عادي
في افتتاح الدورة الثانية من مؤتمر القمة الإسلامي

عبدالله بن زايد: علينا تحفيز شعوبنا لتقود مسيرة الابتكار

20:37 مساء
قراءة 7 دقائق
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان


أبوظبي: «الخليج»
 أكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ضرورة حشد طاقات وموارد دول منظمة التعاون الإسلامي، من أجل فتح آفاق جديدة للاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بما يحقق التقدم والازدهار والاستقرار لشعوب دول منظمة التعاون الإسلامي.
وتطرق سموّه في كلمة دولة الإمارات، في «الدورة الثانية لمؤتمر القمة الإسلامي حول العلوم والتكنولوجيا» التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، بمناسبة تسلّم الإمارات رئاسة القمة، إلى تجربة الدولة في تسخير التكنولوجيا والابتكار وتطبيقات الثورة الصناعية لتحقيق التنمية.

1

«إعلان أبوظبي»
وأقر قادة الدول المشاركة بيان القمة الذي صدر بعنوان «إعلان أبوظبي»، مؤكدين التزامهم بجميع الإجراءات الضرورية لإنشاء بيئة تساعد على تحقيق التقدم في العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول الأعضاء في المنظمة، ومواصلة العمل على تنفيذ برنامج منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2026.
وجدد القادة التزامهم بتطوير العلوم والتكنولوجيا، والعمل على إحياء دور الإسلام الرائد في العالم، مع ضمان التنمية المستدامة والتقدم والازدهار لشعوب الدول الأعضاء. مؤكدين أن تشجيع العلوم والتكنولوجيا والابتكار، عامل أساسي لمواجهة التحديات الإنمائية المعاصرة، ومن ضمنها القضاء على الفقر، وتوفير التعليم للجميع، ومواجهة التغير المناخي، مع التشديد على أن التحول التكنولوجي هو المفتاح لتسريع وتيرة نمو الدول الأعضاء وتنميتها، ولاسيما البلدان الأقل نمواً.
وطالب «إعلان أبوظبي» بصياغة خارطة طريق شاملة لوضع آليات لنقل التكنولوجيا بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وتطرق إلى أزمة «كورونا» التي أبرزت أهمية التعاون العالمي، لضمان أن يتبنى المجتمع الدولي الحلول التي تستند إلى الأدلة العلمية عند التعامل مع القضايا العالمية المعقدة الأخرى، مثل الطوارئ الصحية وتغير المناخ.
وتعهّد القادة بالعمل على تشجيع الابتكار وتطوير الصناعات المحلية في الأدوية واللقاحات، والتدابير الوقائية والعلاجات للأمراض المعدية وغير المعدية، بما يتفق والقوانين والمعايير الدولية المعمول بها.
وأكد «إعلان أبوظبي» ضرورة توفير التعليم للجميع حتى المستوى الثانوي وزيادة الاستثمار في تدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المستويات الابتدائية والثانوية والجامعية. كما لفت إلى الدور المهم للتعليم في تمكين المرأة، والقضاء على الفقر.
كما أعرب القادة المشاركون عن تصميمهم على دعم الزراعة والتنمية الريفية والأمن الغذائي في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي كونها إحدى الاستراتيجيات الأساسية لتعزيز التضامن في إطار المنظمة، وتخفيف حدة الفقر، وحماية الأرواح. مشيدين بنتائج ورشة تطوير بنوك الجينات الوطنية للبذور والنباتات في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي نظمتها المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، برئاسة حكومة دولة الإمارات في يوليو 2020.
وأكدوا أهمية توفير إمدادات طاقة موثوقة ومستدامة كونها عاملاً أساسياً في مكافحة الفقر، داعين إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتبادل المعلومات والخبرات والتكنولوجيا، وزيادة الدعم المحلي لأنشطة البحث والتطوير في تكنولوجيات الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وغيرها من التقنيات التمكينية، وكل ما من شأنه المساهمة في تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وحضّ «إعلان أبوظبي» على تعزيز البنية التحتية والموارد البشرية في التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو، التي يمكن أن توفر الحلول المناسبة في الطب والصيدلة والزراعة وغيرها. كما شجّع الدول الأعضاء على صياغة سياسات رقمية وخرائط طريق وطنية، ووضع برامج ومبادرات دعم في إطار الثورة الصناعية الرابعة؛ مع تأكيد أهمية التحول الرقمي واستخدام الأنظمة الذكية، بما فيها التكامل الرقمي وإنترنت الأشياء والأتمتة والتقنيات الروبوتية والأمن السيبراني والبيانات الضخمة.
