عادي
2.5 مليار دولار حجم السوق محلياً

قطاع الطباعة يبحث عن آليات جديدة للنمو بعد كوفيد-19

00:20 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
تحقيق: حمدي سعد

يبحث قطاع الطباعة التقليدي عن طوق نجاة، بعدما سرع «كوفيد-19»في تبني العديد من القطاعات الحكومية والخاصة وبقوة الحلول الرقمية للتواؤم مع إجراءات التباعد والعمل والتعلم عن بعد، والتي جاءت بالتوازي مع ما يشهده القطاع منذ سنوات من إجراءات للحد من طباعة الأوراق والأحبار مراعاة للاستدامة.

ويستهدف قطاع الطباعة التقليدية تلبية احتياجات قطاعات تحقق معدلات نمو أفضل حالياً وأبرزها: قطاع التجارة الإلكترونية والتغليف والتعليب، وقطاع المأكولات والتجزئة والتسوق، بالإضافة إلى القطاع الطبي والإعلانات الخارجية وطباعة الكتب.

قال مسؤولو شركات طباعة ل «الخليج» إنه ورغم جائحة «كوفيد-19» التي سرعت من استخدام الإنترنت في تبادل الملفات والدعاية واستخدام الأجهزة الذكية والكتب الإلكترونية وغيرها من الوسائل، إلى أن قطاع الطباعة التقليدي لا يزال أمامه فرص للنمو إذا ما واكب التحول التقني، وزيادة الطلب على التسوق الإلكتروني، فضلاً عن مراعاة المعايير البيئية.

يقول أيمن علي- مدير التسويق الإقليمي الأول «كانون» الشرق الأوسط حول توجهات وحجم قطاع الطباعة في الإمارات- تشير تقديرات دراسة «سميتزر بيرا» عن مستقبل الطباعة إلى أن حجم قطاع الطباعة في دولة الإمارات يصل إلى نحو 2,5 مليار دولار بحصة بنحو 17% من إجمالي حجم قطاع الطباعة في دول الخليج وبلاد الشام وإيران والعراق.

وأضاف علي، أظهرت دراسة أجرتها «كانون الشرق الأوسط لسوق الطباعة 2020»، أن فرص الأعمال ستتوافر بصورة رئيسية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية باعتبارهما أكبر أسواق النمو، تزامناً مع مضي المنطقة قدماً في مرحلة التعافي من جائحة «كوفيد-19».

وعن أبرز العوامل الداعمة لنمو قطاع الطباعة في الإمارات قال علي: أعتقد أن الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات في مواجهة فيروس «كوفيد-19» أدت إلى سرعة احتواء الموقف والإسراع بالعودة إلى الحياة الطبيعية، ما سيؤدي إلى تعافي قطاع التجزئة والسياحة وعودة الطلاب إلى الفصول الدراسية، ما سيقود إلى تعافي قطاع الطباعة تلقائياً.

وتابع علي: مما لا شك فيه أن قطاع الطباعة يشهد تغيرات محورية، وذلك تزامناً مع جائحة «كوفيد- 19» التي ساهمت في تعزيز حاجة مزودي خدمات الطباعة إلى إحداث تحول ملموس في أهدافهم المستقبلية ونماذجهم التشغيلية، والبحث عن سبل جديدة لتنويع خدماتهم ومنتجاتهم وفي ظل هذه المعطيات، نرى فرصاً مؤاتية للشركات التي تمتلك نماذج أعمال ترتكز إلى الخدمات المتصلة رقمياً، لتزويد عملائها بخدمات أفضل.

وبالإشارة إلى أبرز التحديات التي يواجها القطاع حالياً والآليات التي ينبغي العمل بها للتغلب على هذه التحديات قال علي: من أبرز التحديات التي يواجها قطاع الطباعة هي غير سياسة وأولويات طالب خدمة الطباعة، لتقليل التكاليف وزيادة الطلب على الكميات المحدودة وطباعة البيانات المتغيرة، الأمر الذي يتطلب من مقدمي خدمة الطباعة فهم ومعرفة متطلبات وأولويات عملائهم، والتركيز أكثر على الطباعة الرقمية وميكنة الطباعة وتفعيل الطباعة عبر الإنترنت.

ورداً على أبرز القطاعات التي ستواصل الطلب على خدمات الطباعة في الإمارات أشار علي، إلى أن قطاع التجزئة من أكثر القطاعات طلباً للطباعة، نظراً لزيادة الطلب على التسوق عن طريق الإنترنت وزيادة خدمة التوصيل المنزلي، بالإضافة إلى الملصقات والإعلانات المتعلقة بقواعد التباعد الاجتماعي.

