عادي

جراحة التجميل.. محاذير في زمن «كورونا»

22:16 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

في خضم الانشغال بحملات نشر لقاح كوفيد-19 على أوسع نطاق، تشيع بعض الأسئلة والمخاوف المتعلقة بمدى تأثيره في حالات مرضية أو علاجية معينة، وقد وصلت المخاوف إلى مجال جراحة وإجراءات التجميل.

لأن صحة الإنسان لا تتجزأ عن بعضها، فإن إسقاط الضوء على جميع التأثيرات الصحية للقاح، بما فيها الجراحة التجميلية الاختيارية، أمر مهم بدرجة كبيرة ولا يمكن اعتباره نوعاً من المشاكل السطحية.

بيانات محدودة

أشارت بيانات أصدرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى وجود صلة محتملة بين لقاح كوفيد-19 وتورم الوجه بسبب الفيلر؛ حيث أصيب شخصان بتورم بالمنطقة المعالجة بعد تلقي جرعتهما الثانية من لقاح موديرنا أثناء التجارب السريرية. يُشار هنا إلى أن أولئك المرضى تلقوا اللقاح بعد الفيلر وهو ليس مثل البوتكس.

البوتكس

يعتبر البوتكس من أكثر إجراءات التجميل انتشاراً وسط مختلف الفئات العمرية؛ لا سيما بين النساء. إذا كنت شخصاً يخضع لذلك الإجراء بانتظام -سواء لإخفاء التجاعيد أو معالجة مشكلة صحية مزمنة مثل الصداع النصفي أو ألم المفصل الفكي الصدغي - فقد تتساءل عما إذا كان من الآمن القيام بذلك قبيل أو بعد لقاح كوفيد-19.

في الوقت الحالي لا توجد تحذيرات مباشرة من البوتكس عقب تلقي اللقاح ولكن بعد أن أشار تقرير إلى أن بعض الأشخاص الذين تلقوا الفيلر عانوا تورماً في الوجه بعد لقاح موديرنا، فمن الطبيعي أن يجري تساؤل عن مدى احتمالية حدوث شيء مشابه في حالة تلقي البوتكس.

مصدر الخطر

وفقاً لمكتبة الطب الوطنية الأمريكية فإن البوتكس دواء مصنّع من مادة سامة تنتجها بكتيريا يطلق عليها «المطثية الوشيقية»، والاسم العلمي لها كلوستريديوم البوتولينوم؛ وهو ذات السم الذي يسبب نوعاً مهدداً للحياة من التسمم الغذائي؛ ولكن البوتكس لا يسبب ذلك التسمم.

فرق واضح

يستخدم الأطباء البوتكس بجرعات صغيرة لعلاج مجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك التخفيف المؤقت للتجاعيد، والتعرق الشديد تحت الإبط، والصداع النصفي المزمن، وحتى فرط نشاط المثانة. تضعف حقن البوتكس العضلات أو تشلها ويمكن أن تسد بعض الأعصاب، مع آثار ربما تستمر من 3 إلى 12 شهراً

مواد الفيلر القابلة للحقن، مثل حمض الهيالورونيك، هي مواد مصممة بحيث تحقن تحت الجلد، وهي تعمل على ملء وشد وتنعيم البشرة لاستعادة الشكل الشبابي لها. بالرغم من أنها مواد آمنة وفعالة إلا أنها تعتبر شيئاً غريباً على الجسم؛ وتسببها في التورم لدى بعض من تلقوا اللقاح ربما يكون ناجماً عن الاستجابة المناعية التي يحفزها اللقاح بالجسم والتي تتفاعل معها.

لم يتم الإبلاغ عن تورم الوجه عقب البوتكس كما حدث في حالة تلقي الفيلر؛ حيث لم تكن هناك حالات لمرضى خضعوا من قبل لإجراء البوتكس وكان لديهم رد فعل سلبي عقب اللقاح.

جدل العلاج

يتفق الخبراء على أن مواد الفيلر القديمة والحشوات التي يتم وضعها بشكل سيئ تميل إلى أن تكون أكثر تفاعلاً مع المواد الهلامية المحقونة حديثاً والتي يتم إعطاؤها عبر التقنية المناسبة. يعتقدون بأن تشكل رد الفعل هذا في الجسم يستغرق وقتاً ويتأثر بعملية الاستقلاب الغذائي لمواد الفيلر السابقة في الجسم.

