كيف تجني ثمار العضويات المهنية؟

23:30 مساء
قراءة 3 دقائق

د. راسل قاسم

من شبه المضمون إذا ما نظرت إلى السيرة الذاتية الخاصة بك أو بغيرك، أن تجد مدرجة فيها العضويات في الجمعيات والمنظمات المهنية. هذا التوق للانضمام إلى الجمعيات المهنية هو أمر مشروع وله ما يبرره، فعلى اعتبار أن الجمعية المهنية تتكون  بشكل عام  من أعضاء ينتمون إلى مهنة أو مجال وظيفي واحد، فإن هذا المكان يوفر العديد من المزايا نذكر منها:
* التواصل مع آخرين ممن يعملون في نفس المجال، أو لديهم اهتمامات متشابهة، وهذا من شأنه توسيع دائرة معارفك وشبكة العلاقات المهنية.
* البقاء على اطلاع على آخر المستجدات في مجالك المهني، حيث عادة ما توفر الجمعيات المهنية نشرات ومواد معرفية، وكذلك مؤتمرات ولقاءات لمناقشة ومشاركة هذه التقنيات والممارسات الجديدة.
* الوصول إلى فرص عمل مناسبة، خصوصاً أن بعض الجمعيات المهنية تتشارك بشكل منتظم، مع الأعضاء، الشواغر الوظيفية المتوفرة لدى المؤسسات التي تعمل في المجال ذاته.
* إيصال رسالة للآخرين عن جديتك في عملك وكفاءتك في مجال تخصصك، ورغبتك في اكتساب المهارات وتطوير قدراتك بشكل مستمر.
على الرغم من أن الأسباب التي تدفع إلى الانتساب إلى الجمعيات المهنية تكاد تكون متشابهة، فإن تلك الجمعيات تختلف من حيث أهدافها، وشروط الانتساب إليها، والمزايا التي تقدمها لأعضائها. يصعب على الأشخاص العاديين التفرقة بين الجمعيات المهنية وتصنيفاتها المختلفة، وهم معذورون في ذلك، فهذا التفريق ليس يسيراً في العديد من الأحيان. ولكن بشكل عام، هناك جمعيات تهدف إلى تقديم مزايا للأعضاء فقط مقابل رسوم اشتراك محددة، وهناك جمعيات تركز على تقديم قيمة معرفية من خلال منح عضويتها لمن يجتاز امتحانات معينة أو يحقق شروطاً مرتبطة بالتحصيل الأكاديمي والمهني، وجمعيات أخرى تتولى عملية التصديق على شهادات الأعضاء وخبراتهم المهنية، ما يمنحهم شرعية أكبر في سوق العمل. وتذهب بعض الجمعيات إلى التركيز على حماية المجتمع والعمل على تحقيق أهداف مرتبطة بالمصلحة العامة قبل مصالح الأعضاء، وهذه التفرقة لا تمنع من أن نشهد جمعيات تقوم بأكثر من دور معاً، في آن واحد.
لا جدال في المنافع العديدة التي تفيض بها الجمعيات المهنية على أعضائها، ولكن ذلك لا ينفي أيضاً، وجود عدد من الأعباء التي على الأعضاء تحمّلها والتي تثقل كاهلهم أحياناً، ومن هذه الأعباء الرسوم المبالغ فيها، والحاجة إلى قضاء أوقات طويلة لقضاء التزامات الأعضاء اتجاه الجمعية، وكذلك احتمالية شيوع التنافس السلبي غير المستحب بين الأعضاء، ما يشتت الجهود ويضع المنتسبين تحت ضغوط تحرمهم الوصول إلى التطوير المنشود.
هناك كذلك، مجموعة من الممارسات الخاطئة المرتبطة بالجمعيات المهنية، والتي علينا تجنبها ما أمكن:
* عندما يكون الهدف الرئيسي من الانتساب إلى الجمعية هو وضع حروفها المختصرة تحت الاسم أو المسمى الوظيفي.
* البحث والانتساب إلى الجمعيات التجارية التي لا تقدم القيمة التي تعد بها، وعادة ما تكون غاية هذه الجمعيات هي الربح المادي فقط.
* التحوّل إلى عضو خامل بعد الانتساب، وتفويت الفرصة للاستفادة من المعارف والمهارات التي تقدمها الجمعية لأعضائها.
* التركيز على الكم لا الكيف، والانتساب لعدة جمعيات تنشط في مجالات بعيدة عن مناطق الاهتمام أو الاختصاص.
إذا ما وجدت نفسك منساقاً إلى أحد تلك الممارسات، ربّما عليك إعادة النظر في ما تقوم به لتتطور مهنياً، وتفكر في الطريقة التي تضمن لك أكبر استفادة من الجمعيات المهنية في نطاق اختصاصك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"