حلّ بسيط لمشكلة معقّدة

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين

هل حروف الأبجدية في حدّ ذاتها مقدّسة؟ ما وجه قداستها حتى يمتنع تحريك الذرّة فيها وما دونها؟ كل ما هنالك ضرورة حلّ لمعضلة معيبة في نطق مفردات غير عربية لا تحصى، من بينها أسماء أعلام لشخصيات وبلدان، مدن، أمراض، أدوية، آلات، مصطلحات علمية قديمة وجديدة، وهلّم أسماء لا تسعها المجلدات.
من«ثمار» تعدّد الاجتهادات في البلدان العربية، طرائف ولطائف، فمحرك البحث الأشهر، يُكتب في مصر بالجيم «جوجل»، لكنه يلفظ مثلما يلفظه الإنجليز والأمريكان وجل اللغات التي ينطق فيها هذا الحرف. في لبنان نطقه «غوغل» وكذلك في تونس لكن هذا الحرف له رسم مزدوج لدى التونسيين، فنجده غيناً في شارل ديغول، ويصبح قافاً عليها ثلاث نقط في رسم اسم المدينة قفصة والزعيم بورقيبة، فالقاف التي عليها ثلاث نقط تلفظ جيماً مصرية، بينما في بعض المشرق العربي تفيد فاء فيتنام وفيتامين.
 في المغرب الأقصى، يكتبونها بالقاف والغين وحتى بالجيم. لكن هذا الحرف يكتب لديهم كافاً وعليها ثلاث نقط أيضاً. في الشعر الشعبي العراقي يكتبونه كافاً فارسيّة، أي كافاً عليها خطان متوازيان، وهذا الحرف أطلق عليه العرب القدامى اسم الكاف الفارسية. المهم توحيد الحرف عربياً وسلامة نطقه.
باء باريس، بنسيلين، جون بول سارتر، بيتزا...لها المشكلة نفسها. في المرئي والمسموع، يتسلّم مقدم النشرة الأخبار مكتوبة بالعربية، وفيها الأسماء الأجنبية، فيقع الخلط بين الباء العربية وباء باريس، الصواريخ الباليستية مخرج صوتها الباء العربية، لكن المفردة أصلها يوناني لاتينيّ، كانت تعني قديماً المنجنيق، المنصة التي كانت تطلق منها الصخور الكبيرة الكرويّة على القلاع والحصون في الحصار، وصارت في ما بعد كرات عملاقة فولاذية مثلما حدث في حصار بيزنطة في القرن الخامس عشر.
تلك المفردة باليستيّة توهم غير العارف بأنها باء باريس. ليس من الحكمة، في الأخبار أو غيرها، كتابة الأسماء والمصطلحات بلغة غير العربية ليحسن القارئ قراءتها.الحلّ هو أن يتفضل حماة العربية في المجامع اللغويّة بإيجاد الحلّ المناسب ويعمّم ذلك على جميع من يتكلمون العربية ويكتبونها.
لك أن تتخيّل كتب الطب والمعلوماتية وسائر العلوم، إذا ألفها العرب بالعربية، كيف ستصير الأسماء والمصطلحات الأجنبيّة كلها بالأحرف اللاتينيّة.
لزوم ما يلزم: النتيجة الدعابية: الحلّ بسيط، لكن الفرنسيين يتندرون بالقول: الأمور بسيطة، فلم لا نعقّدها؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"