مقعد عالمي يليق بالإمارات

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

كل إماراتي ومقيم، وكل خليجي وعربي صادق مع نفسه، ومنصف لتاريخ وإنجازات الدولة يفرح لانتخاب الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن بإجماع عالمي محترم؛ يتمثل في 179 دولة من جهات العالم، وكل دولة من هذه المنظومة الأممية تنظر إلى الإمارات من زاوية الإعجاب والتقدير الثقافي والفكري لسياسة الدولة ونهجها الديبلوماسي الواقعي والمعتدل.
وراء هذا الإنجاز القيمي الجديد لدولة الإمارات أكثر من حيثية مرئية، وَمُراقَبة، ومقروءة، ومدروسة تماماً من جانب الهيئات الدولية التاريخية والكبرى في العالم مثل هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن.
لم تكن دولة الإمارات في إطار القراءة الدولية لمنجزها التنموي والسياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني من جانب هيئة الأمم ومجلس الأمن فقط؛ بل، وإلى جانب هذين الكيانيين الدوليين والقانونيين، كانت الإمارات دائماً موضع احترام وتقدير من جانب كيانات أكاديمية، وبرلمانية، وحكومية، وثقافية في العالم كانت تتابع خريطة الطريقة الحضارية والمدنية التي رسمتها الإمارات نحو المستقبل، ونحو ثقافة التعايش والاحترام المتبادل بين الشعوب والدول والأفكار.
استحقت الإمارات، ومعها استحق العرب هذا الوسام الدولي الرفيع انطلاقاً من تاريخ متدرّج من دون حرق للمراحل ومن دون حرق للذاكرة أيضاً منذ قيام الدولة في عام 1971 وحتى الآن.
التدرّج، والهدوء، والموضوعية سمات أساسية في حركة صعود الدولة إلى مقدّمات دول العالم في نصف قرن من الزمن هو في حساب الإنجاز والإنتاج أكثر من ذلك بكثير.
الديبلوماسية الإماراتية التوازنية العقلانية والإقناعية لمؤسسات العالم القانونية هي وراء الثقة الدولية التي نالتها الإمارات في مجلس الأمن.
وراء هذه الثقة، وعلى أرض الواقع، ثقافة التسامح التي لم تكن أبداً مجرّد عنوان أو شعار؛ بل حوّلت الدولة قيمة التسامح إلى محتوى أخلاقي إنساني عالمي مكفول بكيان محدد أو مؤسسة محدّدة؛ هي وزارة التسامح، ولعلّ الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم التي قررت حكومتها إيجاد حقيبة وزارية في الدولة معنية بفكرة وثقافة التسامح بشكل قانوني متخصص.
وراء مقعد «دار زايد» بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في مجلس الأمن قيادة متماسكة متكاملة، ومؤسسات قوية وشعب عروبي أصيل، ودولة للعالم بأكثر من مئتي جنسية هي أيضاً دولة غوث ومساعدات وأعمال إنسانية، وكفاءات إماراتية شابة مثقفة ربطت الأرض بالفضاء، وتنمية ناجحة من خلال اقتصاد عالمي ناجح، وتوازن في العلاقات الدولية مع الدول والحكومات والشعوب، ومواجهة ثقافية وفكرية وإعلامية صلبة للتطرف والعنف والإرهاب، وانفتاح معاصر على الثقافات والفنون والآداب الإنسانية الحرّة، وكفاءة علمية طبية انتصرت على تداعيات كورونا.
ملف مهني علمي غني ومشرّف أوصل الإمارات إلى مكانها الدولي في مجلس الأمن.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"