عادي

«فيلا لاجرانج».. قصر من القرن الثامن عشر يستضيف القمة

01:40 صباحا
قراءة دقيقتين

استضافت «فيلا لاجرانج» الواقعة في منتزه شاسع على ضفة بحيرة ليمان في وسط جنيف، الأربعاء، أهم حدث في تاريخها الحافل بالوقائع،تمثل في القمة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي .

وقد اعتاد هذا القصر الرائع الذي يعود إلى القرن الثامن عشر على استضافة أحداث تاريخية بارزة وشخصيات مهمة.

ففي عام 1864 استضاف بحضور هنري دونان مؤسس الصليب الأحمر، السهرة الختامية لأول مؤتمر في جنيف لتحسين مصير العسكريين الذين يصابون في ميدان المعركة، وكان نقطة ولادة القانون الإنساني.

وبعد أكثر من قرن على ذلك، في يونيو/ حزيران 1969، أحيا البابا بولس السادس قداساً أمام حشد من 70 ألف شخص في المنتزه الذي كان آنذاك المساحة الوحيدة الشاسعة في جنيف لاستقبال حشود كهذه.

ويعد منتزه لاجرانج الأكبر في المدينة، مكاناً مثالياً للأحاطة بالفيلا التي تحيط بها أشجار عالية من الجهة الجنوبية، وتطل بالكامل على المنتزه والبحيرة من الجهة الشمالية.

وشهد المكان نشاطاً كثيفاً منذ أسبوع. ففي الداخل قام حرفيون بتلميع الزخارف المذهبة، وتنظيف الشمعدانات الثقيلة، فيما أزيح الأثاث ليكون المكان جاهزاً لاستقبال الرئيسين، ووفديهما.

وفي الخارج، كانت الإجراءات الأمنية واضحة وقد وضع حاجز معدني حول المنتزه.

وعند المدخل، جرى تنظيف الأسدين الحجريين، وهما بمثابة حارسين رمزيين للقمة.

شيّد هذه الدارة في 1660 التاجر جاك فرانكونيس. ثم اشتراها المصرفي مارك لولين عام 1706. وكانت عائلة لولين هي التي بنت أول منزل كبير فيها بين العامين 1768 و1773 وتم تجهيزه بحديقة على الطريقة الفرنسية.

وبعد الثورة الفرنسية، قام جان لولين ببيع القصر لمالك السفن في المدينة فرنسوا فافر الذي جنى ثروته من التجارة مع الشرق.

وعائلة فافر هي التي قامت بتغيير المنزل والمنتزه وبنت المكتبة الكبرى عام 1821 التي تضم المجموعة المرموقة لجيوم فافر، مع نحو 15 ألف كتاب، بحسب موقع مكتبة جنيف الذي يدير هذا المكان ويعود أقدم مجلداته إلى القرن الخامس عشر.

وفي المكتبة وضع كرسيان أحمرا اللون منذ يوم الجمعة الماضي، على جانبي كرة أرضية، لاستقبال الرئيسين.

وتنظم بلدية المدينة كل ربيع جولات سياحية مع دليل في الفيلا تتيح للعموم التعرف إلى قاعات الاستقبال، وغرف النوم، والمكتبة كذلك.

وتبرع حفيد جيوم فافر بالفيلا والمنتزه لبلدية جنيف في 1917. وفي عام 1918، فتح المنتزه أمام العموم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"