قلب وعقل صحيحان

01:07 صباحا
قراءة دقيقتين

الإنسان يحتاج إلى الطاقة، يحتاج إلى الاستقرار النفسي والصحة والسلامة الجسدية، لتكون لديه الطاقة الذهنية والفكرية، وأيضاً الطاقة الجسدية للحركة والعمل والإنتاج؛ لأنه في مرحلة لاحقة سيحتاج إلى الإبداع والابتكار والتميز خلال مسيرته العملية.
وبما أن الطاقة بمختلف أنواعها، حاجة ومتطلب ملح، فإن فهمها ومعرفة آلياتها وما يُقوِّيها وما يُضعفها أمر حيوي وبديهي. وإن كان كانت الطاقة على مستوى الإنسان، قسمين اثنين: ذهنية وجسدية، فإن لكل منهما متطلباته وحاجاته، فالطاقة الذهنية تحتاج إلى الهدوء والمعارف والمعلومات النوعية، وتحتاج إلى البعد عن التوتر والاستقرار النفسي، حيث لا يمكن أن يركز العقل ويعمل بحيوية وهو يعاني القلق أو هناك ما يشغله، لذا فإننا نحتاج إلى حضور كامل للعقل؛ حضور غير منفعل ولا منشغل ولا يتعرض للضغوط، وفي اللحظة نفسها تغذيته بما يحتاج إليه من مصادر العمل والمعلومات الدقيقة والمباشرة. 
أما الجسد، فيحتاج إلى الرعاية في عدة جوانب، مثل الاهتمام بالغذاء، والاهتمام بالرياضة، والاهتمام بالرعاية الصحية، بمعنى عدم إهمال أي عارض صحي. الجسد يحتاج لأن تكون حيوياً ونشيطاً، وهنا يحدث تداخل بين الحاجة إلى الاستقرار النفسي وبين الحاجة إلى الصحة الجسدية، وأحسب أن كل واحد منهما يكمّل الآخر.
أعتقد أن مثل هذه الجوانب (إن توفرت وتكاملت)، فإن الإنسان سيجد أن لديه طاقة كاملة للعمل والإنتاج، سيجد أن لديه القدرة على التفكير والاستنتاج وإيجاد الحلول المميزة المفيدة، وعندما يكون في كامل لياقته الجسدية وصحته، فإنه سيكون متحركاً ولا يرضى بالكسل ولا بالتوقف. وأعتقد أن هناك جانباً مهماً قد يسهم في تكامل الطاقة التي يحتاج إليها الإنسان، وهي البعد التام عن كل ما يعكّر الصفو والمزاج؛ البعد عن التوترات والقلاقل، ولعل واحداً من أهم مسببات التوتر والقلق يتمثل في الكراهية، والقسوة، والحسد، والبغض، ونحوها من الممارسات التي تغذي العقل بالإحباطات، وتسبب توتراً وألماً نفسياً داخلياً سرعان ما ينتشر ويؤثر بشكل تام وكامل في الإنسان. 
لا تعتقد أنك عندما تمارس الكراهية أو الحسد أو الضيق من الآخر، لن يصيبك الأذى. يقول العازف والمؤلف الموسيقي والشاعر والممثل البريطاني جوليان لينون: «أدركت أن الكراهية تضيع الكثير من الوقت والطاقة، وأنا أفضِّل أن أوجّه هذه الطاقة للخير والعمل الإيجابي».
 هذه المشاعر القاسية هي طاقة مهدرة تستنزفك، وتحد من فاعليتك؛ لذا تخلّص من أي مشاعر مؤذية للآخرين، وتوجّه بقلب وعقل صحيحين نحو هدفك وحقق طموحاتك.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"