عادي
إلزام المنشآت في الشارقة ب «أمان».. وحملات توعية في دبي

استباقية الإجراءات الوقائية.. وسيلة لمواجهة الحرائق

23:29 مساء
قراءة 8 دقائق
1
2

محمد ياسين، ومحمود محسن

حرائق المنازل والمؤسسات بمختلف أنواعها ومسبباتها، حوادث تكبد المتضررين منها خسائر مادية كبيرة، وقد تصل أحياناً لخسائر في الأرواح، إلى جانب ما تتسبب فيه من عبء على الحكومات واستنزاف لطاقاتها، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وما ينجم عنها من حرائق وقودها الإهمال والتغاضي عن أهم الإرشادات والتحذيرات التي لا تكلّ أو تملّ إدارات الدفاع المدني في الدولة، والجهات المعنية في توجيهها طوال العام، وتحديداً في أشهر الصيف الحارة، ورغم ذلك لا يخلو فصل الصيف من بعض الحرائق. وتلافياً لتزايد وقوع حوادث الحرائق في الصيف، وفي خطوات استباقية، ارتأت المؤسسات الحكومية في دبي والشارقة إيجاد الحلول ووضع الخطط وتضافر الجهود للخروج بإجراءات وقائية تعمل على الحد من وقوع تلك الحرائق، عبر عمل كل جهة في تخصصها، لتطويق مسببات الحرائق، والعمل على تقنينها وكبح حدتها، حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات في الإمارة.

لم تنقطع جهود الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة ودبي، في رفع الوعي المجتمعي، وتعريف الجمهور بمختلف إجراءات الأمن والسلامة التي تضمن حمايتهم، عبر الحملات التوعوية المستمرة، خلال جائحة «كورونا»، كونها تحولت إلى حملات توعوية إلكترونية عبر قنوات التواصل.

في الشارقة استفادت شريحة واسعة من السكان في الإمارة، بلغت نحو 12%، فكان لها الأثر الإيجابي في خفض معدلات الحرائق، حيث سجلت الإدارة العامة خلال العام الماضي، انخفاضاً 56% بواقع 130 حادث حريق خلال 2020، مقارنة ب 299 خلال 2019.كما نجحت الإدارة، بجهودها المستمرة في خفض معدلات الحرائق وأعداد المتضررين منها خلال العم الماضي، في تحقيق إحصاءات مبشرة، حيث سجلت خلال 2020 انخفاضاً في أعداد الوفيات بنسبة 100%، بعدم تسجيل أي وفاة على مدار العام، مقارنة بوفاتين خلال 2019، ما يعني تحقيق أهداف الإدارة في إدارة الأزمات وتقنين مخاطرها وحماية أرواح الآمنين.

مراكز وكوادر

لم يقتصر دور الإدارة العامة للدفاع المدني في الشارقة على الجانب التوعوي فحسب، بل عملت على تحقيق عدد من الإنجازات لتطوير الأداء ورفع الكفاءة، والاستعداد الكامل لتلبية نداءات الحرائق بمختلف مناطق الإمارة في أسرع وقت، فعملت على زيادة نقاطها تحقيقاً لسرعة الاستجابة، بافتتاح 4 مراكز جديدة للإطفاء في مدن الذيد، ومليحة، وكلباء، ومدينة الإمارات الصناعية، ورفدها بأسطول من أحدث آليات الدفاع المدني، وتدعيمه ب 6 آليات حديثة، ذات إمكانيات عالية ومتطورة لرفع كفاءة العمل خلال إطفاء الحرائق.

ولأن العنصر البشري مهم وقادر على إحداث الفارق الزمني، دعمت الإدارة صفوفها بكوادر وفرق للإطفاء والإنقاذ بزيادة 72 إطفائياً مؤهلاً، ما صاحبه سرعة في الاستجابة للبلاغات، ونجاح في خفض زمن الاستجابة إلى نسبة41%، إلى جانب تسجيل عدد من المتطوعين في مجالات الدفاع المدني، بلغوا 186.

