عادي
خلال ملتقى الشارقة الرابع للتكريم الثقافي في موريتانيا

سلطان الداعم الأول لتمكين المبدعين العرب

22:45 مساء
قراءة 4 دقائق

استضاف قصر المؤتمرات في العاصمة الموريتانية نواكشوط حفل ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في دورته الرابعة، والذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للاحتفاء بأربع قامات ثقافية من جيل المؤسسين في الأدب الموريتاني المعاصر، وهم: أحمدُ ولد عبد القادر، ود. الخليل النحوي، ود. ناجي محمد الإمام، ود. موسى ولد أبنو.

في بداية الحفل استقبل مختار ولد داهي وزير الثقافة والشباب والرياضة الموريتاني وفد دائرة الثقافة في الشارقة برئاسة عبدالله بن محمد العويس ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ورحب الوزير بالوفد، وعبر عن شكره وتقدير لمبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة، المتتالية التي من شأنها دعم الثقافة العربية على جميع المستويات، وأكد استعداد الوزارة للتعاون لمزيد من الأنشطة الثقافية المشتركة. حضر الملتقى، رئيسة جهة نواكشوط فاطمة بنت عبد المالك التي نوهت بمبادرة الشارقة لتكريم المثقفين والعناية التي تمنحها للمبدعين الموريتانيين.

مناسبة سعيدة

في بداية الحفل ألقى عبدالله العويس كلمة جاء فيها: «مُناسبةٌ جديدةٌ سَعيدةٌ تَجمعُ الأشقاءَ من المُحيطِ إلى الخَليجِ، فها هيَ مُوريتانيا تَستقبِلنا كمَا عودَتنا بكلِّ حفاوةٍ وتَرحيبٍ، لنتَشاركَ جَميعًا فرحةَ اللقاءِ والتَواصلِ العَربيِّ، استِمرارًا لِسنواتٍ منَ التعاونِ الثَقافيِّ البَنَّاءِ، تَجلَّت فيهَا أواصِر الأخوَّةِ بينَ الإماراتِ والجُمهوريةِ الإسلاميةِ الموريتانية، فلقد شهدَ العقْدُ المُنصرمُ العَديدَ من الأنشطةِ الثَقافيةِ المُشترَكةِ، كانَت فيهَا بلادُ شنقيط أرضًا خِصْبةً للتَفعيلِ الثقافِي، ازدَهت فيهَا مَنابرُ الأدبِ وخشباتُ المسرحِ»

وأضاف: «وها نحنُ اليومَ، نشهدُ انطلاقَ مُلتقَى الشارقةِ للتَكريمِ الثقافي في مُوريتانيَا، وهيَ المُبادرةُ التِي انطلقتْ منذُ فترةٍ قصيرةٍ، وحرصَت على أنْ تكونَ موريتانيا مَحطَّةً للاحتِفاءِ بأدبائِها ومُثقفِّيها، وهو الاهتِمامُ النابعُ من راعِي المبادرةِ صاحبِ السموِّ حاكمِ الشارقة الذِي يدركُ بأنَّ للمثقفِ والأديبِ الموريتانيِّ دورًا مهماً في الساحةِ الثقافيةِ العربيةِ، وهو الأمرُ الذي يستدعِي بأن يتمَّ تكريمُ أهل الثقافةِ والأدبِ فيها، وسَيُسْتَتْبَعُ هذا المُلتقَى بملتَقياتٍ تكريميةٍ قادِمةٍ.

واختتم العويس بالقول:«أتشرفُ في هذهِ المناسبةِ بأن أنقلَ تَهنئةَ صاحب السمو حاكم الشارقة للمُكرَّمين في هذه الدورةِ، وأن أنقل لكم جَميعًا تحيَّاتِ سموِّه وتَمنياتِه لكم بالنَجاحِ والتَوفيقِ، كما يطيبُ لي في هذه المُناسبةِ أن أتقدمَ بجزيلِ الشكرِ والتَقديرِ إلى مختار ولد داهي وزيرِ الثَقافةِ والشبابِ والرياضةِ على جُهودِه المُقدَّرةِ في إنجاحِ هذا الحفل الرَفيعِ».

