عادي
سعيد الفلاسي المدير التنفيذي لقطاع التصميم في «دبي للمستقبل» لـ الخليج:

إطلاق أول جهاز تنفس صناعي إماراتي قريباً

23:38 مساء
قراءة 6 دقائق

دبي: إيمان عبد الله آل علي
أكد سعيد الفلاسي، المدير التنفيذي لقطاع تصميم ومسرّعات المستقبل في «مؤسسة دبي للمستقبل»، أن مشروع ابتكار أول جهاز تنفس صناعي مصنوع إماراتياً في المؤسسة، في مراحله الأخيرة، وحالياً في صدد الموافقات التقنية والحكومية؛ لإطلاقه رسمياً قريباً. وسوف يتم تصنيع أعداد كبيرة من الجهاز؛ لدعم الأمن الصحي والمخزون الطبي، وصنّع الجهاز التجريبي الأول في المؤسسة. لافتاً إلى أن جائحة «كورونا» دفعت المبدعين في المؤسسة إلى ابتكار الجهاز، بتوظيف أحدث التكنولوجيا؛ حيث صمموه وجمعوه بالكامل في الدولة. والجهاز يتماشى مع أعلى معايير الجودة العالمية، في قطاع التكنولوجيا الطبية؛ لتلبية المتطلبات الحالية التي فرضتها الجائحة.

أكد الفلاسي أن منصة 2071 هي النواة، التي نقدم خلالها خدمات من أجل مستقبل أفضل، بتوفير مساحة إبداعية لرواد الأعمال والمبتكرين والجهات الحكومية والخاصة، للانطلاق نحو المستقبل بخطوات ثابتة، عبر التسلح بأدوات المستقبل؛ المتمثلة بالتقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي، وتضم المنطقة الكثير من المختبرات وقاعات الاجتماعات، والبنية التحتية اللازمة؛ لتطوير الأفكار التحويلية، وتنفيذها على أرض الواقع، بخلق بيئة مناسبة لرواد الأعمال، وتوفير ما يحتاجون إليه في منصة واحدة، بتوفير الفرص للتعاون مع الجهات المختلفة؛ لتطوير الأعمال، فضلاً عن توفير تسهيلات الحصول على الإقامة الذهبية.

وأكد أن المؤسسة تعمل على جمع المتخصصين؛ للوصول إلى تحقيق أفضل النتائج، وتوظيف التقنيات الذكية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، عبر المنصة التفاعلية لرواد الأعمال والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، واستقطاب المواهب وتقديم خدمات متميزة لتلك المواهب، وتوفير فرص عمل واستثمار مع مختلف القطاعات.

سعيد الفلاسي
سعيد الفلاسي

اختبار الحلول

وأكد أن المؤسسة تنقلنا للمستقبل، لتكون الإمارات من أفضل دول العالم في حلول عام 2071، ونستقطب الجهات الحكومية لتعرض التحديات التي تواجهها، ونخلق منصات تواصل بين رواد الأعمال وتلك الجهات لطرح الحلول عبر التقنيات الذكية؛ للتغلب على تلك التحديات، وتطوير الأعمال والوصول إلى الهدف، وفعلياً لدينا مؤسسات محلية بدبي، طورت خدماتها عبر منصتنا، بالتواصل مع رواد الأعمال وطبقت فعلياً مبادراتها، ونختبر الحلول عبر المشاريع التجريبية، ونحدد التحديات. وبعد النجاح تعمم التجربة وتطبق في الجهة المستهدفة، وكل مشروع يقيّم بحسب الفائدة المرجوّة منه.

وندعو المؤسسات المحلية والاتحادية للتعرف إلى التحديات التي تواجهها، ونقدم لها الحلول عبر التواصل المباشر مع رواد الأعمال وتطبيق المشروع تجريبياً في المرحلة الأولى، وتفعليه بعد تقييمه ونجاحه. لافتاً إلى أن دور منطقة 2071 يتمثل في توفير منصة متكاملة لاقتصاد مستقبلي جديد في دولة الإمارات ودبي، يرتكز على تطوير حلول مبتكرة للتحديات الكبرى وتطبيق الأفكار الخلاقة وتوظيفها في مختلف القطاعات، وتصميم مستقبل يمكن الأجيال القادمة من الأدوات والتوجهات التكنولوجية.

