بالنصيحة وليس بالوجع

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

من الطبيعي أن نجرب ونكتسب الكثير من الخبرات من خلال الواقع والعمل والتعامل مع الناس. ومن الطبيعي أن تحدث خلافات وتنشب معارك نتيجة لسوء الفهم أو نتيجة لعدم المعرفة، ومن الطبيعي أن نتعرض لانتكاسات وتراجع في البعض من المواقف نتيجة لقرارات خاطئة اتخذناها، إما لأن وقتها لم يحن بعد، أو لأنها غير مناسبة ودون فائدة.
وأيضاً من الطبيعي والبديهي ألا تصفو الحياة لنا ونجد بين وقت وآخر بعض التعكير والهموم والتوترات. والخطأ يقع إما بسبب تواضع معرفتك وعلمك، وإما بسبب إحاطة الضغوط والتوترات بك. وسط هذه اللجة والدوران، نفكر في جوانب ليست في محلها، أو كما يقال ليس أوانها أو ليس لها علاقة بما يمر بنا من هموم أو أخطاء، نحن نرتد على ذواتنا بحساسية بالغة ما يجعل نظرتنا لما يحدث معنا غير متوازنة أو غير دقيقة.
 نتفق جميعاً، أنه مهما علت درجتك العلمية، ومهما ارتفعت معارفك والعلوم التي تستند عليها، فإنه لا فكاك ولا مفر من أن تجد نفسك في بعض  المواقف عاجزاً عن الفهم أو التصرف، فكيف هو الحال بمن هو أقل من الناحية العلمية والمعرفية عنك؟ هذه الحالة توضح لنا شيئاً جوهرياً من المهم فهمه وإدراكه، وهو يتعلق بوقع الحياة وما تحمله من أحداث وفعاليات، انظر لهذه الفعالية والوقائع بنظرة إيجابية، إما أن تتعامل معها بشكل صحيح وبمهارة أو تتعلم منها، وهذا يعني الاستفادة من الدروس وعدم الاستسلام للإحباط عندما تفشل أو ترتكب خطأ ما. 
في هذا السياق هناك جانب أو طريقة قد تجنبك الكثير من الأخطاء التي تحدث بسبب عدم وجود الخبرة أو الافتقار للتجربة السابقة أو عدم الإلمام والعلم، وهذه الطريقة على بساطتها وسهولة تطبيقها إلا أن الكثير يتجنبها أو تكون ثقيلة عليه، وأقصد بهذه الطريقة طلب النصيحة من أهل الخبرة والدراية والمعرفة، السعي نحو من يملك المعلومات أو الخبرات، وعرض الموضوع عليه، ثم الإصغاء لما يقوله من نصائح وطرق. 
من هنا تستطيع تحقيق النجاح، أو على الأقل تجنب الكثير من المطبات، وعندما يقع الخطأ قد يكون هامشياً أو متواضعاً أو سهل التعديل والتصحيح. يقول الكاتب والفنان مارك توين: «نحن لا نتعلم بالنصيحة، نتعلم بالوجع». إذاً اسع نحو طلب النصيحة، فهي أخف بكثير من وجع الخطأ والإخفاق.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"