة، خاصة أننا في عصر التقنيات الحديثة وعصر القرية الكونية المتشابكة، وباتت بين أيدينا حزمة من مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر منصات مناسبة للتوعية وزيادة معارف الآخرين، فالحدود الزمنية والمكانية ملغاة تماماً على هذه المواقع، حيث يمكن نشر وبث كلماتك في أي وقت وتوجيهها للعالم بأسره. وعندما أقول نشر المعرفة وزيادة وعي الآخرين، فهذا يعني المساهمة في المواضيع التي تبث والتي في أحيان كثيرة تكون مضللة وخاطئة، وتم نشرها من أناس لا يستندون إلى علم ولا إلى معرفة، بل ترديد الشائعات لا أكثر، أو التحدث في مواضيع بعيدة كل البعد عن علمهم ومعرفتهم وبالتالي تنتج أخطاء كثيرة تحتاج للتقويم والتصحيح والتنبيه حولها.
أعتقد أن هذه مهمة كل متعلم، وهي واجب إنساني تجاه من تحصل على معلومات حيوية ومهمة، أو كما يقال زكاة العلم نشره بين الناس. توجد كلمة معبرة تتناسب مع موضوع فائدة نشر العلم والعمل على  المجتمع من خلال ما تعلمه الشخص، لعالم الفلك الأمريكي كارل ساجان، جاء فيها: «إن عدم شرح العلم يبدو لي شيئاً غير منطقي لأنك عندما تقع في الحب تنتابك رغبة في إخبار العالم كله».
 حيوية هذه الكلمات أنها جعلت المتعلم، أو العالم، أمام مهمة هامة هي التعبير عما يحبه، فمن تخصص في مجال علمي ما، وأبدع فيه وتميز، من المؤكد أنه جاء من محبة هذا التخصص العلمي، الذي أمضى سنوات عدة من عمره في دراسته والبحث فيه، حتى كتب له النجاح والتفوق. بما أننا نحب ما تعلمنا، نحب هذه المعرفة التي تميزنا وتسهل حياتنا، فمن الواجب نشرها وشرحها للآخرين.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"