عادي
مواجهات توقع عشرات الجرحى واتصالات نشطة استهدفت تبريد الأجواء

إسرائيل تحوّل القدس ثكنة عسكرية لتمرير مسيرة المستوطنين

01:15 صباحا
قراءة 3 دقائق
قوات اسرائيلية في باب العامود بالقدس المحتلة (ا ف ب)

فرّقت القوات الاسرائيلية تجمعات شبابية فلسطينية في منطقة باب العامود في القدس المحتلة، وقامت بإخلاء المنطقة بالقوة، أمس الثلاثاء، بعد أن حولت القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، وطوّقت محيط البلدة القديمة بحواجز حديدية قبيل مرور المستوطنين في «مسيرة الأعلام» الاستفزازية، في أول اختبار جديد للحكومة الاسرائيلية بعد مرور يومين على توليها مهامها، ومع ذلك، فقد شهدت القدس مواجهات عنيفة أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين، فيما اندلعت تظاهرات حاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في وقت تحدثت تقارير إخبارية عن اتصالات نشطة بهدف تبريد الأجواء سبقت انطلاق تلك المسيرة، بينها اتصال من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، مع وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس، وأشير إلى أن الفصائل الفلسطينية أبلغت مصر عدم رغبتها في التصعيد.

طوق حديدي في القدس

وأخلت القوات الإسرائيلية بالقوة، ساحة باب العامود والشوارع المحاذية لها «السلطان سليمان والمصرارة وباب الساهرة والسلطان سليمان»، كما نصبت القوات السواتر الحديدية والحواجز في شوارع القدس، ومنعت المرور والحركة بحُريّة. وذكرت تقارير إخبارية أن 27 فلسطينياً أصيبوا خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في محيط البلدة القديمة في المدينة، أحدهم بالرصاص الحي.

وكانت القوات الإسرائيلية منعت سكان البلدة القديمة من التنقل، وفرضت إغلاقاً تاماً على البلدة القديمة، واعتقلت عدداً من الشبان المتواجدين في محيطها، كما فرضت الشرطة الإسرائيلية تشديدات أمنية على بوابات المسجد الأقصى، وضيّقت بشكل خاص على الشبان، واحتجزت بطاقات هويات بعضهم عند دخولهم الحرم. بينما تواصلت اقتحامات المستوطنين، بحماية الشرطة، لباحات المسجد الأقصى طوال اليوم. وصباح أمس الثلاثاء، رفعت الشرطة والجيش الإسرائيليين حالة التأهب في صفوف قواتهما، تحسباً من تصعيد أمني يعقب «مسيرة الأعلام». ونصب الجيش الإسرائيلي بطاريات «القبة الحديدية» تحسباً من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة، فيما نشرت الشرطة الآلاف من أفرادها في القدس و«المدن المختلطة»، وفي وادي عارة والجليل الأسفل، تحسباً لمواجهات احتجاجاً على استفزاز المستوطنين.

حرائق في غلاف غزة

وكانت الفصائل الفلسطينية حذرت من ردّ انتقامي إذا ما اقتربت مسيرة المستوطنين من «القدس والمسجد الأقصى». ودعت الفصائل إلى «يوم غضب» للدفاع عن القدس. وعلى الأرض، أطلقت بالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية على الحدود بين الجانبين. وتحدثت تقارير إخبارية عن اندلاع 10 حرائق منذ صباح امس الثلاثاء، في غلاف غزة، بفعل بالونات حارقة، في حين أشار الإعلام الإسرائيلي إلى حريقين في المجلس الإقليمي «شاعر هنيغيف». وأطلق الجيش الإسرائيلي «قنابل غاز ووسائل لتفريق تظاهرات» باتجاه شبان فلسطينيين تظاهروا عند السياج الأمني المحيط بالقطاع، فيما ذكرت تقارير فلسطينية أن شاباً فلسطينياً أصيب بقدمه بالرصاص ونقل إلى المستشفى.

وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في مسيرات جماهيرية انطلقت في شوارع قطاع غزة، تنديداً بـ«مسيرة الأعلام» في القدس المحتلة. وانطلقت مسيرة جماهيرية من أمام برج الجوهرة في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، مروراً بشارع الوحدة، ووصولاً إلى المكان الذي ارتكبت فيه إسرائيل مجزرة راح ضحيتها 46 فلسطينياً من المدنيين. كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.

أوستن يهاتف جانتس

من جهة أخرى، قال جانتس، في تغريدة، إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأمريكي، أمس الثلاثاء. وحسب جانتس، فإن الاتصال يأتي استمراراً للقاء واشنطن قبل نحو أسبوعين، وقال: قبل أسبوعين «تحدثنا حول الحاجة إلى تعزيز وتحصين أمن إسرائيل مقابل التحديات في المنطقة وبحثنا الموضوع النووي الإيراني، وفرص دفع السلام في المنطقة وتوسيع اتفاقيات التطبيع».

وجاءت هذه المحادثة الهاتفية بين جانتس ونظيره الأمريكي قبل ساعات من «مسيرة الأعلام» الاستفزازية التي نظمها المستوطنون واليمين الإسرائيلي في القدس المحتلة. وعقد جانتس، أمس الثلاثاء، مداولات لتقييم الوضع، بمشاركة رئيس أركان الجيش، المفتش العام للشرطة، نائب رئيس الشاباك، «منسق أعمال الحكومة في المناطق» المحتلة ورئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن. واستُعرضت خلال المداولات صورة الوضع الاستخباراتية والاستعدادات في جميع المناطق وحراسة المسيرة الاستفزازية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جانتس أصرّ خلال المداولات على «الحاجة إلى منع احتكاك والحفاظ على أمن جميع اليهود والعرب».

واستبق موفد الأمم المتحدة للشرق الأوسط،تور وينسلاند، المسيرة الاستيطانية بدعوة «جميع الأطراف إلى التصرف بشكل مسؤول وتفادي الاستفزازات التي يمكن أن تؤدي إلى جولة مواجهات جديدة». وطلبت السفارة الأمريكية في القدس من موظفيها عدم التوجه إلى القدس القديمة بسبب «مسيرة الأعلام» التي تنظمها مجموعات قومية ويمينية متطرفة، واحتمال قيام «تظاهرات مضادة».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"