خدمات رقمية

ومواكبة لتوجهات الحكومة الرشيدة في التحول الرقمي، وسعياً لتطوير الخدمات المقدمة إلى جانب تطوير الآليات والكوادر، وفرت الإدارة خدمات رقمية للجمهور على مدار الساعة، ما ساهم في ارتفاع نسب إنجاز المعاملات في الوقت المحدد، بنسبة 2.4%، وزيادة المستثمرين في أنشطة الدفاع المدني بنسبة 28%، بما يعادل 456 مستثمراً. فيما نجحت في الحصول على شهادة المعيار البريطاني للحوكمة الفعالة، وتسجيل مصنف لفكرة ابتكارية للتدريب بالواقع الرقمي.

الإنذار المبكر

فيما أكدت هيئة الوقاية والسلامة في الشارقة، أهمية تركيب نظام الإنذار المبكر «أمان»، في إطار الالتزام بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز أمن السكان وحماية الأرواح والممتلكات. مبينة أنه النظام المعتمد، وفقاً لقرار المجلس التنفيذي رقم 20 لعام 2019، ويلزم القرار المنشآت الصناعية والتجارية والمباني السكنية بتركيبه، لحماية أفراد المجتمع من مخاطر الحريق على مدار الساعة.

وتمخض عن دور الهيئة في إلزام المنشآت المختلفة بتركيب نظام «آمان»، في التزام عدد المسجلين خلال الربع الأول 2021، بلغ 980 منشأة، مع تسجيل زيادة في أعداد المسجلين بالنظام خلال العام السابق بنسبة 73.2 %، حيث وصل عدد المسجلين في النظام منذ إطلاق المشروع وحتى الآن إلى 5580 منشأة.

الصورة
العميد خبير/ علي المطوع

معدات منخفضة الجودة

وقال العميد الخبير علي المطوع، مساعد المدير لشؤون الإطفاء والإنقاذ في الدفاع المدني بدبي، هناك بعض حوادث الحريق التي ترتبط بفصل الصيف، والإهمال في صيانة الأجهزة، واستخدام أجهزة ومعدات ذات جودة منخفضة والاستخدام المفرط للأجهزة دون فصل التيار الكهربائي عنها.

وشدد على أهمية غلق منافذ الكهرباء التي يمكن للأطفال الوصول إليها، وعدم تحميل التوصيلات الكهربائية أكثر من طاقتها، وعدم وضع التوصيلات الكهربائية تحت السجاد أو تحت المواد القابلة للاشتعال.

تسرب الغاز

وأضاف أن من بين الأسباب الرئيسية الأخرى للحرائق، وخاصة في المنازل والشقق السكنية، تسرب غاز الاستخدام المنزلي، مؤكداً أهمية إخلاء المنزل والاتصال بالدفاع المدني «997»، وغلق صمام أسطوانة الغاز، وتهوية المكان بفتح النوافذ والأبواب، وعدم استخدام أي جهاز، وإبعاد المواد القابلة للاشتعال عن مصدر التسرب. وعند توقف التسرب يجب فحص مكان التسرب من الفنيين المختصين لإصلاحه.

وقال إن الحرائق في المنازل تشكل أعلى نسبة من الحرائق بشكل عام. ومصادر الخطر تتمثل في المطبخ، لاحتوائه على موقد وشفاطة الهواء وأسطوانة الغاز. فضلاً عن أجهزة شفط الهواء في الحمام وسخان المياه وموزعات الكهرباء المنتشرة في المنزل.

وأوضح أن ضعف الوعي الوقائي الذي يؤدي إلى الإهمال، من أكثر أسباب الحرائق، فضلاً عن ضعف البنية التحتية للمنازل القديمة، وإهمال صيانتها وعدم صلاحية الشبكات والأجهزة الكهربائية.

حرائق المركبات

وتقدم الإدارة العامة للدفاع المدني بدبي، خطوات للتعامل مع حرائق المركبات التي تضم عناصر قابلة للاشتعال، وتشمل الوقود السائل والزيوت، ومكونات التنجيد، والبلاستك والمطاط، والشبكة الكهربائية، وحرارة المحرك، وشمعات الاحتراق والعادم.

