عادي

الآلاف يلهثون خلف الألماس بالفؤوس و العصي

23:17 مساء
قراءة دقيقتين

تنظّف ليهلي ماجودوليلا فمها من آثار التراب والحصى جرّاء الحفريات التي تجريها بحثاً عن ثروة يتردد أن أرض قرية فقيرة في جنوب إفريقيا تختزنها، كما يفعل الآلاف غيرها ممن تقاطروا إلى هذا المكان في شرق البلاد أملاً في العثور على الألماس الموعود.

لم تكد الشمس تشرق حتى كان المئات شرعوا في التنقيب عن الألماس على جانب تلّ في قرية كواهلاتي الصغيرة الواقعة في كوازولو ناتال، على بعد خمس ساعات بالسيارة من جوهانسبرج.

بالمجارف أو الفؤوس أو العصي، يكبّ كل منهم على الحفر، يفتّتون بأيديهم العارية كتل الأرض الرطبة، على أمل أن يجدوا فيها ضالتهم من الأحجار الكريمة الشهيرة. وأدى نشر صور على وسائل التواصل في نهاية الأسبوع الفائت إلى تأجيج الإقبال على الموقع.

وتقول ليهلي ماجودوليلا، وهي أمّ عزباء لثلاثة أطفال: «إنها حقيقية». في يدها، تحمل حفنة صغيرة من الحجارة المتسخة قد تكون بكل بساطة مجرّد حبّات زجاج عادية. وتقول «سأتمكن من شراء سيارة ومنزل، وإلحاق أطفالي بمدرسة خاصة».

ويمكن للمرء أن يحلم بالثروة في البلد الذي اكتشف أكبر ألماسة في التاريخ هي «كولينان»، وبفضل ما تختزنه أرضه، صنع أبرز تجار الألماس في العالم ثرواتهم. وأكثر من يحتاج إلى أحلام من هذا النوع أولئك الذين يعانون البطالة المستوطنة التي بلغت رقماً قياسياً جديداً بسبب جائحة «كوفيد-19»، وباتت تطال أكثر من 32% من السكان.

وقالت بريشوس (38 عاماً) «نحن فقراء. ليس لديّ عمل، لكن هذا يمكن أن يغير كل شيء». بجانبها، يحمل ابنها البالغ الرابعة عشرة، في قبضته حجر شفاف بحجم كرة ال«بينج بونج» الصغيرة. أمضى هو وشقيقته البالغة ثلاث سنوات، الليل مع والدتهما في الحفر. تقول في الصباح الباكر «هما ليسا متعبَين. نحن بحاجة إلى المال».

وتولت الشرطة أمس الأول الثلاثاء تنظيم الوصول إلى الموقع. وتخشى السلطات في المنطقة حصول فوضى، ولذلك دعت في نهاية الأسبوع الفائت إلى النظام والهدوء. وطلبت الأحد من المنقّبين مغادرة المكان التزاماً بالقيود المتعلقة ب«كوفيد-19»، ولكن عبثاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"