عادي

شلل العصب الوجهي..الالتهابات الفيروسية بؤرة الإصابة

22:23 مساء
قراءة 5 دقائق
Video Url

تحقيق- راندا جرجس
ينشأ العصب السابع من قاعدة الدماغ ويخرج من الجمجمة من خلال ثقب ضيق جداً يقع خلف الأذن، ويُصنف ضمن مجموعة الأعصاب القحفية الموجودة في منطقة الدماغ بجسم الإنسان، وله العديد من الوظائف أبرزها التحكم في عضلات الوجه التعبيرية وفتح وإغلاق العين والجفن والفم، وإفراز الدموع، ونقل الإحساس بالتذوق من اللسان إلى الدماغ، وربما يتعرض بعض الأشخاص من مختلف الفئات العمرية للإصابة بالتهاب العصب الوجهى، ويتسبب في حالة من الشلل المؤقت في منطقة الوجه، حيث إنه يبدأ بظهور ورم على العصب ويمكن أن ينضغط في القناة الضيقة للجمجمة، وبالتالي يفقد القدرة على القيام بوظائفه، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب يتحدث عنها في السطور القادمة مجموعة من الخبراء والأخصائيين في هذا المجال الطبي.

يقول الدكتور بارفيز ليونيل استشاري جراحة التجميل والترميم إن العصب السابع أو الوجهي هو الذي يغذي العضلات المسؤولة عن التعبيرات، ويوجد في كل جانب من الوجه، وتظهر حالات الإصابة في أغلب الحالات على شكل شلل أو ضعف في ناحية واحدة فقط، وتجدر الإشارة إلى أن العصب يتفرع إلى خمسة فروع رئيسية، حيث إنه يمر بين الفصوص العميقة والسطحية للغدة النكافية، ويوفر كل فرع جزءًا مختلفًا من الوجه، وبالتالي إذا كانت الإصابة في مستوى أحدهم، فإن شلل الوجه يكون في جزء معين فقط.

أنواع مختلفة

يذكر د. بارفيز أن السبب الأكثر شيوعًا في إصابة العصب الوجهي هو «شلل بيل»، الذي يظهر عادة على شكل أعراض مفاجئة لضعف الوجه من جانب واحد، ويمكن السيطرة عليه تلقائيًا أو من خلال التدخل الطبي ووصف جرعة من الأدوية والأقراص المضادة للفيروسات، ويُعتقد أنه ناتج عن تورم العصب الوجهي لأنه يمر عبر قناة عظمية في الطريق من جذع الدماغ إلى الوجه، ويتم تصنيف الأنواع الأخرى من شلل العصب الوجهي اعتمادًا على سببها، كإصابات ما بعد الجراحة، أو العلاج الإشعاعي، أو الأورام، أو التمزقات الخلقية، أو كسور الجمجمة أو إصابات الدماغ الرضحية.

وسائل التشخيص

يذكر د.بارفيز أن تشخيص إصابة العصب السابع يكون من خلال الكشف السريري، والاطلاع على الأعراض وسماع القصة المرضية، للكشف عن السبب المحتمل لحدوث الشلل الوجهي، فربما يكون ناتج عن سكتة دماغية وفى هذه الحالة يتم استخدام التصوير المقطعي لتأكيد أو دحض ذلك، وفي حالة الاشتباه في إصابة العصب الوجهي، يكون التشخيص عن طريق أخذ تاريخ دقيق من المريض، وفحص بالرنين المغناطيسي لتقييم استمرارية العصب الوجهي وتحديد وجود أي أورام تضغط عليه.

فئة مستهدفة

يشير د.بارفيز إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين تستهدفهم الإصابة بالعصب السابع أكثر من غيرهم، ومن المعروف أن شلل الوجه ينتشر بشكل أكبر عند السيدات أثناء فترة الحمل ومرضى السكر، ومن لديهم تاريخ عائلي إيجابي بالمرض، والذين يعانون من أورام الغدة النكافية، وتكون إصابة العصب الوجهي أكثر شيوعاً في أولئك الذين يخضعون لعملية جراحية لإزالة الأورام من أي مكان على طول مسار العصب الوجهي.

وظائف متعددة

تذكر الدكتورة أسماء البلاط أخصائي طب الأعصاب أن العصب السابع يمتد من المخ إلى أسفل الأذن مباشرة، ويطلق عليه «العصب الوجهي»، ويقوم بالعديد من الوظائف الحركية والحسية في جسم الإنسان، ومنها على سبيل المثال: التحكم في عضلات الوجه وإغلاق العينين والفم، وإفراز الدموع في الغدد الدمعية، ويؤدي حدوث التهاب بالعصب السابع إلى ضعف أو شلل نصف الوجه وعدم القدرة على التحكم في العضلات التعبيرية.