وقال العميد علي المطوع: للوقاية من حرائق المركبات، يجب المراقبة اليومية لمعدلات مياه التبريد وزيت المحرك، وتنفيذ الصيانة من فني مختص، وقاية للمركبة وحماية لمستخدميها وإغلاق غطاء خزان الوقود بإحكام، لمنع التسرب وتفادي خطر الاشتعال، والامتناع عن التدخين داخل المركبة.

وشدد على أهمية الاحتفاظ بمطفأة الحريق المناسبة، والتدريب على استخدامها في حالة وقوع حادث، والاحتفاظ بحقيبة الإسعاف الأولي والتدريب على استخدامها، وفي حال وقوع حريق في المركبة يجب ترك السيارة فوراً والاتصال بالدفاع المدني، واستخدام المطفأة اليدوية، إن كان مدرباً على استخدامها دون تعريض حياته للخطر.

وصلات رديئة

وقال خليفة البلوشي، مدرب دولي في الأمن والسلامة والإسعافات الأولية: إن زيادة الأحمال على الأجهزة المنزلية والإلكترونية، والإهمال في صيانتها من أكثر مسببات الحرائق في فصل الصيف. كما أن استخدام أجهزة ومحولات كهربائية، بماركات غير معروفة، ومكونة من مواد تصنيع رديئة، يزيد من حوادث الحريق.

وأضاف أن من بين أسباب أنواع الحريق في الصيف، حوادث حريق المركبات التي تزيد بسبب عدم صيانتها الدورية، والانتباه إلى مؤشرات الحرارة وتغيير الزيوت، وفحص مؤشر مياه التبريد فيها، فضلاً عن ترك العطور ومعقمات الأيدي خاصة خلال انتشار جائحة «كورونا».

وأضاف أن من أسباب الحرائق في المنازل، خاصة خلال العطلات، التدخين داخل المنزل، ما يزيد فرص انتقال النيران إلى الأثاث، ويصعّب السيطرة عليها.

وقدم نصائح للوقاية من حوادث الحريق، منها تركيب أجهزة كاشفة الدخان المعتمدة من الدفاع المدني، واستخدام طفايات حريق في المنزل وداخل المركبة، والتأكد من صلاحيتها.

زيادة الأحمال

فيما أكد نادر عبدالله، محاضر في الأمن والسلامة، أهمية الصيانة الدورية للأجهزة المنزلية، خاصة في الصيف الذي تزيد فيه الأحمال، خاصة أجهزة تبريد الهواء والشفاطات في المطابخ.

وأضاف أن استخدام وصلات كهربائية ذات علامات تجارية معروفة يحدّ من حوادث الحريق المنزلية. مشيراً إلى ضرورة التأكد من صلاحيتها، وعدم شحن الهواتف لأوقات طويلة خلال الليل، حتى لا تتعرض للاحتراق خلال النوم.

وتابع أن التوعية بالتعامل الآمن مع مخاطر الحريق، تحد من حدوثه، خاصة أن الكثير من المراكز توفر دورات للتعريف بآلية التعامل خلال حدوث حرائق، والحدّ من الخسائر التي قد تحدث نتيجة تلك الحرائق وإخمادها بسرعة وأمان.

وأكد عدد من أفراد المجتمع أهمية صيانة الأجهزة المنزلية، وعدم ترك الهواتف في وضع الشحن خلال ساعات الليل، والتأكد الدوري من صلاحية الزيوت ومنسوب المياه بمبردات المركبات.

خطر المعقمات

وقال أحمد سمير، مسؤول مبيعات بشركة للأدوية: إن شراء وصلات كهربائية من أنواع تجارية، أحد أهم مسببات الحرائق. مشيراً إلى تجربته في استخدام وصلة لهاتفه كادت تتسبب في حريق داخل منزله، بعد استخدامها لمرات محدودة، ونتج عنها تلف هاتفه.