وحض الدول على اعتماد اقتصاد دائري وتعزيز القدرات وزيادة قدرات الابتكار في اقتصاداتها لتكون جاهزة للتحول التوأم «الأخضر والرقمي» في عصر الثورة الصناعية الرابعة. كما لفت إلى ضرورة التعاون في وضع معايير للثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيات المتقدمة المرتبطة بها، للإسراع في اعتمادها وتحقيق مكاسب الإنتاجية بتحسين الفعالية والكفاءة وعمليات سلاسل الإمداد لتسهيل التجارة.
ورحّب البيان بمشاركة الدول الأعضاء في معرض «إكسبو 2020 دبي» بشعار «تواصل العقول.. صنع المستقبل» وهو أول معرض عالمي من معارض «إكسبو» يعقد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا؛ متوجهاً بالدعوة إلى المشاركة القوية للاستفادة من منصته الفريدة، كونها الحاضنة العالمية الأكثر تأثيراً للأفكار الجديدة والتكنولوجيات لبناء شراكات ودفع التقدم، ومن ثم بناء إرث اجتماعي واقتصادي قوي.
الإمارات ترأس القمة
وافتتحت القمة بكلمة قاسم جمعة توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، رئيس القمة، الذي استعرض جهود بلاده لتحقيق أهداف القمة منذ دورتها الأولى في أستانا عام 2017. وأعقب ذلك إعلان تشكيل هيئة المكتب الخاصة بالقمة برئاسة دولة الإمارات.
وتابع توكاييف قائلاً «نحن جميعا نتشارك في مدى إدراكنا للفرص الكبيرة التي يمتلكها العالم الإسلامي في العلوم، ولكننا بحاجة للاستثمار أكثر في رأس المال البشري وفي التعليم العالي. من المهم جداً تطوير تعاوننا العلمي وسيلة وحيدة متاحة أمامنا لإعادة إحياء أمجاد العالم الإسلامي في العلوم والابتكار».
ونبه إلى خطر التحديات التي تواجه دول منظمة التعاون الإسلامي بسبب الحالة الصحية العالمية، داعياً إلى تعزيز نشر اللقاحات ومنع استخدامها أداة سياسية بين الدول، وتحدث عن جهود بلاده في تطوير لقاح محلي لـ«كورونا».
وقدم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف العثيمين، في كلمته في الجلسة الافتتاحية الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس القمة الإسلامية. كما شكر دولة الإمارات على استضافة القمة الحالية وكذلك جمهورية كازاخستان على ترؤسها القمة في دورتها الأولى.
وتحدث عن التقدم المسجل خلال السنوات الماضية. مضيفاً أن الدول الأعضاء في المنظمة أحرزت تقدماً إيجابياً، حيث زاد عدد المنشورات العلمية بنسبة 34 في المئة، وارتفعت قيمة صادرات التكنولوجيا من بلدان منظمة التعاون الإسلامي بنحو 32 في المئة.
ونبه إلى وجود بعض التحديات التي تواجه دول المنظمة في العلوم والتكنولوجيا، داعياً إلى اتخاذ بعض الخطوات العملية لمواجهة معوّقات التطور العلمي. كما حضّ على تعزيز التعاون الإسلامي البيني والشراكات في التعليم، عبر زيادة التفاعل الأكاديمي، وتبادل المعارف بتوفير المنح الدراسية وتبادل الباحثين والعلماء المتخصصين، وتطوير آليات استشراف المستقبل والتخطيط الاستراتيجي.
وبعد ذلك ألقى سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، كلمته التي رحب في مستهلها بالمشاركين في القمة، نيابة عن صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مشدداً على أهمية أعمالها في فتح آفاق جديدة للاستثمار في العلوم والابتكار، بما يحقق التقدم والازدهار والاستقرار لشعوب دول منظمة التعاون الإسلامي.
وتوجه سموّه، بالشكر إلى قيادة جمهورية كازاخستان، على الجهود التي بذلتها خلال رئاستها للقمة الأولى التي شهدت إطلاق «خطة العمل العشرية»، بحيث تكون العلوم والتكنولوجيا المحرك الرئيس الذي يقود المسيرة التنموية لدول المنظمة بحلول عام 2026.
