عادي

كبير الاقتصاديين في «أي إم دي»: الكفاءة في مواجهة الجائحة تعزز تنافسية الإمارات

20:17 مساء
قراءة 5 دقائق
الشارقة - عبير أبو شمالة

قال كريستوس كابوليس، كبير الاقتصاديين ورئيس العمليات بمركز التنافسية العالمية التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية «أي إم دي»، إن استجابة الإمارات للجائحة كانت فعالة جداً في كل من المنحى الصحي والاقتصادي، ما مكن الدولة من مزاولة النشاط الاقتصاد على نطاق واسع وفي فترة زمنية قياسية.
وأكد في حوار مع «الخليج» بمناسبة صدور التقرير العالمي للتنافسية من معهد التنمية الإدارية بسويسرا، أن نسب التطعيم في الإمارات والتي هي من الأعلى في العالم، ساهمت وتستمر في المساهمة في فتح الاقتصاد بشكل كبير، واستقبال الإمارات للسياح في هذه الفترة. وفي ما يلي نص الحوار:

كريستوس كابوليس
  • تعتبر الجائحة التي يعيشها العالم من أحلك وأصعب الأوقات في العصر الحديث، كيف ترى استجابة الإمارات للجائحة، على الصعيد الصحي والاقتصادي؟

- تخلص نسخة هذا العام من الكتاب السنوي للتنافسية العالمية إلى أن الجائحة لا تزال أحد أهم التحديات التي تواجهها الاقتصادات حول العالم. وأن طول مدة تفشي الجائحة هو العامل الوحيد الأكثر تأثيراً على الأعمال التجارية في العام المقبل. ولا بد من الإشارة بأن ردّ فعل الدول فيما يخص بقاء الأعمال مفتوحة خلال فترة الجائحة كان له أثر أكبر على أدائها، مقارنةً بردة فعلها على الجائحة من الناحية الصحية.

وفي هذا الجانب نرى أن استجابة دولة الإمارات للجائحة كانت فعّالة جداً في كلّ من المنحى الصحي والمنحى الاقتصادي. حيث نرى بأن فترة الإغلاق، والتي كانت سابقة لكثير من الدول، وقصيرة ولكن فعّالة في الوقت ذاته ساهمت بشكل كبير في منع تفشي الجائحة في الفترة الأولية، وكانت سبباً رئيسياً في تمكن الإمارات من مزاولة النشاط الاقتصادي على نطاق واسع خلال فترة زمنية قياسية. هذا، كما نرى بأن نسب التطعيم في الإمارات والتي هي من الأعلى في العالم، ساهمت وتستمر في المساهمة في فتح الاقتصاد بشكل كبير، واستقبال الإمارات للسياح في هذه الفترة.

  • برأيك ما الذي ساعد الإمارات على تخطي تداعيات الجائحة، والمحافظة على الزخم في أدائها في تصنيفات هذا العام؟

- تمكنت الإمارات على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة من المحافظة على مركزها المتقدم لتحلّ تاسعة، وضمن العشر الأوائل عالمياً متقدمة على الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الاقتصادات الأكثر تنافسية في العالم.

فيما يخص الأزمة الصحية فيتوضح بأن الإمارات، كونها من الاقتصادات المتقدمة، تمكنت من إدارة الجائحة وتوابعها بشكل أفضل بكثير من غيرها من الدول، وذلك يشمل كلاًّ من رعاية المرضى وتطعيم المواطنين/ طرح اللقاحات.

هذا ونجد بأن عامل الكفاءة الحكومية الذي حلّت فيه الإمارات العربية المتحدة ثالثة عالمياً وعامل الإطار المجتمعي والذي حلّت فيه الإمارات خامسة عالمياً كانا ذوَي أداء جيد بشكل خاص. ويدرس مؤشر الإطار المجتمعي جوانب خارج الشبكة الاجتماعية، ويقيس مدى جودة عمل الحكومة والمواطنين في الوقت ذاته. كما ويقيس الخصائص طويلة الأمد مثل المساواة بين الجنسين وما إلى ذلك، ويعتبر أداء الإمارات متقدماً في كلّ من هذين المؤشرين الأمر الذي يعكس فعالية سياسات الحكومة لاحتواء الجائحة.

هذا ولا بد من الإشارة إلى أنه يتوضح من نتائج هذا العام بأن الحكومات ذات الموارد المالية السليمة والمستدامة تتمتع بالمزيد من الخيارات عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأزمات غير المتوقعة. وكون الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الثالثة في كل من المالية العامة والسياسة الضريبية، نجد بأن الأمر ساعدها بشكل كبير في تفادي تداعيات الجائحة وتوابعها.

