اقتصاد أخضر ومُنصف

عزز التأثير الكبير وغير المتكافئ للوباء عدم المساواة التاريخية داخل البلدان وفيما بينها، ويقود اليوم إلى انتعاش شديد التباين في مرحلة حرجة ودقيقة للغاية. وعلى القادة أن يضمنوا أن اقتصاد ما بعد الوباء سيفيد جميع شرائح المجتمع في جميع أنحاء العالم.
مجالات رئيسية على صانعي السياسات التركيز عليها لضمان إعادة البناء على أساس أوسع وأكثر شمولاً، بما فيها إرساء نهج جديد للسياسة المالية والنقدية، وتشكيل مستقبل واضح للعمل والأجور، واستحداث وظائف ذات قيمة حقيقية.
ويأتي تطوير المهارات للاقتصاد الجديد من ضمن التحديات الاقتصادية والاجتماعية الملحة الأخرى، وذلك لضمان الإنصاف والعدالة الاجتماعية من خلال تحريم جميع أشكال التمييز، وإنشاء أسواق جديدة لجعل التحول الاقتصادي مستداماً وشاملاً، ومواجهة المخاطر الحدودية التي تقدمها التقنيات الجديدة مثل استكشاف الفضاء والذكاء الاصطناعي والتعزيز الجيني.
وقد تسارعت وتيرة التغيير التكنولوجي خلال الأزمة بشكل كبير، مما ساهم في زيادة قطبية سوق العمل. علاوة على ذلك، فإن الإدارة السيئة لملف تغير المناخ يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الانقسام الاقتصادي والاجتماعي. وفي الوقت نفسه، لا تزال آفاق النمو طويل الأجل ضعيفة وتتبع اتجاهات ما قبل الأزمة.
فقدت القوة العاملة العالمية ما يعادل 255 مليون وظيفة بدوام كامل العام الماضي، فضلاً عن 3.7 تريليون دولار في الأجور، و4.4 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال المنتدى الاقتصادي العالمي إنه على الرغم من توزيع اللقاحات على نطاق واسع، والتوقعات الاقتصادية العالمية التي من المنتظر أن تتحسن، فإن الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي ليس مؤكداً بعد، وهذا هو السبب في أن الاختيارات التي يتخذها اليوم صُناع السياسات وقادة الأعمال والعمال سترسم شكل المجتمعات لسنوات قادمة.
وفي مفترق الطرق الحرج هذا، على القادة أن يضعوا، بوعي واستباقية وعلى عجل، أسس عقد اجتماعي جديد، ويعيدوا بناء اقتصاداتنا لتوفير الفرصة للجميع، وتحقيق مستقبل أكثر عدلاً. وعليه قال المنتدى إن صانعي السياسة يجب أن يعيدوا تنظيم النظام المالي والنقدي الشامل بما في ذلك الهيكل الضريبي والإنفاق المالي لزيادة تكافؤ الفرص وسبل سد فجوات التمويل في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. كما حثّ المنتدى الاقتصادات على الاستثمار في تحسين قدرات الناس من خلال التعليم والبنية التحتية المادية والرقمية والابتكار.
وعندما يتعلق الأمر بالوظائف والأجور، دعا المنتدى الاقتصادي العالمي القادة إلى التركيز على خلق وظائف جيدة ذات أجور وظروف عمل لائقة، وخاصة للشباب والفئات الضعيفة الأخرى كالنساء، ممن تأثروا سلباً بأزمة «كوفيد-19».
المنتدى الاقتصادي العالمي