عادي

النسر المصري النادر في بريطانيا

21:50 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

شوهد نسر مصري نادر في المملكة المتحدة لأول مرة منذ أكثر من 150 عاماً، في مصادفة توصف بأنها تحدث «مرة واحدة في القرن». ويعتقد أن الطائر البري ربما وصل إلى جزر سيلي قادماً من شمالي فرنسا. وإذا تأكد أن هذه المشاهدة «النادرة للغاية» هي فعلاً للنسر المصري، فستكون هي الأولى منذ عام 1868، وفقاً للخبراء.
ولندرة مشاهدة النسر المصري، من المتوقع أن يتدفق مراقبو الطيور إلى جزر سيلي للحصول على فرصة لرؤيته قبل أن يغادر. وقد سُجلت مشاهدتان رسميتان للطائر النادر في بريطانيا سابقاً، إحداهما في منطقة «سمرست» عام 1825، والأخرى في «إسيكس» في عام 1868.
وقال البروفيسور ستيوارت بيرهوب، عالم البيئة في جامعة إكستر: «إذا ثبت أنه من سلالة برية، فستكون هذه أول مشاهدة له منذ 150 عاماً، أو ربما لفترة أطول قليلاً، إنها رؤية شديدة الندرة».
ويرجح بيرهوب أن يكون الطائر قد جاء من فرنسا بعد أن تاه في طريق الهجرة. ويعد هذا النوع من الطيور الجارحة مهدداً بالانقراض؛ لأن أعداده آخذة في التدهور في جميع أنحاء العالم، ما يجعل مشاهدته أكثر ندرة، كما أنها نسور صغيرة ذات رأس صغير مدبب ومنقار دقيق، يتميز البالغ منها بأجنحة سوداء، وذيل وتدي الشكل، وتتشابه إلى حد كبير مع طائر اللقلق الأبيض في لون الريش الأبيض والأسود، ولون الرأس والذيل الأبيض، أما الرقبة والصدر فيغطيهما ريش مصبوغ بدرجات متباينة من اللون البني.
وتعد النسور المصرية الطيور المهاجرة الوحيدة التي تقطع مسافات طويلة في أوروبا، وتحلق بسرعة تصل إلى 640 كيلومتراً في اليوم، ويمكنها الطيران لمسافة 5000 كيلومتر.
كما أنها واحدة من الطيور الجارحة الوحيدة المعروفة باستخدام الأدوات، فنراها تحمل حجراً صغيراً بمنقارها لتضرب بها القشرة السميكة لبيض بعض الطيور، لكي تتصدع ومن ثم تتمكن من التهام ما بداخلها.
وظهر النسر المصري في الكتابة الهيروغليفية؛ إذ يمثل الحرف (أ)، وفي المعابد القديمة مثل معبد «إدفو» في صعيد مصر، ويمكن مشاهدة رسوم له بكثرة.
وبما أن المصريين القدماء اعتقدوا أن جميع النسور من الإناث وولدت بشكل تلقائي من البيض دون تدخل من الذكور، فقد ربطوا هذه الطيور بالنقاء والأمومة.
وفي الميثولوجيا الفرعونية، كانت لتلك النسور قدسية خاصة لدى إلهة الأمومة والخصوبة «إيزيس»؛ لدرجة أنها وضعت في مرتبة الآلهة، مثل «نخبت» شفيعة صعيد مصر وراعية الفرعون. وقد صورت «نخبت» منذ بداية العصور التاريخية في هيئة أنثى النسر، وبما أنها راعية وحامية الملوك الفراعنة، فغالباً ما كانت تصور جاثمة فوقهم فاردة جناحيها، رمزاً للحماية والرعاية.
(بي بي سي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"