ومؤخراً، شهدت قطاعات التعبئة والتغليف ارتفاعاً في الطلب نتيجة النمو المتزايد في أنشطة التجارة الإلكترونية، وفي المقابل، تعد طباعة الرسومات بالتنسيقات العريضة والطباعة التجارية وكذلك الطباعة الرقمية على الورق من المجالات الأخرى التي قد تشهد تعافياً سريعاً في مرحلة ما بعد «كوفيد-19».

وقال علي: سيؤثر التحول الرقمي إلى حد ما في الطباعة المكتبية، ولكن الطباعة التجارية وخصوصاً الرقمية منها سوف تحقق النمو، نظراً لأنها مرتبطة بالسياسات التسويقية للشركات والتي سوف تتضمن طباعة موجهة ضمن المنظومة التسويقية للشركات.

وتشير دراسة كانون إلى اعتقاد غالبية المستطلعين بأن الطباعة ستبقى بمثابة وسيلة رئيسية للإعلانات المهمة للشركات والمنتجات، ومع ذلك، أعرب 64% من مزودي خدمات الطباعة عزمهم تنويع أعمالهم في مجالات جديدة للطباعة والتغليف.

وستظل طباعة المواد الدعائية وخصوصاً ما يستخدم في التواصل مع العملاء من أهم طرق التواصل للشركات، وخصوصاً إذا كانت موجهة ومشخصة حيث إن المطبوعات الدعائية المشخصة تجد اهتماماً واستجابة أكثر من العملاء، مقارنة بالتواصل الرقمي وفي ظل نمو سوق الإعلان سيتواصل الطلب على طباعة اللوحات الإعلانية المختلفة، لاسيما أنها تواصل لعب دور حاسم في جذب العملاء أثناء التنقل.

وقال أيمن علي: من الدروس المستفادة من الفترة السابقة أن شركات الطباعة يجب أن تتحرك بصورة أكثر نحو فهم أولويات عملائها، وأن تقوم بدور الاستشاري لفهم كيفية تلبية متطلبات العملاء على خدمات مختلفة مثل التصميم والتوصيل وما إلى ذلك، وسيسهم التنويع أيضاً في توليد مصادر جديدة متنوعة للإيرادات.

الطباعة عن بعد

وأكد حسام الصغير، مدير المبيعات الإقليمي بشركة «إبسون» في الإمارات ومنطقة الخليج، أن القطاعات كافة أصبحت بحاجة كبيرة لمجموعة حلول تواكب الوضع الجديد لممارسة الأعمال والتعلم عن بعد وإزاء الحرص الذي بات سائداً حالياً في أوساط جهات العمل على الالتزام بالإجراءات الصحية الاحترازية التي تتضمّن تجنّب لمس الأجهزة العامة والطابعات بالأيدي، فقد وجدنا أن العديد من الشركات والمؤسسات العاملة في دولة الإمارات باتت مستعدّة لإدخال تقنيات عدم التلامس، التي تتيح للموظفين تمرير البطاقات على الطابعات بدلاً من لمسها بأيديهم لتنفيذ عمليات الطباعة.

وأضاف الزغير، تتيح الشركة خدمة للموظفين، تمكنهم من تنفيذ الطباعة عن طريق تمرير بطاقاتهم الشخصية على أجهزة قراءة البطاقات من دون لمس أية أزرار على الطابعة، كما توفر خدمات الطباعة المحمولة والسحابية التي تمكّنهم من إجراء عمليات الطباعة والمسح الضوئي لاسلكياً باستخدام هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية وبالمثل، تمكّن تقنيات إدارة الطابعات وأجهزتها المتصلة بالشبكات وصيانتها، مع منحها القدرة على إدارة التنبيهات وإعداد تقارير إصلاح الأعطال بالاستناد إلى السحابة، هذا بجانب تنفيذ عمليات إصلاح الأعطال عن بُعد لتقليل الحاجة إلى زيارة مقارّ العمل.

انتشار واسع

من جانبه قال ماثيو توماس نائب الرئيس والمدير العام لشركة اتش بي إنك الشرق الأوسط وشرق إفريقيا وتركيا: مع قيام الشركات بتطوير استراتيجيات جديدة، ليس من أجل معالجة آثار أزمة «كوفيد-19» الحالية أو الأوبئة المستقبلية فحسب، ولكن أيضاً من أجل الحماية من التقلبات التجارية والاقتصادية، يمكن لحلول الطباعة ثلاثية الأبعاد المتقدمة مساعدتها على تسريع هذا التحول وسيسهم التصنيع الموزّع في تعزيز الإنتاج المحلي، بمعنى توفير أي شكل من أشكال الاحتياجات في أي وقت، وبالكميات المطلوبة، ما يمنح الشركات المزيد من المرونة وتشهد تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في الوقت الحالي انتشاراً واسع النطاق على امتداد الصناعات التي تستشرف المستقبل، وستكون جزءاً أصيلاً في حياة المستهلك.

