عادي

«تفاح أمريكاني».. شخصيات على تماس مع التحولات المعاصرة

23:49 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

العمل القصصي ليس كتابة الحياة داخل العمل وكفى، إنما هو محاولة لرصد تبعات تلك الحياة، وطرح الأسئلة حولها؛ والتأمل فيها، وفهمها أكثر، وهو الشيء الذي يطرحه الأديب المصري أحمد مجدي أبو الفتوح في مجموعته القصصية «تفاح أمريكاني»، التي صدرت عن الدار العربية للعلوم «ناشرون»، فأثبت عبر قناة (الفن القصصي) قدرته على خلق شخصيات ذات سيمياء فكرية، تستطيع استيعاب التحولات التي أصابت القيم الجوهرية في الحياة المعاصرة.

في الحكاية التي تحمل عنوان المجموعة «تفّاح أمريكاني»، يستحضر الكاتب حياً شعبياً يعيش داخله أُناسه الأصليون قبل أن تدخل تلك المرأة الغريبة وتسكنه، وتمتد بجذورها في أرضهم كشجرة تفاح كبيرة بينهم، ولكن استشعار الخطر منها يجعلهم يحاولون اقتلاعها من أرضهم، ولكنهم لم يفلحوا لاختلاف الرأي بينهم. هذه الحكاية بما تحيل إليه من دلالات، يضعها الكاتب في سياق جدلي يتم فيه تظهير شخصياتها من خلال فعلها وإدراكها أو وعيها أو وجهة نظرها في السياق الذي تعيش فيه بتبايناته المختلفة؛ ولذلك يُمكن فهم عملية التزييف التي يتعرض لها الإنسان العربي ممن كذبوا عليه وأرسوا وهماً خادعاً في تفاصيل ذات صلة بتاريخه، أما عن «النبتة الشيطانية» التي امتدت في الحيّ بفرعها حتى استغنت عن الأصل المنزرع في الأرض، وأصبحت شجرة مستقلة فيمكن أن تشير إلى الأجنبي المحتل والعدو الغاصب للأرض.

يضم الكتاب عدداً من الحكايات والقصص القصيرة والقصيرة جداً نذكر من العناوين: «أصْحابُ السُوق»، «تفّاح أمريكاني»، «حمارُ قريةِ العجائب»، «بين ملاكٍ وشيطان»، «السِّباق»، «ابنُ الإله»، «الطريق»، «أصل وصورتان». (...) وعناوين أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"