وحدة الصف الفلسطيني

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في إطار جهود مصر لاستكمال خطوات التهدئة ووقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، بعد جولة الحرب الأخيرة التي أدت إلى دمار واسع في قطاع غزة، وسقوط عشرات الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية على الأحياء السكنية، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي كافة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية إلى اجتماع يُعقد في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل الاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني، وخطوات إنهاء الانقسام، ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، تتعامل مع المستجدات السياسية والأمنية التي لا بد منها من أجل العمل بها، وفقاً للمصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.

إن مصر تُدرك تماماً أن ما تحقق حتى الآن، بعد المواجهات الأخيرة لا يكفي، وإن هناك مستحقات لها علاقة بطبيعة المفاوضات السياسية والأمنية مع إسرائيل بشأن ملفات إعادة إعمار قطاع غزة، وتبادل الأسرى، وتثبيت وقف إطلاق النار، والمعايير الخاصة بالانتقال إلى مقاربات جديدة بشأن التسوية المفترضة التي يجب أن تخرج عن السياقات السابقة التي استغلتها إسرائيل، لفرض الأمر الواقع على الأرض، وكلها قضايا يجب أن تطرح في إطار فلسطيني جامع، ويكون القرار بشأنها موحداً، تأكيداً لوحدة القرار الفلسطيني، بما يعنيه من إنهاء للانقسام. 

ووفقاً للسفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح، فإن «توجيه الرئيس السيسي في ملف القضية الفلسطينية كان واضحاً بإنهاء الانقسام بين الفصائل بشكل فوري وسريع، واستعادة اللحمة، ليس بين فتح وحماس فقط، ولكن بين جميع الفصائل، مع إعلاء المصلحة العامة، فوق كل المصالح الشخصية».

من منطلق حرص مصر على نجاح جهودها المدعومة عربياً ودولياً للانتقال من حالة تثبيت وقف إطلاق النار، إلى بحث الملفات الكبرى المتعلقة بمستقبل القضية الفلسطينية، وعدم تكرار جولات الاقتتال المدمرة، فإنها ترى أن وحدة الموقف الفلسطيني تشكل مقدمة لا بد منها لاستكمال الجهود الدبلوماسية؛ لأن القاهرة ترى أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى كل جهد ممكن، وأن الوصول إلى السلام العادل والدائم يقتضي المزيد من الجهد، وأن وحدة الموقف الفلسطيني تعتبر أساسية، كي لا يتم استثمار الانقسام في إدخال القضية في متاهات التضليل والتسويف والمماطلة والتهرب من تنفيذ استحقاقات السلام العادل الذي يستند إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.

وكان وزير المخابرات المصري اللواء عباس كامل، نقل خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة، واجتماعه بقادة الفصائل هناك، عن الرئيس السيسي قوله، إن «مصر تقوم بجهد كبير من أجل تثبيت التهدئة، والعمل على إفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية، بالتعاون مع القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة»، مشدداً «على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وقادته، وضرورة توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير».

لعل اجتماع القاهرة ينتهي بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تكون من التداعيات الإيجابية للمواجهات الأخيرة، وتتولى ملف إعادة إعمار القطاع، وتقود العمل السياسي الفلسطيني في المرحلة المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"