وتابع «نتطلّع في قمة اليوم إلى البناء على منجزات القمة الأولى والمضي معاً في رسم خارطة طريق لأهم المبادرات والمشاريع المستقبلية، في إطار تحقيق أهداف الخطة العشرية. لا يكفي أن نحدد الأهداف ونرسم خطط عمل. بل علينا أن نحفِّز شعوبنا كي تقود مسيرة الابتكار».
وعدد سموّه، أبرز محطات التجربة الرائدة لدولة الإمارات، خلال العقدين الماضيين، في جعل التكنولوجيا والابتكار وتطبيقات الثورة الصناعية وحلولها رافداً حيوياً في شتى قطاعاتها التنموية، وعلى رأسها تحقيق إنجاز تاريخي بإطلاق «مسبار الأمل»، أول مهمة عربية إسلامية لاستكشاف المريخ، إلى جانب تشغيل محطة براكة، أول محطة لإنتاج الطاقة النووية لأغراض سلمية في المنطقة، التي ستوفر 25% من احتياجات الإمارات للكهرباء. وإطلاق «مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ»، مع الولايات المتحدة، بدعم من سبع دولة لتكثيف جهود الابتكار والبحث والتطوير العالمية في جميع جوانب القطاع الزراعي، للحد ّمن تداعيات تغير المناخ، فضلاً عن استعداد الإمارات لاستقبال أحدث ابتكارات العالم في معرض «إكسبو2020» بدبي.
وختم سموّه بالقول "هذه ليست إنجازات إماراتية فقط، بل عربية وإسلامية ولم تكن لتتحقق لولا إيماننا بأهمية مد جسور الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات مع مختلف دول العالم. أمامنا عمل كثير، وهذا يستلزم منا حشد جهودنا ومواردنا وإمكاناتنا وعقولنا، بحيث نعمل معاً على إعادة إحياء أمجاد العصر الذهبي للحضارة الإسلامية يوم أضاءت علومنا ظلمات العالم".
منظومة شاملة
وأدارت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، جلسات القمة، حيث دعت في بداية النقاشات إلى العمل معاً لتطوير منظومة عمل شاملة ومتكاملة تكون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة محركها الرئيس، لخدمة جهود تنمية مستدامة لبلادنا وشعوبنا خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وحتى عام 2026 عند الإعلان عن نتائج الخطة العشرية للمنظمة.
ولفتت إلى الدور الحيوي لقطاع العلوم والتكنولوجيا في التغلب على تحديات التنمية المعاصرة، بما في ذلك تخفيف وطأة الفقر، ودفع الجهود التنموية المستدامة في قطاعات الصحة والحفاظ على البيئة وضمان أمن الغذاء والماء والطاقة وغيرها.
وأضافت «تحتضن الدول الإسلامية والعربية نحو ربع سكان العالم، وبالرغم من ما تملكه من موارد طبيعية وفيرة، إلا أنها مازالت تعاني تحديات عديدة، وذلك ما شهدناه خلال العامين الماضيين أثناء الجائحة، وما تسببت فيه من تحول غير مسبوق في ملامح الحياة، ولولا التكنولوجيا، لما استطعنا استئناف حياتنا بصورة طبيعية. نحن جميعنا متفائلون وكلنا أمل بأن المستقبل سيحمل لنا قدراً أكبر من التعاون والتكامل فى المجالات العلمية والتكنولوجية بين الدول الـ57 الأعضاء بالمنظمة، وأن يصبح العالم الإسلامي أكثر تطوراً، ونمواً، واستدامة».
وشددت على أن القمة مثلت انطلاقة كبرى في طريق إزالة التحديات، وإيجاد الحلول في العلوم والتكنولوجيا في بلداننا الإسلامية والعربية، وتبني خطاباً موحداً للأعوام المقبلة تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، لتحقيق التطلعات والأهداف وصياغة مستقبل أفضل لشعوبنا وللأجيال القادمة.
مشاركة دولية رفيعة
وشهدت القمة مشاركة قادة وممثلين لدول منظمة التعاون الإسلامي، يتقدمهم قاسم جمعة توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، وفقربان برديمحدوف، رئيس جمهورية تركمانستان، وعلي بونغو أونديمبا، رئيس جمهورية الغابون، ومحمد عبد الحميد، رئيس جمهورية بنغلاديش الشعبية، وإلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، ومحمد بازوم، رئيس جمهورية النيجر، ومحمد أشرف غني، رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية، وجوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون، وعارف علوي، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ورئيس اللجنة الدائمة للعلوم والكتنولوجيا «كومستيك»،  ومعروف أمين، نائب رئيس جمهورية إندونيسيا، والدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"