مع إيقاف التنفيذ

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

أيام ويصل الميدان التربوي إلى امتحانات المحطة الأخيرة، للعام الدراسي الجاري 2020-2021، وإن كان تركيز معظم الطلبة على كيفية اجتياز السباق بنجاح، إلا أن هنا دائماً فئة طلابية تعمل في صمت خلف الكواليس؛ إذ تتجاوز طموحاتها حد الاجتياز، فالوقت الراهن لا يشكل موسماً للاختبارات فحسب، بل يعد إعلاناً رسمياً لجولة جديدة في المنافسة على التميز.
المنح الدراسية التي نراها سنوياً في مختلف الجامعات، تعدّ سبباً رئيسياً لسباق التميز، الذي يتجدد معنا كل عام، ونراه جلياً بين طلبة الثاني عشر، فباتت المنح جزءاً مهماً في منظومة العلم، نعوّل عليها في صناعة أجيال التميز، وصياغة مستقبلهم، واحتواء طاقاتهم ومهاراتهم.
وما دامت المنح في الجامعات، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتميز الدراسي، وامتداد مزاياها مرهون بجهود الطلبة، للمحافظة على هذا التميز، فهناك عدد من التساؤلات التي تجوب في الخاطر، أبرزها يركز على كيفية ضمان استدامة تميز الطلبة وتفوقهم العلمي؟ ومن يملك القدرة للمحافظة على استمرارية التميز، وبالتالي امتداد صلاحية المنحة؟ وهل المسؤولية للطالب وحاجته لمزيد من الاجتهاد، أم الأمر في يد أساتذة الجامعات والتقييمات الفصلية والنهائية؟
سواء كانت المسؤولية تقع على عاتق المتعلمين أو الأساتذة، وبعيداً عن حديث التأويل والتشكيك في قدرات كليهما، فإن الواقع يؤكد حاجتنا إلى طرائق مبتكرة سنوياً، لاحتواء تلك الفئة، وتشجيعها على مواصلة التميز، لاسيما أن معايير المنح تختلف من جامعة لأخرى، فالمنح في حد ذاتها محفز قوي للتميز والتنافس الطلابي، وهنا تكمن أهمية إدارتها بمنهجيات مدروسة هادفة، فالمتميزون يشكلون مكتسبات حقيقية في منظومة العلم.
استوقفتني شكاوى بعض الطلبة المتميزين؛ لعدم قدرتهم على مواصلة التميز، بسبب تقييمات فصلية أو نهائية، خذلتهم وفقدوا معها ما يؤهلهم لاستمرارية المنحة، وهنا نتفق أنه لا توجد استثناءات في التميز، ولكن إذا كان معدل الطالب 3.7، أي تقديره «امتياز» في بعض الجامعات، فكيف يكون متميزاً، «مع إيقاف التنفيذ»؟، ولماذا تقف تقييمات البعض لعدة سنوات، عند هذا المعدل الذي يحتاج فقط 1% ليُمنح حق الاستمرار في المنحة؟
الطلبة المتميزون ثروات مكنونة، وطاقات متجددة، والمحافظة على تميزهم وتحفيزهم مهمة كبيرة، والمنح الدراسية بمضمون أهدافها، تعدّ إحدى المسارات الفاعلة، للقيام بهذا الدور، وإيجاد منهجيات خاصة بها ضرورة ملحة تُمكننا من مخرجات التميز في التخصصات كافة.
لماذا لا يتم تشكيل لجنة عليا متخصصة، لإدارة ملف «المنح»، على مستوى الدولة، وفق معايير موحده، وضوابط واضحة، تشرف على آليات اختيار المتميزين، وتتابع عن كثب الدورة المعرفية لدراستهم وتقييماتهم، من أجل أجيال متميزة في مختلف المجالات؟.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"