  • كيف لنا أن نقيّم الأداء الإماراتي في تصنيفات هذا العام؟

- على الرغم من الانكماش العالمي والتقلبات المتعددة في ترتيب الدول في تصنيفات هذا العام، فإننا نرى بأن دولة الإمارات تمكنت من الحفاظ على مكانتها الرائدة بين الاقتصادات العشر الأكثر تنافسية حول العالم. الأمر الذي يعتبر تفوقاً كبيراً، خصوصاً أننا رأينا تقلبات بالجملة في تصنيفات 2021 خصوصاً في ترتيب الدول الأكثر تنافسية، فسنغافورة مثلاً والتي تعوّدت بأن تحلّ أولى عالمياً لعدد من السنوات تراجعت إلى المركز الخامس! وإن محافظة الإمارات على مركزها المتقدم ليس دلالة على حسن وفاعلية الإمارات في مواجهة الجائحة فحسب، وإنما أيضاً على تنوع واستدامة أسس اقتصادها على مدى السنوات. وقد تم تعزيز هذا التنويع من خلال الحوكمة السليمة والمستقرة، والتي وضعت نصب أعينها أهدافاً اقتصادية ومجتمعية واضحة وطويلة الأمد، وتشريعات صديقة للأعمال، الأمر الذي ساهم في محافظة الاقتصاد الإماراتي على تنافسيته واستقراره، خصوصاً أننا رأينا زعزعة وتقلباً كبيراً في أسعار النفط والتجارة العالمية خلال العام المنصرم.

ومن نقاط القوة في الأداء الإماراتي: الكفاءة الحكومية، والمالية العامة، والسياسة الضريبية، وتشريعات الأعمال، وهي جميعاً مؤشرات حلّت فيها الإمارات ضمن ترتيب الخمس الأوائل عالمياً.

  • بشكل عام، ما هي السمة الأساسية لوصف القدرة التنافسية هذا العام؟

- سيطرت هذا العام جائحة «كوفيد-19» على العالم بشكل عام، الأمر الذي كان له تداعيات صحية واقتصادية متعددة على أداء الدول. ويتوضح من تصنيفات هذا العام العديد من الاتجاهات المتداخلة، وبشكل عام، فإن الاقتصادات ذات الأداء الجيد في تصنيفات هذا العام كانت تلك التي أبلت بلاءً حسناً في كل من: الاتجاهات طويلة الأجل في كلّ من الابتكار والرقمنة، ورفاهية المواطنين، والتماسك الاجتماعي.

  • ما هي الدروس التي تتوضح من الجائحة فيما يتعلق بالتنافسية؟

- لعلّ أهم ما يتوضح هو أن الحكومات ذات الموارد المالية السليمة والمستدامة تتمتع بالمزيد من الخيارات عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأزمات غير المتوقعة. ولا بد من الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الثالثة في كل من المالية العامة والسياسة الضريبية، الأمر الذي ساعدها بشكل كبير في تفادي تداعيات الجائحة وتوابعها.

  • لقد أجبر الوباء البلدان على تغيير أولوياتها، كالتركيز أكثر على الرعاية الصحية وما إلى ذلك، هل تعتقد بأن الأمر يتوضح في التصنيفات؟

- فيما يخص الأزمة الصحية فيتوضح من التصنيفات أن الاقتصادات المتقدمة تمكنت من إدارة الجائحة وتوابعها بشكل أفضل، وذلك يشمل كلاًّ من رعاية المرضى وتطعيم السكان / طرح اللقاحات. إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن الجائحة التي عشناها، ولا نزال نعيشها، ليست مجرد أزمة صحية، فقد طالت العديد من جوانب الاقتصاد، وعليه نجد أن الاقتصادات التي توفر شبكة اجتماعية قوية، تشمل إعانات البطالة مثلاً، انتعشت بشكل أسرع.
نجد أن بعض الاقتصادات العالمية تطبق هذا المبدأ منذ سنوات عديدة، في حين تقدم بعض الاقتصادات الأخرى هذه الإعانات منذ فترة قصيرة فقط. ونلاحظ أن هذه الاقتصادات تقوم بتمويل هذه المساعدات من خلال الضرائب أو الديون الحكومية أو الاحتياطيات العامة.
يتوضح هذا الجانب من خلال عامل الكفاءة الحكومية الذي حلّت فيه الإمارات العربية المتحدة ثالثة عالمياً. ونلاحظ أن المجتمعات ذات الإطار المجتمعي القوي والذي حلّت فيه الإمارات خامسة عالمياً كانت ذات أداء جيد بشكل خاص. ويدرس هذا المؤشر جوانب خارج الشبكة الاجتماعية ويقيس مدى جودة عمل الحكومة والمواطنين في الوقت ذاته. كما يقيس الخصائص طويلة الأمد، مثل المساواة بين الجنسين، فضلاً عن المواقف غير الملموسة التي توضحت من خلال استطلاع الرأي التنفيذي الذي أُجري في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار 2021. وتتصدر اقتصادات دول الشمال/ الدول الاسكندنافية هذا العامل الفرعي الذي يعكس فاعلية سياسات الحكومة لاحتواء الجائحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"