أسباب الإصابة

تبين د.أسماء أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب العصب السابع، وتتضمن الآتي:

* التعرض للعدوى الفيروسية المختلفة مثل فيروس هيربس، الجدري المائي، الحصبة الألمانية وغيرها من الأنواع الأخري.

* الإصابة ببعض الأمراض كداء السكري، والجلطات الدماغية، وضعف الجهاز المناعي، ومشكلات الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي ونزلات البرد والإنفلونزا.

* التعرض إلى الحوادث واصطدام الوجه.

أعراض وعلامات

تلفت د.أسماء إلي أن أعراض التهاب العصب السابع تظهر بشكل فجائي، وعادة ما تصيب جهة واحدة من الوجه، وتختلف من شخص لآخر، وتتراوح بين ضعف بسيط في العضلات التعبيرية، أو شلل كامل، ما يؤدي إلى تغير في شكل الوجه بوضوح، وتتمثل الأعراض في الآتي:-

* ارتخاء عضلات الوجه وصعوبة في إظهار التعابير كالابتسام أو الضحك، وفقدان القدرة على إغلاق العين إما جزئياً أو كلياً، وربما التعرض للجفاف في العين بسبب ضعف حركة الجفن، ما يعرضها للحساسية نتيجة عوامل الجو المحيط بها.

* إيجاد صعوبة في المضغ بشكل طبيعي، والشعور بألم حول الفك أو خلف الأذن في الجانب المتضرر، واضطراب حاسة التذوق.

* زيادة الحساسية من الأصوات، والمعاناة المستمرة من الصداع.

خيارات العلاج

تؤكد د.أسماء أن التهاب العصب السابع يعد من المشكلات المرضية التي تحتاج لمراجعة الطبيب المختص وعمل الفحوص اللازمة، للكشف عن سبب الإصابة، وفي بعض الحالات تتحسن أعراض شلل الوجه من تلقاء نفسها، ولكنها تستغرق وقتاً طويلاً يتراوح من عدة أسابيع إلى شهور، حتى يستطيع المريض استرجاع حركة العضلات ووظائفها وقوتها الطبيعية، وربما تحتاج الحالة إلى وصف بعض أنواع الأدوية التي تسرع من الشفاء، كالعلاج بالمضادات الفيروسية والكورتيزون وبعض أنواع القطرات لحماية للعين. وتضيف: تشير الأبحاث الطبية إلى أن الكورتيزون هو العامل الفعال الذي يساعد على تقليل الالتهاب، ومن الأفضل للمصاب أن يستخدمه بمجرد ظهور الأعراض، كما يعتبر العلاج الطبيعي أو الفيزيائي أحد الأساليب العلاجية المهمة، والتي تساعد على تنشيط العصب وتحفيز عضلات الوجه لاستعادة حركتها.

معدل الشفاء

يشير الدكتور أيمن اللبان أخصائي أمراض الأعصاب أن الإصابة بشلل الوجه يمكن أن تستهدف جميع الأعمار، ولكنها تظهر بشكل شائع بين كبار السن، وهى تصيب العصب السابع وتفقده القدرة على القيام بوظائفه، وعلى الرغم من أن هذه الحالة لا تُعرض المريض لمضاعفات خطيرة، إلا أن العلاج في البداية خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض يزيد من معدل نجاح الاستجابة للشفاء، ويعتبر الكورتيكوستيرويدات من الأدوية الأكثر استخداماً، حيث إنه يساهم في تقليل الالتهاب في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن التهاب العصب لا يترك آثاراً على الوجه بعد تماثل الشفاء.

الغدة النكافية

توجد الغدة النكافية في الوجه إلى الأسفل والأمام من الأذن، بحيث تغطي فرع الفك السفلي، وتُصنف بأنها أكبر الغدد اللعابية، وهى تقوم بإنتاج اللعاب في جوف الفم لتسهيل عمليتي المضغ والبلع، ويعتبر العصب السابع أحد الأعصاب الموجودة في المخ، وهو يمر بين الفصوص العميقة والسطحية للغدة النكافية، وينقسم في داخلها إلى 5 أفرع لتغذية الجبهة، وعضلات غلق العين والفم، والخد والرقبة، ولذلك فإن تعرض النكافية لأي مشكلة مرضية يؤثر سلباً في وظائف العصب الوجهي، وخاصة في حال وجود أورام حميدة أو خبيثة وتحتاج إلى استئصال، وفى هذه الحالة يقوم الطبيب المختص بإزالة كاملة للغدتين النكفيتين والحفاظ على العصب السابع الأيمن والأيسر بكامل أفرعه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"