كان الله في عون «التربية»

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين

تحتاج مسألة «التعليم عن بُعد» التي فُرضت على العالم بين ليلة وضحاها، إلى إعادة تقييم ودراسة ومناقشة ما لها وما عليها من جميع الجوانب، لمعرفة مستوى نجاحها، وكيفية البناء عليها في حال وجود حالات مشابهة مستقبلاً.
هذه العملية، من المؤسف أن يصمها أحد بالفاشلة، فلا يجوز هذا الكلام حتى مع أي مستوى حققته، لأن اللجوء إليها لم يكن خياراً، بل أمراً واقعاً فرضته جائحة «كورونية» لم يسبق للعالم أن مرّ بمثلها أو بسرعة انتشارها.
في «التعليم عن بُعد» كان سبب النجاح في المقام الأول، الأمهات اللاتي رافقن أولادهن فيها، وبقين إلى جانبهن طيلة اليوم الدراسي، إلى جانب وزارة التربية والتعليم التي وفرت كل ما يستلزم لنجاح هذه التجربة الوليدة، باستثناء التعليم الجامعي الذي يدرسه البعض عن بُعد منذ زمن، في جامعات معينة، وفق خطط موضوعة ومعدّة سلفاً، متعارف عليها في هذا النوع من التعليم.
في مسألة الصغار أو الأطفال، فإن الأصعب من العملية التعليمية نفسها، هو ضبط إيقاع الطفل ومراقبته ومتابعته، سواء خلال الحصص الدراسية أو حل الواجبات.
خلال أيام، تبدأ الامتحانات المدرسية في فصلها الثالث والأخير، وسيكون لهذه العملية تداعيات وشكاوى كبيرة من الأهالي، وغيرها من المتعلقات التي ستنشط الشكوى منها على المواقع، وتحديداً مجموعات «واتس آب» التي تجمع الأمهات، خاصة مع وجود محددات زمنية للطالب للإجابة عن الأسئلة، علماً أنه قد ألغي هذا «المحدد» لطلبة الثانوية العامة، حيث أصابهم بمشكلات لا حصر لها في التجربة السابقة.
كان الله في عون وزارة التربية والتعليم، المعنية الأولى بهذا الملف بكل تفاصيله وتداعياته، ولنتخيل أن المعنيين بملف التعليم عن بُعد، زهاء مليوني شخص، بين طلبة وأهلهم، وحجم الشكاوى والتذمر في هذا المجال سيكون من الطلبة وأمهاتهم اللواتي وجدن أنفسهن بين ليلة وضحاها يجلسن إلى جانب أطفالهن في صفوف الدراسة، فضلاً عما يتبعه في بقية اليوم من مذاكرة ومتابعة.
الوزارة، مطالبة بعد هذا الملف، الذي أقبلت عليه جميع وزارات التربية والتعليم في العالم، أن تتدارس أفضل التجارب والطرق التي قامت بها الدول التي تسبقنا في ميدان التعليم، مع الإنصات لشكاوى الأمهات وملاحظاتهن، وكذلك الطلبة والمدرسون والموجّهون وجميع المعنيين في العملية التعليمية بهدف استخلاص تجربة شافية ووافية لأفضل طريقة للتعليم عن بُعد، في حال - لا سمح الله - اضطرت الوزارة إلى المضي به إلى سنة دراسية أخرى.
التربية والتعليم، عصب الحياة وشريانها لأجيال الغد، وتقديم هذين المجالين، بأفضل طريقه لجيل الصغار مهمة في غاية الصعوبة، ولكن وزارة التربية والتعليم الإماراتية قادرة على أن تكون الأفضل في هذا الميدان، في ظل ما نعرفه عن دولة الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"