وتعدّ الحاضنة الأولى من نوعها في العالم، لشراكات تصميم المستقبل وصناعته، ومقراً للشركات ومراكز الخدمات والمختبرات الذكية، التي تعمل على توحيد الجهود وتنسيقها وتكاملها لتطوير حلول مبتكرة واعتماد أدوات جديدة تتماشى مع تكنولوجيا المستقبل، لمعالجة التحديات بكفاءة وفاعلية، وتسريع خطوات الوصول إلى المستقبل. ويتيح المركز الفرصة للخبراء لإبراز دور التقنيات الناشئة والمتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات الآلية والتعاملات الرقمية «بلوك تشين» وتحليلات البيانات والأمن السيبراني وغيرها، ما يسهم في تعزيز ريادة الإمارات ومكانتها العالمية مركزاً اقتصادياً ووجهة مفضلة للشركات الدولية والناشئة، وتطوير بيئات عمل ترفد جهود الحكومة؛ لتحديث نماذج أعمالها.

تجمع العقول العالمية

وأكد أن المنصة استضافت نحو 800 فعالية متنوعة، منذ إطلاقها، شملت مؤتمرات ومنتديات وجلسات حوارية وافتراضية وورشاً وأنشطة تفاعلية استقطبت نحو 26 ألف مشارك، من دول العالم. واستضافت نحو 250 جلسة لتمكين الشركات الناشئة وتعريفها بأحدث التوجهات العالمية والتقنيات المستقبلية، ونحو 100 جلسة عن ريادة الأعمال، وكيفية تأسيس الشركات وتطوير وتوسيع أعمالها. وشهدت تنظيم نحو 150 جلسة لاستشراف مستقبل القطاعات الحيوية، ونحو 120 جلسة لتمكين الشباب والمرأة. وبلغ عدد جلسات تبادل المعرفة وتمكين المهارات أكثر من 250. فيما نظمت نحو 100 فعالية عبر أنظمة الاتصال الرقمي، منذ بدايات الجائحة. وأوضح: إن المنطقة تنقلنا للمستقبل عبر محطاتها المختلفة، فهي تعد نقطة وصل بين القطاعات الحكومية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية، وتجمع نخبة العقول العالمية، وتوفر مساحات متكاملة لاختبار وتصميم المستقبل، ومركزاً لتطبيق الأفكار المبتكرة والتجريبية؛ بهدف تطوير الحلول في القطاعات المختلفة وتنفيذ المشاريع الواعدة التي تسهم في تحسين واقع عدد من المؤسسات، فضلاً عن ذلك توفر فرصة للشركات للاستثمار بخلق حلقة تواصل بين الخاص والحكومي، وتشمل القطاعات التي تركز عليها «منطقة 2071» الطيران، والرعاية الصحية، والخدمات الحكومية، والأمن الغذائي والإلكتروني، والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد، والتعليم، والتكنولوجيا، والفضاء، والنقل، والاتصالات، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وغيرها.

وتضم المنطقة استوديو متكاملاً لإجراء المقابلات، وغرف اجتماعات، وقاعات تدريب، وقاعة المستقبل، والمساحة المشتركة، ومنطقة التركيز تكون مغلقة لا يدخلها أحد؛ لخلق مساحة جيدة لتركيز الرواد العاملين، وغرف اجتماعات صغيرة لشخصين أو ثلاثة.

تقارير استشرافية

وأكد الفلاسي، أن مركز الأبحاث التابع للمؤسسة أطلق عدداً من التقارير الخاصة الحيوية، منها تقرير في التعليم وفي العمل عن بُعد خلال الجائحة، حتى يستفيد منه متخذو القرار، فضلاً عن تقرير «الحياة بعد كوفيد-19: مستقبل الصحة»، وغيرها من التقارير الاستشرافية التي تعدها المؤسسة عن مستقبل القطاعات الحيوية بعد أزمة «كورونا». لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل على توظيف طاقاتها وبرامجها ومشاريعها في خدمة القطاعات الرئيسية في الدولة بشكل عام، وتبادر للتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والشركات الخاصة العاملة لتطوير أفكار ومشاريع مبتكرة.

توفير 600 وظيفة

وأكد أن برنامج مسرعات دبي المستقبل، نجح خلال دوراته السابقة باستقطاب 288 شركة ناشئة من 39 دولة، شاركت في 125 تحدياً أطلقتها الجهات الحكومية. وأسست 45 شركة منها مكاتب في دولة الإمارات، لتوفر نحو 600 وظيفة جديدة للمواهب المحلية والعالمية في الدولة.

وشهد البرنامج توقيع 153 مذكرة تفاهم بين الجهات الحكومية والشركات الناشئة، ووصلت قيمة التمويل الذي وفّرته للشركات على مدى الدورات السابقة إلى 75 مليون درهم. ووقعت 90% من الشركات الناشئة المشاركة بالبرنامج، عقوداً مع جهات حكومية وخاصة بقيمة 125 مليون درهم، لتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات الرئيسية. ووصل عدد العقود التي وقعتها الشركات الناشئة في قطاع الصحة إلى 21 اتفاقية. فضلاً عن 20 اتفاقية في قطاع السلامة العامة، و10 في قطاع النقل، و31 في الاستدامة والبيئة.

