الفاقد التعليمي في التعلم عن بعد

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

تسببت جائحة كورونا (كوفيد  19) في ظهور العديد من التحديات في كافة المجالات، إلا أن أبلغها تأثيراً كان قي المجالين الاقتصادي والتعليمي بمختلف دول العالم، إلا أننا في دولة الإمارات ولله الحمد استطعنا التعامل مع مختلف التحديات التعليمية والتقنية التي أفرزتها هذه الأزمة، بفضل الرؤية المستقبلية بعيدة المدى لحكومتنا الرشيدة وجاهزية النظام التعليمي في الدولة بالإضافة إلى تبني وزارة التربية والتعليم استراتيجية واضحة للتعليم الإلكتروني في النظام التعليمي يجمع مكونات العملية التعليمية من خلال توفير منصات تعليمية رقمية ومناهج إلكترونية تفاعلية ومكتبات رقمية تحوي مصادر ومواد إثرائية وتدريب وتمكين المعلمين من المهارات اللازمة في هذا المجال وتوفير المصادر والأدوات التعليمية وضمان تمكن وصول الطلبة إليها بكل سهولة ويسر.
الا أن هناك الكثير من التحديات غير المباشرة نتجت عن هذه الجائحة ذات التأثير بعيد المدى، أحد أبرز هذه التحديات ما يعرف بالفاقد التعليمي الذي ظهر كتحد على المستوى العالمي والذي تعرفه اليونيسكو بأنه فقدان فرص التعلم أو ركود التعلم خلال فترة محددة أو فقدان ما تم تعلمه أو عدم تحقيق التقدم الأكاديمي المنشود.
ولعل أبرز التحديات التي واجهت العملية التعليمية صعوبة تطبيق المعارف والمهارات المكتسبة نظراً لضيق الوقت أو كثرة التغيب من قبل الطلاب والتساهل في حل مهام التعلم الذاتي والنقص في التقييم.
هذا يُحتم علينا الوقوف على هذا الفاقد التعليمي ومعالجته بمنهجيات، واستراتيجيات وأساليب تعليمية وتربوية متنوعه، على أن نبدأ أولًا بتشخيص حجم هذا الفاقد  سواء أكان في المعارف، أو المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب أو حتى المهارات الاجتماعية  من خلال إجراء المسوحات والاختبارات التشخيصية وتحليلها ثم العمل على اختيار الطرق والآليات المناسبة التي يمكن اتباعها حسب الوقت والإمكانات المتاحة وكذلك تحديد الأولويات من حيث المراحل والصفوف والمواد الدراسية من خلال وضع أهداف وخطط وإجراءات واضحة قابلة للتطبيق والقياس بالتعاون مع الشركاء من معلمين ومشرفين وأولياء أمور وجامعات من أجل معالجة هذا الفاقد، فمن المهم جداً أن يحصل التلاميذ في كافة المراحل التعليميّة على دعم إضافي لتعويض فاقد التعلّم وتقليص الفجوة التعليمية والتقليل من آثارها المستقبلية.
لذا كان قرار مؤسسة الإمارات للتعليم بالاستفادة من الأسابيع المتبقية من العام الدراسي الحالي في تمكين الطلاب من مهارات المواد الأساسية مثل الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنجليزية والتصميم والتكنولوجيا وتثبيتها لدى الطلاب من الإجراءات والخطوات الاستباقية الداعمة والموفقة بإذن الله في معالجة الفاقد التعليمي لدى الطلاب. ونتوقع من جميع الأطراف المعنية من أولياء أمور وطلاب ومعلمين وقيادات مدرسية دعمها والعمل على تطبيقها بصورة صحيحه لتحقيق مصلحة أبنائنا الطلاب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مسؤول تطوير جودة التعليم في وزارة التربية والتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"