عادي

«الذاكرة الخارقة».. علماء يكتشفون مع ثمانيني أسرار من لاينسون شيئاً

14:57 مساء
قراءة 3 دقائق
download
إعداد:غادة الحوراني
اكتشف باحثون إيطاليون مؤخراً تمتع رجل يبلغ من العمر 80 عاماً بـ«الذاكرة الخارقة» أو ما تعرف علمياً بفرط الذاكرة أو ذاكرة السيرة الذاتية. وتعد مثل هذه الحالة في العالم نادرة جداً.
يقدر عدد الأشخاص من أصحاب الذاكرة الحديدية بـ100 فرد، ولكن هذه المرة الأولى التي يتم العثور فيها على رجل مسن من أصحاب فرط الذاكرة وفقاً لدراسة خاصة نشرتها مجلة «كورتيكس»، بعد أن رصد العجوز باحثون في جامعة بيروجيا في إيطاليا.
في معظم الأوقات، تبدأ الذاكرة لمن هم بين سن 60 و65 بالفشل، ولكن الباحثين وجدوا هذا الرجل الثمانيني عكس ذلك تماماً، إذ إنه إضافة إلى امتلاكه ذاكرة للوقائع التاريخية والتواريخ ، يمكنه الإجابة في ثوانٍ على السؤال: «ماذا حدث في 25 يونيو 2009؟ في أي يوم فاز مثلاً هذا الرياضي بميداليته في الألعاب الأولمبية؟» لكن هذه الذكريات هي أيضاً سيرة ذاتية. يمكنه تقديم الكثير من التفاصيل حول ما كان يفعله منذ أن كان في الثامنة من عمره عندما لا يستطيع الآخرون تذكر ما أكلوه في الليلة السابقة.
المصابون بفرط الذاكرة يمكنهم تذكر كل تفاصيل الأحداث التي تقع في حياتهم، وذلك لأن لديهم حالة دماغية فريدة، تمكنهم من تذكر تفاصيل كل ما قاموا به من أنشطة، ونوع الملابس التي ارتدوها، وأين كانوا في وقت ما من الأوقات. وبإمكانهم أيضاً تذكر الأحداث العامة والشخصية بكل تفاصيلها الدقيقة وبدقة تتساوى مع دقة مسجل الصوت أو الفيديو.
مناطق الدماغ قيد الدراسة
يعد المصابون بفرط الذاكرة محل استقطاب الباحثين، حيث اتبعت العديد من الدراسات على هذه المجموعة القليلة من الأفراد إخضاعهم لاختبارات الذكاء وكذلك التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ. واكتشفوا من خلالها أنها لم تكن بعض مناطق دماغهم بنفس الشكل أو الحجم تماماً مثل مختلف البشر.
وقد تم اكتشاف مادة رمادية عند بريطاني من أصحاب هذه الفئة يبلغ 20 عاماً أكبر حجماً أكبر من المادة الرمادية ولكنها أيضاً «متصلة» بالمنطقة الخلفية من دماغه، تلك التي تحافظ على الذكريات الشخصية، أكثر وضوحاً. استطاع هذا الشاب أن يتذكر ما كان يفعله كل يوم في حياته منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره. لكن في حالة المسن الإيطالي، لا يظهر دماغه أي اختلاف عن الآخرين. لذلك يبقى لغزاً للباحثين.
في الوقت الحالي، يعتبر هؤلاء الأشخاص الذين يعانون فرط ذاكرة السيرة الذاتية شذوذاً بيولوجياً لأن الباحثين لا يستطيعون تفسيرها بعد. ما يثير اهتمامهم هو أنه في غضون ثوانٍ قليلة، سوف يلتقطون مجموعة من التفاصيل: رقم مقعدهم على متن الطائرة، ولوحة ترخيص السيارة وغيرها من الأمور. ومع ذلك فهم ليسوا بالضرورة من أفضل المتعلمين في المدرسة.
يدرس الباحثون كيفية عمل جزء من دماغهم: النواة العدسية مثلاً لفهم ما هو مختلف في تفسير هذه الذاكرة المطلقة واللاإرادية. إنهم يحتفظون بأطنان من المعلومات التي تشوش على عقولهم وتلعب أحياناً على عواطفهم وهواجسهم. في بعض الأحيان قد يكون من الصعب عليهم النسيان والمضي قدماً. ولكن قبل كل شيء، يأمل الباحثون، من خلال فهم أفضل لتضخم السيرة الذاتية أو فرط الذاكرة، أن يؤدي ذلك إلى أساليب تعلم أفضل أو إلى علاجات للحفاظ على الذاكرة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"