القيم تحتاج لمن لديهم أفق

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

توجد بعض القيم الحياتية المهمة التي تجدها ماثلة في عالمنا العربي، ومع هذا نجد أن هناك حاجة لأن تنتشر بشكل أوسع وأن تكون جزءاً من تعاملاتنا اليومية. القيم، مثل: التسامح، الإخلاص، الإيثار، الوفاء، الجدية في العمل، القيام بدور التربية بوعي وعلم، الصدق في القول، وغيرها الكثير.
 جميعها قيم لا تخفى أهميتها وحيويتها على أحد، كما لا يمكن تجاهل فائدتها أو التغاضي عن أثرها في نمو المجتمع بشكل صحيح وطبيعي وحيوي، ومع هذا تجد بين وقت وآخر تجديفاً ضدها أو تناسياً لدورها، بل عدم تعامل وفقها، خاصة من بعض حديثي السن والمراهقين، وهذه الفئة تحديداً تتميز بأنها تتلقى التعليم وتعيش عصر التكنولوجيا الحديثة، لذا يفترض فيها المعرفة بأهمية القيم في حياتها وتأثيرها الإيجابي في مسيرتها، فضلاً عن وعيها بأهمية تسلحها بمثل هذه القيم وأن تصبح جزءاً من تفكيرها ومنظومة حياتها ومسيرتها.
 الجيل الجديد الذي فتح أعينه على أجهزة الاتصالات الحديثة، والتقنيات وثورة الاتصالات، لا أعلم إن كان الجهاز المتناهي الصغر الذي يحملونه بين أيديهم، هو المسؤول عن تغييب مثل تلك القيم والمبادئ، أو البعض منها. قيم التسامح، الإخلاص، الإيثار، الوفاء، الجدية في العمل أو الدراسة أو البحث أو التحصيل العلمي، الصدق في القول والتعامل، جميعها قيم راسخة في عمر البشرية، ولا يمكن إزالتها أو إلغاءها، لكن يمكن خفوتها لدى القلة القليلة، ويمكن تجاهلها لدى شريحة متواضعة، وهذه الفئة تضر نفسها أولاً، لكن عند البحث عن أسباب العزوف وعن عدم التحلي بالقيم النبيلة والمثل العليا، تجد أن الجهل وعدم المعرفة ماثلان وواضحان، وهنا تستغرب لأن هذا الجيل مغمور بالتقنية وتدفق المعلومات مفتوح وبين يديه، فضلاً عن التعليم الذي يتلقونه. ولعل هذا ينبئ بأن المهم في المعلومات هو الكيف وليس الكم، وبأن تعليمهم يحتاج لمراجعة. هنا جانب آخر من المسؤولية وهي تقع على كل واحد منا، هل نعمل على تعزيز القيم ونشرها والتحدث عنها؟ هل لدينا هم وهدف في فائدة الآخرين، وتوعيتهم بأن القيم هي رافد وحماية لهم أولاً ولمجتمعاتهم؟
أعتقد أنه دور منوط بنا ويجب علينا القيام به. وكما يقول الفنان والمؤلف جورج إليوت: «مسؤولية التسامح تقع على من لديهم أفق أوسع». لنوسع من أفقنا ومن مساحات التفكير، ولنزد من مبادرتنا التطوعية لتعزيز المثل العليا والقيم السامية النبيلة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"