عادي

قصائد تعزف على ناي الحروف في بيت الشعر

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة أمسية قراءات شارك فيها كل من منى حسن من السودان، وعلي مي من فلسطين، بحضور محمد البريكي مدير البيت وقدمها حمادة عبد اللطيف، الذي تحدث عن دور بيت الشعر في إعادة الحياة إلى الأمسيات.

افتتحت القراءات منى حسن التي أخذت الحاضرين بعذوبة شعرها إلى أجواء روحانية في حضرة الشعر وتجلياته، وعزفت على ناي الحروف مواويل المنافي ودموع الوجع وأنات الحيارى ومنها:

بي صرخة الولهِ المعتَّقِ

في اشتهاءاتِ القوافي

وبي التصالحُ

والتجافي

وتعثُّرُ اللغة المقيمِ

على مسارات اعترافي

لا زادَ يصحبني إليَّ

سوى دموعي وارتجافي

ومن مقامات العشق وشكوى العاشقين وما يعانونه من ألم قرأت منى حسن قصيدة بعنوان «كان درويشاً» منها:

لم يكن في حبهِ متهماً

كانَ درويشاً بشوقٍ مُعلنِ

ظلَّ يتلوني على أورادهِ

كي يحلَّ الملتقى في زمني

ويناجيني فينسابُ الهوى

بين أطيافِ المنى والمحنِ

لم يكن سؤلي ولا كان الهوى

خاطراً في قلبه راودني

كيف جئنا كيف صرنا واحداً

واهتدينا لدروبِ الشجنِ

الشاعر علي مي الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الأخيرة قرأ مجموعة من النصوص التي احتوتها المجموعة الفائزة بعنوان «نهارات الغزالة»، تراوحت بين التفعيلة والعمود بلغة رمزية رشيقة، ومن قصيدة «نشيد لفتاة الأرق الأسمر» قرأ:

تمرّين من شارعِ الحُبِّ في حارةِ العطرِ

فيَّاضةً بالعُذوبةِ

طازجةً كصباحِ العصافير حول السواقيِ

ولا حولَ للبسطاءِ على درجِ الوجدِ

والعابرين وقد عشقوا فجأةً دون قصدِ

ولا حولِ لي

والغواية تسحبُني من قميصِ الكلامِ

لأكتب..

ماذا سأكتبُ غير احتراقي

ومع تساؤلات الشاعر حول ماهية الحب والوجود، وإلحاح الأسئلة المتقدة على الليل، قرأ مي قصيدة «بلهفة الشهدا» طاف بها في أجواء «عمّان» الملهمة ومنها:

كُنا وعمَّانُ مِلء شُرفَتِنا

نرعى المَساءاتِ طِفلةً.. وَلَدَا

أغوَى مِنَ الوَصْلِ غَنجُ هَمسةِ «لا»

مِنها، إذا قُلتُ: ألتقيكِ غدا ؟

رَمْلٌ هُوَ الوَقتُ دُونَهَا وَ دَمِي

حقلٌ مِنَ الجَدبِ لم يَطأهُ نَدى

و الطفلةُ الحلمُ قابَ أغنيتَيْ

حادٍ على سُورِ صمتهِ استنَدا

حادٍ يرى الدربَ نزفهُ و بعينيهِ

المسافاتُ تَستَحِيلُ رَدى

مُذ أمَّتِ الريحُ خَطْوَ مَن تَرَكُوا

في ضفةِ الفقدِ صوتهُ زبدا

مُنذُ ارتَمَى النهرُ بينَنَا وَ كَذا

كُلٌ لمنفاهُ سَار مُنفَرِدَا

فِي الشَارعِ الآنَ شاعرٌ يَرِثُ

الكَونَ البكائيَّ كُلما سَهِدَا

في ختام الأمسيّة كرّم محمد البريكي منى حسن وعلي مي وحمادة عبد اللطيف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"