الصناعات الثقافية والإبداعية

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هذه هي الفترة الحيوية التي يتحدث فيها الكتّاب والفنّانون والمسرحيّون والتشكيليون في الإمارات حول الصناعات الثقافية والإبداعية المحلية المدعومة من جانب الدولة مادياً ومعنوياً وإعلامياً ومؤسّساتياً ضمن أطر إدارية وفنية تكفل لأصحاب هذه الصناعات النجاح في مشروعاتهم ومبادراتهم الفردية والمؤسساتية.
الإمارات دولة ثقافة وإبداع وأفكار وتوفير فرص لمن لديه التفاؤل أولاً، وثانياً من لديه المبادرات والأفكار، وثالثاً، من يعتقد أن ما يعمله ويفكر فيه ويطبقّه على أرض الواقع هو جزء من ثقافته قبل وبعد أي شيء.
لا يكفي أن تتلقى دعماً مادياً ومعنوياً وإعلامياً من حيث المبدأ ومن حيث المبادرة، بل المهم أيضاً أن تثق بقدرتك على القيام بمشروع حيوي يقع في إطار الصناعة الثقافية الابداعية، وتثق أيضاً بأن هذه الصناعة هي طريق فكري ومعرفي إلى المستقبل الذي لن يكون إنسانياً وعالمياً إلا عن طريق الثقافة والفنون والأدب والكتابة.
دعم الإمارات للإنتاج الإبداعي الثقافي بالمال والتشجيع والإعلام لم يأت من فراغ، ففي السبعينات والثمانينات وحتى في النصف الأول من تسعينات القرن العشرين لم نكن نسمع بمفاهيم أو مصطلحات محددة مثل: «الصناعات الثقافية والإبداعية» بالمفهوم الرسمي الذي نقرأه ونتابعه اليوم في الصحافة الثقافية الإماراتية، لا بل إن هذه العناوين التي تتصل بالصناعة الثقافية الإبداعية تذهب أحياناً إلى الصفحات الاقتصادية، وهناك من يرى أن هذه التوصيفات المهنية ما هي إلا مجرد عنوان محلي يمكن أن يوضع في الأخبار اليومية المحلية وله أهميته، ومقروئيته.
في كل الأحوال يتمظهر في الإمارات قطاع ثقافي إبداعي يقع في تعريفه الأولي في سياق «اقتصاد المعرفة»، وعليه، «اقتصاد الفنون»، أو «اقتصاد الإبداع والثقافة بشكل عام».
هذا الاقتصاد الجديد في الإمارات، إذا جازت العبارة، لا ينفصل عن الثقافة، بل لا يجب أن ينفصل عن جوهر الثقافة بمعناها الروحي والإنساني والجمالي.
الصناعات الثقافية والابداعية في الإمارات ليست تجارة، وليست يافطة دعائية، وليست مادة استهلاكية متداولة ومكررة، بل الثقافة في الإمارات رؤية تراثية أصيلة أولاً وُلِدَت مع ولادة الدولة، والثقافة في الإمارات ذاكرة وتاريخ لبيئات ثلاث: الصحراء، والبحر، والجبل، أنجبت شعراء، وغواصين، ولؤلؤيين، وبحّارة، وتجاراً، ومعلمين، وخطاطين، ومكتبيين، ومسرحيين قدامى، ومغنّين.
صناعة الثقافة والإبداع في الإمارات ليست وليدة أمس، بالمعنى الزمني والتاريخي، بل هي حياة اجتماعية أولاً، وعلاقات إنسانية، تجاورية، أنتجت جماليات وروحانيات الحياة من دون عقد وتعقيد في زمن بحري لؤلؤي صحراوي جبلي هو اليوم ينتج ثقافته الإبداعية المكانية، وفي الوقت نفسه.. العالمية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"