متطلبات الشركات

قال تيري أنتينورا، نائب الرئيس والمدير العام للشركة لقسم حلول بيئات العمل في شركة زيروكس: «تتطلع الشركات الصغيرة والمستخدمين في المنازل إلى حلول طباعة تمتاز بسهولة الاستخدام والوظيفية والإنتاجية، تماماً كتلك التي تحتاج إليها مكاتب الشركات الكبيرة وتوفر الطابعات الحديثة حالياً اتصالاً لاسلكياً عالي السرعة وتتيح للمستخدم إمكانية الطباعة من أي مكان وفي أي زمان وعبر الأجهزة الذكية وبسعر مناسب».

بيع 180 ألف طابعة بنظام خزان الحبر في 2020

قال حسام الصغيّر، مدير المبيعات الإقليمي في شركة إبسون في الإمارات ودول الخليج العربي: شهد سوق الطابعات في الإمارات تنافساً محموماً بين كبرى الشركات في هذا القطاع، كما أصبحت أسعار الطابعات تنافسية أكثر من أي وقت مضى.

وقد شهدت الإمارات تحسناً في عدد المناقصات المقدّمة حول الطابعات خلال الربع الرابع من عام 2020، وفقاً لمؤسسة آي دي سي للأبحاث. كما شهد قطاع الطابعات المنزلية انتعاشاً واضحاً خلال عام 2020؛ وذلك بسبب سياسة العمل من المنزل التي اتبعتها الكثير من الشركات مع تفشي فيروس كورونا المستجدّ، وازدياد الحاجة إلى طباعة المستندات لأغراض العمل أو الدراسة عن بُعد.

وأضاف الصغير، خلال الأعوام الخمسة الماضية، حققت الطابعات التي تعمل بنظام خزان الحبر (Ink Tank) في الإمارات نمواً مطرداً؛ حيث ازداد عدد الوحدات التي تم بيعها من 50 ألفاً تقريباً خلال عام 2015 إلى 180 ألفاً تقريباً خلال عام 2020؛ وذلك وفقاً لتقرير IDC ربع السنوي حول الأجهزة الطرفية والصادر خلال الربع الأول من عام 2021.

وأشار الصغير إلى أن «إبسون» احتلت الصدارة بين الشركات المورّدة للطابعات بنظام خزان الحبر في الإمارات؛ حيث بلغت حصتها السوقية 55% في السوق المحليّة، وفقاً لتقرير مؤسسة آي دي سي العالمية (IDC).

أما على صعيد المنطقة، فقد ازداد الاعتماد على الطابعات العاملة بنظام خزان الحبر من 25% خلال عام 2019 إلى 31% خلال عام 2020 وفقاً للتقرير ذاته. وتعد «إبسون» الشركة الأبرز في مجال الطابعات العاملة بنظام خزان الحبر (Ink Tank)، وقد لعبت دوراً كبيراً في رسم ملامح قطاع الطباعة في المنطقة؛ حيث تعتمد طابعات إبسون النافثة للحبر على تقنية للطباعة الخالية من الحرارة (Heat-Free)، مما يجعل هذه الطابعات أسرع 

ب50% تقريباً من الطابعات الليزرية، كما أنها أقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية بنسبة 83% من الطابعات الليزرية.

وقد شهدت المؤسسات في المنطقة اهتماماً متزايداً بموضوع الاستدامة في الآونة الأخيرة، وشمل ذلك الاهتمام قطاع الطباعة أيضاً، وهو ما عزز الاهتمام بطابعات إبسون التي تتميز بالتوفير في التكاليف والفاعلية الكبيرة، لاسيما وأن طابعات «إبسون EcoTank» المزودة بعبوات حبر تكفي لطباعة ما يصل إلى 14 ألف صفحة، أي أن المستخدم لن يحتاج إلى تغيير عبوات الحبر لمدة 3 سنوات، كما أن كلفة طباعة الصفحة الملونة مع هذه الطابعات تبلغ فلسين فقط للصفحة الواحدة، مما يحقق توفيراً في التكاليف، يبلغ 4600 درهم على مدى 3 سنوات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"