يتم علاج ظهور الأعراض غير المألوفة عقب الفيلر بمضادات الهستامين والاسترويدات التي تؤخذ عن طريق الفم لتخفيف الالتهاب؛ والتي تعتبر العلاجات الأولية.

كان هناك بعض الجدل حول ما إذا كان إعطاء الاسترويدات بصورة ممنهجة عقب اللقاح يمكن أن يقلل من فعالية اللقاح أم لا. لا توجد بيانات كافية للإجابة بشكل قاطع على هذا السؤال ولكن يُعتقد بأن الكمية التي يتم استخدامها في هذه المواقف ليست جرعات عالية أو طويلة الأمد بما يكفي لتغيير استجابة اللقاح.

تدابير احترازية

اللقاح يزيد من سرعة الجهاز المناعي والاستجابة الالتهابية، ويجعل الجسم في حالة من اليقظة المفرطة، ولأن الفيلر مادة غريبة فهو يتعامل معها على هذا الأساس فتحدث الاستجابة الالتهابية؛ ويقول المتخصصون إن هذا حدث مع لقاحات الإنفلونزا وعدد من اللقاحات الأخرى التي تم طرحها في الماضي. تأتي البيانات الأكثر شيوعاً حول هذه الأنواع من تفاعلات الفيلر من دراستين: واحدة نُشرت في 2015 والأخرى 2020، وبحثتا في الأضرار اللاحقة المرتبطة بهلام حمض الهيالورونيك. تبين في كلتيهما أن ردود الفعل حدثت بعد حوالي 4 أشهر من لقاح الإنفلونزا أو علاج الأسنان - بمعدلات أقل من 1% لكل مريض. من بين أولئك الذين أبلغوا عن هذا التأثير الجانبي تم الإبلاغ عن المحفزات المناعية قبل التورم بنسبة 34% و39%.

يتضح من ذلك أن التورم عقب الفيلر ليس خاصاً فقط بلقاح كوفيد-19، ولكن بالرغم من هذا يجب الانتباه والتريث في الإجراءات التجميلية بصورة عامة، خاصة الاختياري منها، في ظل الظروف الحالية وإعطاء الأولوية للحصول على اللقاح.

في العادة لا ينصح المتخصصون بعلاج البوتكس عندما يكون الشخص مريضاً، ولهذا السبب لا يُنصح به مباشرة بعد تلقي اللقاح؛ حيث لا يمكن التنبؤ بكيفية تفاعل الجسم مع الأخير. من الأفضل إعطاء الجسم وقتاً حتى يتعافى جهاز المناعة من آثار اللقاح ثم الحصول على البوتكس؛ أي الانتظار حوالي أسبوعين بعد الجرعة الأخيرة.

إرشادات ونصائح

أصدرت الجمعية الأسترالية لجراحي التجميل (ASAPS)، وهي أعلى هيئة لجراحي التجميل المتخصصين في الجراحة التجميلية في أستراليا ونيوزيلندا، بياناً من قبل لتقديم المشورة.

استندت النصيحة التي أصدرتها الجمعية لأعضائها إلى إرشادات أفضل الممارسات الصادرة عن الكلية الملكية للجراحين في المملكة المتحدة وعيادات مايو كلينيك بالولايات المتحدة الأمريكية، واعتمدتها على نطاق واسع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة؛ وهي تتلخص في: إجراءات التجميل الاختيارية ليست من موانع التطعيم الروتيني ضد فيروس كورونا - يوصى بفصل موعد الجراحة عن موعد التطعيم بأسبوع على الأقل؛ هذا الفاصل الزمني مفيد في تحديد ما إذا كانت الأعراض، مثل الحمى وغيرها، تعود إلى الإجراء الجراحي أو التطعيم – إذا أصبح الشخص مريضاً بشكل حاد بعد الجراحة التجميلية الاختيارية فيجب تأجيل أخذ اللقاح حتى يتعافى تماماً - إذا أصبح الشخص مريضاً بشكل حاد بعد اللقاح فيجب تأجيل الجراحة التجميلية الاختيارية حتى يتعافى المريض تماماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"