3 آلاف مبدع رقمي

وقال الفلاسي: نوفر حلولاً متنوعة عبر منطقة 2071، فقبل الجائحة، وعبر المسرعات بدأنا بفكرة التعليم والعمل عن بُعد، وطبقناها على المدارس الخاصة، وأدركنا نقاط القوة والضعف، ومع «كورونا» كنا مستعدين، لأن لدينا تجربة سابقة، فدائماً ما نخلق سيناريوهات للتعامل الصحيح مع الأزمات. والمنطقة مصممة على تسريع الوصول للمستقبل، عبر استقطاب المواهب، ووجود منصات لرواد الأعمال، وخلق بيئة منافسة لأعمالهم، وخلق فرص عمل بالتعاون مع الجهات المختلفة.

وأضاف: لدينا 3 فئات رئيسية في المنطقة: المقيمون ورواد الأعمال، وأصحاب الشركات الناشئة، والمبدعون، وهم مقيمون يتشاركون بأفكارهم وأعمالهم ويستفيد بعضهم من بعض، ومن الفرص المتنوعة في المنطقة، والتعاون بينهم على نوعين: الأول يتمثل بالموجودين فعلياً في المساحة، والآخر بالموجودين في العالم الرقمي؛ حيث لدينا تطبيق خاص بالمنطقة يضم الشركات والمواهب والمبدعين، للتواصل وخلق فرص تعاون بينهم؛ فهناك ما يزيد على 3 آلاف شخص في العالم الرقمي يعملون بشغف وإبداع.

مشاريع مختبر التشريعات

وأوضح: إن المؤسسة انتهت من كثير من المشاريع في المختبر، وعملت عليها الكوادر الإماراتية المؤهلة؛ منها مشاريع ابتكارية للجهات الحكومية، وأخرى للقطاع الخاص، بالشراكة بين الجهات الحكومية والخاصة ورواد أعمال. لافتاً إلى التعاون مع جهات حكومية لتقديم حلول للتحديات التي تواجههم. وأكد أن مختبر التشريعات أسهم في إطلاق أسواق جديدة وتسهيل الأنشطة التجارية المختلفة، باعتماد التشريعات المرنة، والتوفيق بين القطاع الخاص والحكومي؛ لتسريع وتيرة العمل والابتكار فيه، ويضم المختبر عدداً من المشاريع التجريبية التي تسهم في التغلب على تحديات تواجه مؤسسة ما؛ حيث يمثل حلقة للابتكار في المؤسسة، ومنصة للإبداع.

مختبر مستقبل الطيران

وأكد الفلاسي، أن «طيران الإمارات» لديها مشاريع عدة، بالتعاون مع عدد من رواد الأعمال والشركات، وتعمل حالياً على آلية تقليل انبعاث الكربون، ونخلق منصة ابتكارية لنجمع المختصين للعمل على هذه التجارب للوصول إلى الهدف، عبر توظيف أحدث التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، فضلاً عن ذلك ثمة اتفاقات مع طيران الإمارات، لتعزيز التعاون في توظيف أحدث التقنيات والابتكارات المتقدمة، للارتقاء بأداء قطاع الطيران، وتعزيز مساهمته في اقتصاد المستقبل في دبي ودولة الإمارات، وتطوير نماذج عمل جديدة وأفكار استثنائية. كما ستتبادل الخبرات والأفكار والممارسات الناجحة، ودعم الكوادر الوطنية في تنفيذ المشاريع المشتركة، ليكون قطاع الطيران على استعداد لتحديات ومتغيرات المستقبل.

التقنيات المستقبلية

أكد الفلاسي أن مختبرات دبي للمستقبل، تشكل منصة مهمة لتطوير الأبحاث والابتكارات والعمل في التطبيقات التكنولوجية والروبوتات والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الحديثة؛ بهدف تحسين الأداء والإنتاجية، والمحافظة على ريادتنا العالمية في تقديم أفضل الخدمات، وإتاحة الفرص لدراسة حلول نوعية توظف التقنيات المستقبلية في مجالات عدة، وتوظيف الخبرات الوطنية المتنوعة في إعداد الأبحاث التطبيقية وتصميم النماذج الأولية من المشاريع التجريبية وإنتاجها، وخلق أسواق وفرق عمل جديدة، وتوفير منصة تواصل بين مختلف القطاعات والجهات المعنية بتعزيز توظيف التكنولوجيا الحديثة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"