عادي

15 لوحة تغير مفهوم الجمال

23:00 مساء
قراءة دقيقتين
2

في كتابه «هؤلاء الفنانون العظماء ولوحاتهم الرائعة» يستعرض الناقد والفنان صبحي الشاروني 15 لوحة من روائع فن التصوير الزيتي، التي أنجزت خلال القرن التاسع عشر، ما عدا لوحة واحدة رسمت في القرن الثامن عشر، لكنها كانت علماً ونموذجاً للمذهب الفني الذي ساد وتربع على عرش التصوير الزيتي طوال القرن الماضي، ولكل لوحة قصة في تاريخ الفن الحديث، جعلت من صاحبها واحداً من الأعلام الذين حققوا تطوراً أو إضافة أو تغييرات في المفهومات الجمالية التي كانت سائدة في وقتهم.

الكتاب ثمرة ما يسمى «القراءة الإيجابية» التي لا تقتصر على «الفرجة وحدها» بمعنى إضافة معلومات جديدة إلى القارئ وحسب، وإنما هي قراءة تدفع إلى مناقشة آراء الكاتب ودعوة الناس إلى مشاركة المؤلف المعرفة الجديدة، وخاصة ما لاحظه من اختلاف في الأخلاق الفنية من عصر لآخر، فعندما ينقل فنان مثل يوجين ديلاكروا أسلوب فنان آخر شاهد لوحاته صدفة، وهي معروضة في واجهة أحد محلات بيع الصور الفنية في باريس، ثم لا يؤدي هذا إلى التقليل من عظمته وعبقريته، فإن هذا يدفع إلى مناقشة الأخلاق الفنية، عند العرب، التي تستنكر أشد الاستنكار أي تقارب أو تشابه في أسلوب اثنين من الفنانين المعاصرين.

يقول الشاروني إن «القراءة الإيجابية دفعته إلى دعوة الآخرين لمشاركته المعرفة الجديدة، بتقديم هذا الكتاب، لتحقيق حوار مشابه للحوار الذي دار بينه وبين الدراسات والمراجع التي قرأها في تاريخ الفن، بما يحقق في النهاية إثراء للفكر التشكيلي والارتفاع بالمستوى الثقافي للفنانين والمتذوقين، وتوسيع الرؤية والارتفاع بدرجة الاستمتاع بالأعمال الفنية، هؤلاء الفنانون العظماء ولوحاتهم الرائعة تم اختيارهم تحت تأثير الهوى الشخصي».

من بين الفنانين الذين توقف الشاروني أمام لوحاتهم «إدوارد مانيه» ولوحته «الغداء على العشب» وقد أوضح أن شباب الفنانين الفرنسيين كانوا قد سئموا زيف وسطحية فن الرسم الأكاديمي، ففكروا في ابتكار فن أكثر صدقاً وحيوية، وهؤلاء هم الذين أبدعوا «المذهب التأثري» ولم تكن أمامهم غير الطبيعة لينظروا إليها ويتأملوها متبعين في ذلك الطريق الذي سلكه «مانيه» الذي يكبرهم في السن، والذي كانت لوحاته تهز معاصريه بقوة.

كانت لوحاته الأولى ومن بينها لوحتا «الغداء على العشب» و«أوليمبيا» توضح لنا أنه يرسم بأسلوب طبيعي، ليعالج موضوعات واقعية، كان يستخدم الأسود ليواجه به الألوان المضيئة، ويتدرج في مناطق الظلال بلطف، وقد وصفت لوحاته بأنها «ثورية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"