عادي

الأطعمة المصنّعة

21:38 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

شرع البشر في معالجة الأطعمة منذ اللحظة التي قرر فيها إنسان مبتكر أن يطهو اللحم على النار قبل 400 ألف عام على الأقل، مروراً باكتشاف الزراعة قبل 10 أو 15 ألف عام.
واستخدم أجدادنا عملية التخمير، والطحن والخَبز، واكتشفوا طرقاً لحفظ اللحم، إما بالتمليح أو بغمرها في محلول الملح.
ولا تزال هذه العمليات تستخدم حتى اليوم، للحفاظ على سلامة الأغذية وحفظها لوقت أطول، وهذا يسهم في الحد من الهدر الغذائي. لكن بعض الأطعمة المصنّعة تضر بصحتنا، فمتى أصبحت كذلك؟
ربما اشتهر إيرل أوف ساندوتش الرابع بالشطائر المكونة من شريحتي خبز وبينهما حشو، حتى سميت ساندوتش على اسمه. لكن ينسب إليه أيضاً الفضل في ابتكار المشروبات الخفيفة. فقد ظهرت المشروبات الغازية في بريطانيا منذ 250 عاماً، وكان إيرل أوف ساندوتش حينها يحمل لقب رئيس أركان القوات البحرية الملكية البريطانية. وبحث عن طرق لمعالجة الماء العذب الآسن ليصبح مستساغ الطعم، ولهذا استعان بالعالم الكيميائي جوزيف بريستلي. وكانت المياه الفوارة المستخرجة من الينابيع الطبيعية تستهلك آنذاك لفوائدها الصحية.
لكن شتان ما بين المشروبات الغازية المنتشرة الآن وبين أصولها المفيدة للصحة. ويقول مايكل سولو، مهندس كيمياء حيوية بكلية لندن الجامعية إن المشروبات الغازية الحديثة الغنية بالسكريات تحظى بسمعة سيئة. وبالمثل، فإن حبوب الإفطار الآن تختلف تمام الاختلاف عن الحبوب التي كان يطحنها أجدادنا، وقد تغيرت أيضاً الشوكولاتة الحديثة واللحوم ومنتجات الألبان وحتى البوظة، عما كانت عليه قديماً إلى درجة أن أجدادنا قد يعجزون عن التعرف إليها.
وبفضل التطورات في الكيمياء، أصبح من الممكن محاكاة مذاق أحد المنتجات وقوامه باستخدام أحد المستخلصات بدلاً من المكون الطبيعي، ما يسهم في خفض أسعار الغذاء.
وتقول بريسيلا ماكادو، أخصائية التغذية في جامعة ديكين: «تضيف المصانع إلى هذه الأطعمة ما نطلق عليه إضافات تجميلية، مثل الملونات ومكسبات الطعم ومكثفات القوام والمستحلبات والجيلاتين، لتحسين الخواص الحسية للأطعمة، وإضافة مواد ليس لها طعم لو تذوقتها بمفردها. لكنها لا تضيف أي قيمة غذائية للأطعمة. ولهذا فإن الأطعمة عندما تخضع لعمليات المعالجة، تصبح خالية من مضادات الأكسدة، والكيماويات النباتية التي نجدها عادة في الأطعمة الطبيعية غير المصنعة».
لكن حتى لو أعيدت إلى هذه الأطعمة المصنعة المغذيات التي فقدتها بسبب عمليات التصنيع، كما هي الحال في الحبوب المعززة بالحديد أو الألياف، لن تكون صحية كما يظن الكثيرون. وذلك لأن العناصر الغذائية التي يمتصها الجسم من الأغذية الطبيعية الكاملة أكثر من تلك التي يمتصها من الأغذية المصنعة المعززة بالمعادن والفيتامينات.
ويليام بارك.. (بي بي سي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"