مؤتمر الترجمة.. العالم في الإمارات

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

بعد أقل من أسبوعين، في التاسع والعشرين من يونيو/ حزيران الجاري، ينظم الأرشيف الوطني في أبوظبي، مؤتمر ترجمة افتراضياً هو الأكبر في الإمارات على مدار العقدين الماضيين. ومن المهم هنا الإشارة إلى حيثيات المؤتمر؛ للإضاءة بالتالي على أهميته وضرورته الثقافية والتفاعلية العالمية في هذا الوقت الذي تعد فيه الثقافة الخيار الدولي الوحيد باتجاه الحوار والتعايش والتكامل بين الحضارات والثقافات.
لُغات بحوث مؤتمر الترجمة من بينها: الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية، وهي لغات عالمية حيّة واسعة الانتشار على صعيد التأليف والقراءة والتفاهم اللغوي العالمي.
ينشّط المؤتمر أكثر من 40 باحثاً وأستاذاً متخصصاً ينتمون إلى أكثر من 15 جامعة من بلدان عديدة من بينها أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، أستراليا، وجامعات عربية وآسيوية، الأمر الذي يدلّ على دور الجامعة والوسط الأكاديمي في الترجمة.
في الأصل، فإن هؤلاء الأكاديميين الذين يقوم عليهم المؤتمر هم مثقفون لهم مؤلفات وبحوث ودراسات لا تتصل فقط بالترجمة كحقل متخصص؛ بل تنفتح هذه الرموز والنخب الأكاديمية على الأدب والفنون والنقد، الأمر الذي يعطي البحث المتخصص في الترجمة أهمية ثقافية عالمية أو مشتركة بين هذه النخب.
يقال دائماً إن كليات الإعلام في الجامعات العربية وغير العربية لا تخرّج صحفيين، والأمر نفسه ينسحب على الترجمة؛ فكليات الآداب والترجمة في الجامعات لا تخرّج مترجمين، وإنما الترجمة فن وثقافة وإبداع، وفوق هذا هي نوع من الأدب حين يتماهى المترجم مع المؤلف، ويصبح على نحو ما مؤلفاً آخر وبخاصة في مجال ترجمة الأدب: الشعر والرواية.
ينشغل مؤتمر الترجمة في أبوظبي بقضايا الترجمة من وإلى العربية، ويأتي المؤتمر تحت عنوان مهني: «الترجمة في العصر الرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي». ومن المهم القول هنا إن الترجمة في الإمارات، وبخاصة في العقدين الماضيين وصولاً إلى راهن الترجمة الآن في المؤسسات الثقافية والأكاديمية والعلمية ودور النشر، قد أصبحت قطاعاً قائماً بذاته وله سوق نشرية متخصصة، فضلاً عن انفتاح آليات الترجمة في الإمارات على العالم بكل لغاته وآدابه.
حقق مشروع «كلمة» للترجمة في أبوظبي على مدى سنوات منذ تأسيسه حضوراً ثقافياً واسعاً في العالم، ومن خلال المشروع عرف القارئ الإماراتي والعربي والخليجي عناوين بالغة الأهمية في الرواية والشعر والنقد والفلسفة، والأسطورة، والتاريخ، والحكايات الشعبية، والميثولوجيا، والجماليات؛ بل أكثر من ذلك في حقول التاريخ الثقافي للحيوان والنبات وأدب الرحلة.
كل هذه العتبات الرحبة التي عرفنا من خلالها العالم وثقافاته وحضاراته؛ بل وشعوبه، وكيف تفكر هذه الشعوب بوصفها أفراداً وجماعات قدّمتها لنا مشاريع ومبادرات الترجمة في الإمارات المكفولة بالتشجيع المادي والمعنوي دائماً، والمنفتحة أيضاً على كل ما هو إنساني وجمالي في العالم كله.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"