على الرغم من عقود من البحث فإن السرطان يعد لغزاً، والفرضية التقليدية لحدوثه أنه مدفوع بطفرات عشوائية تنتج خلايا غير طبيعية تنفجر في الجسم. في ورقة بحثية جديدة نُشرت حديثاً في مجلة «مقالات بيولوجية»، تحدى باحثون من أريزونا وأستراليا تلك الفرضية من خلال اقتراح أن السرطان هو نوع من الارتداد الجيني الذي يعود- عبر سلسلة من الانتكاسات- إلى شكل الحياة الأول.
على عكس الفرضية التقليدية؛ فإن المقدرات التي تتسم بها الخلايا السرطانية لا تتولد بشكل أساسي عن طريق الطفرات كما كان يُعتقد ولكنها موجودة مسبقاً وخفية في الخلايا الطبيعية.
يتم الاحتفاظ بهذه الوظائف عن طريق التطور لأغراض محددة مثل نمو الجنين والتئام الجروح، وعادة ما يتم إيقافها في الكائنات البالغة المعقدة؛ ولكن يمكن إعادة تشغيلها إذا كان هناك شيء ما يضر بالضوابط التنظيمية للكائن الحي.
يقول الباحثون: إن خطوات الإحياء تلك، أو الانعكاسات الارتدادية، هي المسؤولة في الأغلب عن مقدرة الخلايا السرطانية على البقاء والتكاثر ومقاومة العلاج والانتشار.
لقد تغيرت أبحاث السرطان في السنوات الأخيرة من خلال مقارنة التسلسلات الجينية عبر آلاف الأنواع لتحديد أعمار الجينات. مثلما يفعل الجيولوجيون (علماء طبقات الأرض) لتحديد تاريخ طبقات الصخور.
