الكرامة الإنسانية على أرض الواقع

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

في سورة الإسراء، قال الله تعالى: «ولقد كرّمنا بني آدم». وهذا التكريم لأيّ إنسان بغض النظر عن دينه، أو معتقده، أو لونه، أو جنسه، أو نسبه، فهي آية قرآنية عامة، وواضحة في شموليّتها لجميع البشرية، من دون استثناء.
 ورغم هذا التوجيه الربّاني الواضح جداً في موضوع في غاية من الأهمية يتعلق بالكرامة الإنسانية واحترامها ومنحها الحقوق التي تكفل لها الحماية والأمن والحياة المستقرة، إلا أن هناك تصنيفاً في بعض المجتمعات من العالم للإنسان يضعه في مراتب وطبقات، ومعها هضمت الحقوق تحت حجج واهية، وغير مبررة، وغير مقبولة. 
وبات من الواضح أن تلك المجتمعات وأفرادها بحاجة إلى التوعية والتثقيف وزيادة المعارف بماهية الكرامة الإنسانية، وأنها تأتي في قمة القيم والمبادئ، بل إنها هي التي تتفرع منها باقي القيم الكريمة والمبادئ النبيلة، لأن احترام الإنسان يعني العدالة معه، ويعني تقبُّله، يعني تفهّم وجهات نظره، والتسامح مع معتقداته ومبادئه الحياتية. من هنا تظهر لنا أهمية العناية بالقيمة العليا وهي الكرامة الإنسانية، واحترامها، والعناية بها، بل سنّ القوانين التي تحميها، وتنظّم التعاطي معها، والتعامل وفقها.
ومن نافلة القول، أن المجتمع الذي يعزز احترام الإنسان، والعناية به ورعاية كرامته، هو مجتمع متطور ومتقدم. ولله الحمد في بلادنا الإمارات الحبيبة، مثال يحتذى به في موضوع الكرامة الإنسانية واحترامها، فالإمارات كانت سبّاقة في رعاية الإنسان، والمحافظة على كرامته ورعايته، ليس وفق المثل والقيم، وحسب، بل وفق القوانين التي سنّتها، وجعلتها جزءاً من منظومة الحياة الاجتماعية في الإمارات. من هنا تفهم هذا التناغم والانسجام بين مختلف الجنسيات التي تعيش على أرض الإمارات والتي يصل عددها لنحو 200 جنسية من مختلف دول العالم. هذا التماهي، والانسجام، والتعامل بهدوء وعفوية، لم تكن لتتحقق لو لا أن هناك إطاراً عاماً متفقاً عليه وهو الاحترام والعدالة والتسامح، وهي تؤدي حتماً للإعلاء من كرامة الإنسان، ورعايته. 
أعتقد أن النجاح الإماراتي في تعزيز مثل هذه القيمة الإنسانية العظيمة، وممارستها على أرض الواقع ونجاحها، امتداد لطبيعة إنسان هذه البلاد، وما توارثه عن الآباء والأجداد، وجاءت الدولة الحديثة لتعززه وتدعمه بالأنظمة والقوانين التي تتماشى معه وتجعله واقعاً يتم التعامل معه بحرفية وإنسانية.
 الإمارات هي بلاد التسامح، على ثراها يشعر كل إنسان بالأمن والاستقرار، وهي نتيجة طبيعية للاحترام وصون الكرامة التي تمارس قولاً وفعلاً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"