عادي

الأنهار في خطر

20:20 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

يتوقف أكثر من نصف أنهار العالم عن التدفق يوماً واحداً على الأقل، في السنة، ما يعني أن تقطُّع التدفق بات أكثر شيوعاً مما كان يُعتقد سابقًا بصورة تستوجب إجراء تغييرات في استراتيجيات إدارة الأنهار.
وأشارت دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» إلى أن ما بين 51 % إلى 60 % من 64 مليون كيلومتر من الأنهار والجداول على الأرض التي شملتها الدراسة، تتوقف عن التدفق بشكل دوري، أو تجف جزءاً من العام، وأن من المتوقع أن تزداد حدة الأزمة في العقود المقبلة بسبب تغيُّر المناخ والأنشطة البشرية.وأضافت الدراسة أن النطاق العالمي الكامل للأنهار المتقطعة (غير الدائمة) غير معروف، ما يعني أنه يمكن إغفالها عند تطوير استراتيجيات إدارة الأنهار.
ووفقاً لمُعدِّي الدراسة، فإن معظم الأنهار في المنطقة العربية غير معمّرة، في حين أن شبه الجزيرة العربية هي أكبر منطقة في العالم من دون أي نهر طبيعي دائم.
ويؤكد الفريق البحثي الذي تقوده جامعة «ماكجيل» الكندية أهمية وضع استراتيجيات فعالة لإدارة الأنهار لحماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية للأنهار غير الدائمة.
وتناولت الدراسة الأنهار والجداول معاً، وبلغ إجمالي طول الأنظمة النهرية 23.3 مليون كيلومتر مربع، وتوفر خريطة الأنهار غير الدائمة الناتجة عن هذه الدراسة معلومات أساسية لتقييم التغيرات المستقبلية الخاصة بتقطع تدفق الأنهار، لتحديد ومراقبة دور هذه الأنهار والجداول في المياه العالمية والعمليات الحيوية، وفي دعم التنوع البيولوجي.
وقال ماتيس ميساجر، طالب الدكتوراه في الجغرافيا الطبيعية في جامعة «ماكجيل»، والمؤلف الأول للدراسة: «إن الدراسة الحالية هي أول جهد قائم على أسس تجريبية لتحديد مدى انتشار تقطع تدفق الأنهار والجداول على مستوى العالم، ولإظهار أن الأنهار والجداول غير المعمرة موجودة في جميع المناخات والمناطق الأحيائية، وفي كل قارة».
ويضيف: «بناءً على هذه النتائج، ندعو إلى نقلة نوعية في علم الأنهار وإدارتها، وإعادة تقييم المفاهيم الأساسية التي افترضت تقليدياً تدفق المياه على مدار العام في الأنهار والجداول، واستناداً إلى التقديرات الأولية، وجدنا أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في مواقع يكون فيها أقرب نهر أو مجرى نهر حولهم غير دائم، لكن هذا لا يعني أنه المصدر الرئيسي للمياه أو الغذاء للجميع، ولكنه يسلط الضوء على التاريخ الطويل من الاعتماد المتبادل بين البشر وأنظمة المياه العذبة الموسمية».
واستعان الباحثون بسجلات المراقبة طويلة المدى لتدفقات الأنهار اليومية في 5615 محطة قياس على مستوى العالم، مع معلومات عن الهيدرولوجيا والمناخ والتضاريس والجيولوجيا والغطاء الأرضي المحيط للأنهار والجداول التي تجري مراقبتها في هذه المواقع، كما تم عمل تمثيل رقمي لشبكات الأنهار في العالم في نظام المعلومات الجغرافية المرتبط بـ113 متغيراً بيئياً.

(سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"