نخبة من الكتاب

ورحب محمد ولد عبدالله السالم الأمين العام لوزارة الثقافة في موريتانيا في كلمته بوفد الشارقة مشيداً بهذا الملتقى التكريمي الثقافي، وقال:«لا شك أن هؤلاء الأعلام الأربعة الذين يكرمون اليوم، يمثلون خيرة كتاب الحداثة الأدبية والثقافية في هذا البلد، لذلك أشكر دولة الإمارات عموماً، وإمارة الشارقة خصوصاً على هذا الملتقى، وعلى اختيارهم هؤلاء المبدعين»

وأعرب د. عبد الله السيد، منسق الحفل في نواكشوط، عن شكره وتقديره العميق للمبادرة الثقافية الرائدة، ولصاحب السمو حاكم الشارقة، ورحب بوفد إمارة الشارقة، و«ها نحن نلتقي اليوم تنفيذاً لمبادرة جديدة كريمة من مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة، هذا الملتقى يهدف إلى إبراز المثقفين والكتاب والأدباء الذين أسهموا في خدمة الثقافة العربية في العصر الحديث، من خلال برنامج تكريمي تشرف عليه دائرة الثقافة، وتتجسد وقائعه في الاحتفاء بالمكرمين معنوياً ومادياً، بإعادة طباعة مؤلفاتهم، وتقديم شهادات تكريم لهم، وإعداد كتب تبرز عطاءهم، وتقديم مكافآت مالية لهم، واعتبر أن كل هذه أهداف نبيلة؛ تلخص فكرة المشروع المتميز لصاحب السمو حاكم الشارقة في مسعاه لبناء الإنسان العربي المستنير بالعلم والمعرفة استنارة تمكنه من استعادة دوره الحضاري».

إهداء

وأهدى المكرمون صاحب السمو حاكم الشارقة «لوحاً شنقيطياً» مزيناً بعدة أبيات شعرية لهم، تسلمه عبد الله بن محمد العويس، وأشادوا بهذا التقدير الذي ينم عن حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، واهتمامه بالمثقف المبدع العربي.

من جهته قال الخليل النحوي:« تحية من خلالكم إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي وصل الرحم وأعان على نوائب الشأن الثقافي المشترك، وحرص على أن يأتي إلينا من خلالكم، أعرف شخصياً حب سموه لموريتانيا وعنايته بها، وقد كنت شاهد عيان في غير ما مناسبة على حمله همّ ثقافة الأمة. وها هو اليوم ينتدب سفراء مؤتمنين ليؤكد، من خلالهم، ومن خلال مبادرات تكريم أعلام الأمة وأقلامها، أن خريطة الثقافة العربية خريطة واحدة، شكراً لسموه، لأنه بنى بالحروف الناهضة والكلمات النابضة جسوراً ممدودة بين مشرق الوطن الكبير ومغربه، وبين شماله وجنوبه، بناها منابر علوية في عدة مبادرات، وبناها محابر ذهبية في بيوت الشعر ومجامع اللغة العربية، وجوائز الإبداع، ومبادرات تحفيز المطالعة والاحتفاء بالكتاب».

وقال د. موسى ولد أبنو:«كلي فخر واعتزاز بهذه الكوكبة الثقافية المتميزة. كم أنا فخور وممتن بتكريمي في بلدي من طرف الشارقة، إمارة العلوم والثقافة، وبمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الأب الروحي للمثقفين العرب، حيث عمل على رعايتهم وتقدير إبداعهم. هذا التكريم هو استمرار لرؤية سموه العميقة التي اتخذها قبل عقود، والتي انعكست في دعمه للثقافة والأدب العربي بمختلف أشكاله. كما يعكس حرص سموه واهتمامه بتمكين المثقفين في العالم العربي. أتقدم للشارقة بالشكر والعرفان لما تبذله في سبيل رعاية الثقافة والمبدعين. أشكر دائرة الثقافة في الشارقة على جهودها».

وشهد الملتقى فعاليات ثقافية مصاحبة، بينها عرض موسيقي فولكلوري؛ وقد حضر حفل التكريم جمهور كبير من المثقفين والشعراء والكتاب ورجال الإعلام والصحافة ومن المشتغلين في المجالين الثقافي والفني في موريتانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"