عادي
150 عاملاً ورساماً ونحاتاً في مصنع «كنوز» لإنتاج مستنسخات الآثار

مصر تترقب الزخم على التذكارات السياحية والتماثيل الفرعونية

14:27 مساء
قراءة 3 دقائق
من مجسمات الأهرامات إلى قناع توت عنخ آمون مروراً بتمثال نفرتيتي النصفي، يسعى الحرفيون المنتجون للتذكارات السياحية المصرية إلى تجديد الزخم في القطاع بانتظار أيام أفضل بعد فترة ركود بفعل تراجع السياحة جراء تفشي فيروس كورونا.
في منطقة أهرامات الجيزة غرب العاصمة المصرية القاهرة، الموقع الفرعوني الشهير، يواصل بعض الزائرين التوافد لكن عددهم غير كافٍ بالنسبة إلى عيد يسري، وهو صاحب ورشة صغيرة لتصنيع نماذج صغيرة للتماثيل الفرعونية من البوليستر.
ويقول يسري لوكالة فرانس برس «كان لدينا 15 عاملاً لكن عددهم تراجع إلى خمسة فقط ولا يعملون كل يوم».
وأقام يسري ورشته على سطح منزل أسرته وهو عبارة عن كوخ من الخشب.
وكثيرون من صغار الحرفيين مثل يسري فقدوا منذ بدء جائحة «كوفيد-19» إيرادات كانت تعينهم على سد احتياجاتهم.
وفي الممرات الصغيرة المتعرجة في خان الخليلي، السوق السياحي الأكبر في القاهرة، كانت كارولين بوشيه، وهي في بداية الثلاثينات من العمر، تتجول بحثاً عن شيء تشتريه.
وأكدت بوشيه، التي أتت من جمهورية الدومينيكان، لوكالة فرانس برس أنها «تبحث عن» منتجات يدوية الصنع بنوعية جيدة وتعكس الثقافة المحلية «لتكون تذكاراً من هذه الرحلة».
وإزاء ندرة السائحين وإصرارهم على شراء تذكارات عالية الجودة، يعِد يسري بتحسين نوعية الإنتاج وتخفيض الأسعار لموزعي منتجاته الذين يشترون القطعة الواحدة بسعر يراوح بين 20 جنيهاً (1.28 دولار) و200 جنيه (حوالي 13 دولاراً)، وهو يعوّل على مجيء مجموعات من السياح في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين، بينهم «خصوصا الأمريكيون».
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس أخيراً، قال وزير السياحة المصري خالد العناني إن هناك ازدياداً طفيفاً في عدد السائحين الذين بلغوا في إبريل/نيسان الماضي 500 ألف سائح مقابل 200 ألف سائح شهرياً في المتوسط خلال العام 2020.
عملية تسويق
شكلت هذه الأرقام حافزاً للتحضير لمرحلة ما بعد الجائحة للحكومة التي أنشأت مصنعاً جديداً لإنتاج مستنسخات من الآثار لتسويقها لحسابها الخاص.
ومنذ مارس/آذار الماضي، ينتج مصنع «كنوز» في إحدى ضواحي القاهرة نماذج للأثات والتماثيل واللوحات الفنية التي ميزت العصور الأربعة الرئيسية من تاريخ مصر: الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي.
ويحظى كل منتج في هذا المصنع بشهادة منشأ.
في هذا المصنع الذي تبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع، يشرف اللواء المتقاعد هشام شعراوي على قرابة 150 عاملاً ورساماً ونحاتاً.
ويقول اللواء شعراوي لفرانس برس: «افتتحنا متجراً صغيراً في المتحف القومي للحضارة المصرية في إبريل/نيسان الماضي، وسنفتتح متاجر في المتاحف الأخرى وفي بعض المزارات الأثرية».
ويُصب معظم المنتجات في قوالب باستخدام البوليستر والجبس والمعدن، وفي بعض الأحيان تُستخدم آلات لضبط الشكل قبل طلائها يدويا أو تغطيتها بأوراق الذهب.
وتراوح منتجات المصنع بين النسخة المصغرة جداً من الآثار التي تباع مقابل 50 جنيهاً (قرابة 3 دولارات) والتماثيل التي يصل طولها إلى 3 أمتار وتباع بآلاف الجنيهات.
وبالنسبة لحرفيي القطاع غير الرسمي كما بالنسبة لمصنع الدولة، تبدو فرص انتعاش السوق قوية، إذ اتخذت مصر منذ بضع سنوات إجراءات حمائية تجاه المنافسين وخصوصاً من الصين.
منذ العام 2015، أصدرت وزارة الصناعة المصرية قراراً بحظر استيراد «السلع والمنتجات ذات الطابع الفني الشعبي«ومن بينها» مستنسخات الآثار المصرية».
واختفت تدريجياً التذكارات المستوردة من الصين، كما أدى تحرير سعر صرف الدولار في العام 2016 إلى تشجيع المنتجات المصنوعة في مصر.
(أ ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"