عادي

أمريكا تحيي ذكرى «انتهاء العبودية» بمسيرات وخطب

12:32 مساء
قراءة 4 دقائق


نيويورك-أ.ف.ب

من المسيرات إلى حفلات الشواء والموسيقى والخطب، احتفلت الولايات المتحدة بالذكرى السنوية لانتهاء العبودية فيها في يوم أعلن عطلة فيدرالية مؤخراً، بعد مرور عام على موت جورج فلويد الذي أدى إلى تظاهرات ضد العنصرية داخل البلاد وخارجها. ونظمت مئات التجمعات في العديد من المناطق من نيويورك إلى لوس أنجلوس وخصوصاً في غالفستون بولاية تكساس، المركز الرمزي لهذه الذكرى بعد 156 عاماً على الحدث.

ففي 19 حزيران/يونيو 1865 في منطقة تكساس الساحلية، أعلن جيش الاتحاد الذي انتصر في الحرب الأهلية، أن العبيد الأمريكيين من أصول إفريقية باتوا أحراراً حتى إن البعض في تكساس يحاولون تجاهل ذلك.

واعتبر هذا اليوم الذي سمي «جونتينث» (اختصاراً لكلمتي يونيو - جون - و19 باللغة الإنجليزية) تاريخاً مفصلياً في حركة تحرير الأمريكيين العبيد.

وألغيت العبودية رسمياً في الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 1865 مع اعتماد التعديل الثالث عشر للدستور الأمريكي، لكن بقي يوم التاسع عشر من حزيران/يونيو التاريخ الرمزي لإنهاء العبودية.

وفي واشنطن، احتفل مئات بالرقص في الشارع السادس عشر المؤدي إلى البيت الأبيض الذي أصبح اسمه «بلاك لايف ماتر بلازا» (ساحة حياة السود مهمة) منذ الاحتجاجات الهائلة التي أثارها مقتل فلويد.

وقال المدرس من أصول إفريقية كيفن بلانكس (29 عاماً) إنه جاء ليتحدث ضد العنصرية «التي لا تزال راسخة في الحمض النووي لهذا البلد». وكان يرتدي قميصاً يحمل أسماء مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس وارييت توبمان وغيرهم من رموز النضال من أجل تحرير ذوي الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة.

أما دانيك ماكغواير (51 عاماً) فقد رأت أن قرار اعتبار 19 حزيران/يونيو يوم عطلة فيدرالياً يعني أن «بايدن اعترف بأهمية الأمريكيين السود». وأضافت أن «الكفاح ما زال طويلاً».

وجاءت الاحتفالات هذا العام بعد أيام فقط من توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن قانوناً يجعل يوم 19 حزيران/يونيو عطلة وطنية على المستوى الفيدرالي.

وهذه المناسبة الاحتفالية منذ 1866، ارتدت أهمية أكبر هذا العام لأنها أول حدث وطني يتم الاحتفال به من دون قيود صحية بعد رفع الجزء الأكبر من التدابير التي فرضت لمكافحة جائحة «كوفيد-19» في الأسابيع الأخيرة.

«استغرق وقتاً طويلاً»

وقالت شيريل غرين (68 عاماًَ) الأمريكية من أصل إفريقي التي تقيم في فلاتباش ضاحية بروكلين، «استغرق الأمر وقتاً طويلاً». وأضافت خلال مراسم إزاحة الستار عن تمثال لجورج فلويد الذي قتل على يد ضابط شرطة في مينيابوليس في أيار/مايو 2020 «أن اعتراف الناس بما حدث أمر جيد»، موضحة أن «التغييرات تجري ببطء لكننا سنحقق هدفنا بالتأكيد».

وكان مقتل فلويد أجج حركة شعبية مناهضة للعنصرية ووحشية الشرطة ضد الأمريكيين من أصل إفريقي داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وأفضت التعبئة ضد العنصرية بعد مقتل فلويد إلى نتائج عدة بينها المساهمة في التعريف بيوم «جونتينث» على نطاق واسع بعدما كان الكثير من الأمريكيين بمن فيهم المتحدرون من أصول إفريقية، لا يعرفونه قبل عامين فقط. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» ونشرت نتائجه الثلاثاء، أن 28% من الأمريكيين «لا يعرفون» شيئاً عن هذا اليوم.

وقالت فرح لويس المسؤولة في إدارة بروكلين في نيويورك خلال حضورها إزاحة الستار عن تمثال نصفي لفلويد في «حي السود»: «لم أكن أعرف شيئاً عن (جونتينث) إلى أن وصلت المرحلة الثانوية في الدراسة». وأضافت أنه يجب استخدام هذه الذكرى «لتعريف شبابنا بالمعاملة التي لقيها السود عبر التاريخ الأمريكي».

رأى شريف ستريت العضو في برلمان ولاية بنسلفانيا أن الاحتفال بهذه الذكرى يبدو «سريالياً بعض الشيء»، بينما تمرر فيه ولايات يقودها الجمهوريون قوانين تحد من خيارات التصويت «بشكل يؤثر إلى حد كبير في الملونين».

وبين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو الماضيين أصدرت 14 ولاية وخصوصاً جورجيا وفلوريدا قوانين تحد من فرص التصويت في خطوة تهدف على ما يبدو إلى تقليص تأثير الناخبين الذين ينتمون إلى أقليات على التصويت ولا سيما الأمريكيين من أصل إفريقي. وقال ستريت إنه «تذكير بأن مكاسبنا ليست دائمة».

وتجري حالياً مناقشة مسودة قانون لحماية حقوق التصويت في مجلس الشيوخ الأمريكي. ولكن مع معارضة العديد من الجمهوريين لهذا النص لا يبدو مصيره واضحاً.

ورأت فرح لويس، المستشارة من أصول إفريقية في بلدية نيويورك، أن إعلان «جونتينث» والزخم الذي أطلقته حركة جورج فلويد يشكلان فرصة. وأضافت: «علينا أن نضرب الحديد وهو حام»، وذكرت بين أمور أخرى فكرة أن تدفع الحكومة تعويضات لأحفاد العبيد.

وتعهد رؤساء بلديات 11 مدينة أمريكية بينها لوس أنجلوس ودنفر، الجمعة، بمتابعة مسألة التعويضات بأفضل السبل، داعين الكونجرس وحكومة الولايات المتحدة إلى أن تحذو حذوهم.

وصرح تيرانس فلويد في بروكلين أثناء إزاحة الستار عن التمثال النصفي لشقيقه جورج «نرى تغييراً» في البلاد. وقال إنه أنشأ مؤخراً مجموعة تسمى «نحن فلويد» للمساعدة على «استمرار التغيير». وأضاف: «هذا لأن الوقت الحالي ليس لحظة تاريخية بل حركة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"