الجائحة إلى انحسار

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

جائحة فيروس كورونا تنحسر عالمياً، والدول التي اختارت الانطواء على نفسها وإغلاق حدودها براً وبحراً وجواً، ظناً منها أن ذلك هو الحل الأفضل للسيطرة على ارتفاع عدد الإصابات، اختارت تخفيف القيود المفروضة على مواطنيها، الذين أخذ منهم الفيروس أكثر مما أعطاهم الحظر. 
منظمة الصحة العالمية أكدت في مؤتمرها الصحفي نصف الأسبوعي حول تطورات انتشار فيروس كورونا حول العالم أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا قد انخفضت للأسبوع السابع على التوالي، مشددة على أن لقاحات كورونا تنتقل الآن عبر العالم بشكل أسرع، إلا أنه من أجل وقف الجائحة ستكون هناك حاجة إلى تحصين 70% من سكان العالم على الأقل وهو ما يحتاج إلى قرابة 11 مليار جرعة من اللقاحات.
الخلاص من الجائحة إذاً متعلق باللقاحات التي وحدها تعتبر طوق نجاة البشرية من هذه الأزمة، والدول التي لم يحالفها الحظ إلى حد الآن في تطعيم سكانها، ستكون مصدر قلق مستقبلاً لعودة تفشي الفيروس، وهو ما أدركته مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، لتقر بناء عليه منح مليار جرعة لقاح خلال العام المقبل للدول الأكثر تضرراً من الفيروس.
في الإمارات، اللقاحات متوفرة، والحملة الوطنية للتطعيم ضد كورونا، تواصل عملها، وسط إقبال يتفاوت بين يوم وآخر، إلا أنه يعتبر مقبولاً بالنظر إلى تطعيم ما يزيد على نسبة 87.17% من إجمالي الفئة المؤهلة لتلقي اللقاح، فضلاً عن تطعيم 97.52% من فئة كبار السن البالغة أعمارهم 60 سنة فما فوق.
الجهات الصحية في الدولة تواصل جهودها لرفع مناعة المجتمع ضد الفيروس، عبر تطعيم أكبر نسبة ممكنة من المؤهلين لأخذ اللقاح، ما يستوجب المبادرة واغتنام الفرصة التي يحسدنا عليها الكثيرون الذين يأملون أن تصل اللقاحات إلى دولهم للمسارعة بأخذها.
اللقاح، وإن كان يعتبر عاملاً حاسماً في معركة القضاء على الفيروس، إلا أن حقيقة الأمر تستوجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتجنب التجمعات إلى حين تكوين المجتمع مناعة جماعية، وهو ما بتنا قاب قوسين أو أدنى منه، بدليل اعتماد لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة كورونا في إمارة أبوظبي نظام التعلُّم «حضورياً» العام الدراسي المقبل 2021-2022، بعد تطعيم أكثر من 80% من طاقمي التدريس والعمل.
التدابير الاجتماعية وتدابير الصحة العامة تظل عنصراً ناجعاً للغاية في مواجهة كل متغيرات الفيروس، وقد مضى الكثير من معركتنا معه ولم يبقَ إلا القليل حتى ننزع الكمامات عن وجوهنا إيذاناً بتكوين المجتمع مناعة جماعية، وهو ما يستوجب على المترددين في أخذ اللقاح المسارعة إلى تلقيه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"