وتابع: بسبب الوضع الراهن وانتشار فيروس «كورونا» يحتفظ كثير من أفراد المجتمع بمعقمات الأيدي داخل مركباتهم، ما قد يتسبب بكوارث، من ضمنها انفجار العبوات، بسبب حرارة الصيف، ووجود المركبات تحت أشعة الشمس لأوقات طويلة. ومن جهة أخرى قد يتسبب استخدام معقمات تعرضت لدراجات حرارة كبير، مخاطر طبية على بشرة الإنسان تتفاوت شدتها من شخص إلى آخر.وتحقيقاً للدور التوعوي بدرجات الحروق التي قد تنجم عن الحرائق بشكل عام، وكيفية إسعافها بصورة أولية، لحين وصول سيارات الإسعاف أو التوجه للمستشفيات ومراجعة المتخصصين، تقول د. نور هشام، طبيبة عامة، وماجستير في الطب العام «تصنف الحروق إلى 4 درجات، منها حروق الدرجة الأولى، وهي حروق الطبقة العليا من الجلد فقط، وتكون مؤلمة، وجافة وحمراء، وتلتئم خلال 3 إلى 6 أيام دون أن تترك أثراً، كالحروق التي لا تنتج عنها فقاعات. تليها حروق الدرجة الثانية، فهي حروق الطبقتين العلويتين من الجلد، وتكون مؤلمة عند تعرضها للهواء، ولونها أحمر، وعادة ما تشكل فقاعات، وتلتئم بين 7 و21 يوماً، وقد تصبح المنطقة المحروقة داكنة، أو أفتح لوناً بشكل دائم، ولكنها لاتكون ندبة. أما حروق الدرجة الثالثة، فتكون أعمق في الجلد، ومؤلمة عند الضغط العميق عليها؛ حيث تشكل بثوراً، وتلتئم بعد أكثر من 21 يوماً، وعادة ما تترك ندبة شديدة. وأخيراً حروق الدرجة الرابعة، وتشمل جميع طبقات الجلد، وتكون المنطقة المحروقة عادة لاتؤلم، وبيضاء إلى رمادية اللون، أو سوداء متفحمة، وتكون البشرة جافة، ولا تتحول إلى اللون الأبيض عند لمسه، كما لا يمكن لهذه الحروق أن تلتئم دون علاج دوائي أو جراحي، وعادة ما تترك ندبة شديدة.

وتابعت « ولإسعاف الحروق بمختلف درجاتها بصورة أولية، لا بدّ من اتباع خطوات أهمها، إزالة الإكسسوارات وإزالة أي ملابس من المنطقة المحروقة، لكن إذا التصقت الملابس بالجلد، فيجب التوجه للطبيب فوراً، مع ضرورة رفع منطقة الحروق في اليد، أوالقدم إلى ما فوق مستوى القلب، للمساعدة في في منع التورم والألم، وضرورة التنظيف بغسل الجلد المحروق بلطف بماء جارٍ من الصنبور، على أن يكون بارداً، ونقع المنطقة في ماء بارد، وليس في ثلج، لوقت قصير لتخفيف الألم. كما يمكن تناول مسكنات مثل «باراسيتامول» أو«أيبوبروفين» لتخفيف الألم.

تنظيف الشفاطات

أكد المحامي محمد علي، أن صيانة شفاطات الهواء الدورية، وفصل التيار الكهربائي عن الأجهزة المنزلية، خاصة خلال الليل يحدّان من حوادث الحريق في المنازل. مشيراً إلى أن بعض الأمور الرتيبة اليومية، تقي من خسائر قد تحدث بتجاهلها.

أما محمد زاهر، مستشار قانوني، فأكد أهمية صيانة المركبات، وتغيير ما يلزم من زيوت وقطع استهلاكية، للوقاية من حرائق قد تحدث بسبب أخطاء وإهمال في تبديل بعض القطع الخاصة بتبريد المركبات.

وتابع أن بعض الأفراد يتجهون لشراء قطع تجارية أو مستعملة، وتركبيها لمركباتهم وتتعرض للتلف بسرعة، وتعرض صاحبها إلى مخاطر كبيرة على الطرقات. مشيراً إلى حادثة لأحد أصدقائه تعرض خلالها لحريق، بسبب تغييره مبرد محرك مركبته، ووضع آخر تجاري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"