إنجاز إماراتي عالمي مستحق

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

عبدالله السويجي

العمل الدبلوماسي يتطلب عملاً شاقاً وعلاقات إقليمية ودولية قوية، وثقافة شاملة تحيط بالصراعات والتحالفات والسياسات الدولية، وقبل هذا وذاك سمعة محلية جديرة باحترام الآخر، كأن تكون الدولة قد حققت اكتفاءً مشرّفاً وحياةً كريمة لشعبها، وعملت جاهدة لتطبيق حكم القانون، وعزّزت العلاقة بين الحكومة والشعب، وأولت رعاية كبيرة لواقع المرأة فمكّنتها ومنحتها حقوقها الإنسانية والعملية، إضافة إلى توفير الحقوق المشروعة للمواطن والتي تشمل الحق في التعليم والرعاية الصحية، فإن زاوجت الدولة بين السمعة العالمية والحقوق المحلية تكون قد حجزت لنفسها مكانة قوية بين الدول والشعوب.

 فإذا أضافت إلى هذا كله مشاركتها في القضايا الإنسانية الإقليمية والعالمية، كمحاربة الفقر ودعم الشباب ومساعدة الدول في تخطّي آثار الكوارث الطبيعية والحروب، تكون قد جمعت المجد من كل أطرافه وطرّزت اسمها بحبر ناصع البياض في المحافل الدولية.

  أما استراتيجية السلام والعمل على تحقيق التعايش المشترك، فهذه استراتيجية ترتكز على قناعات فكرية وحضارية وإنسانية تأخذ طريقها نحو التطبيق ولا تكتفي بالتنظير فقط، لأن المراقب يهتم بالأفعال لا بالأقوال.

  دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تفوز بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، تكون قد حقّقت ما سبق وبمعايير عالمية تشبه معايير مؤشر السعادة، وأضافت إليه سعيها لتحقيق السعادة عالمياً وليس محلياً فقط.

  ولا بأس من القول إن التصويت لمنح مقعد غير دائم في مجلس الأمن يتم بشكل سري، وأن المقاعد العشرة غير الدائمة يتم توزيعها على أساس إقليمي، خمسة للدول الإفريقية والآسيوية وواحد لدول أوروبا الشرقية، واثنان لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي، واثنان لدول أوروبا الغربية ودول أخرى، وبالنظر إلى الدول التي فازت بالمقاعد غير الدائمة في مجلس الأمن، والتي ستتسلم مهامها في الأول من يناير من العام القادم لمدة سنتين هي: الإمارات العربية المتحدة، والبرازيل وألبانيا وغانا والجابون، فإن الإمارات قد اختيرت عن آسيا، وهذا له دلالاته واستحقاقاته المحلية والعالمية، فكل دولة منتخبة لديها مشروع بشأن العلاقات العالمية وتطوير خطط عمل مجلس الأمن، والإمارات لديها تصورات متقدمة لعمل مجلس الأمن والأمم المتحدة تهدف إلى تعزيز السلم العالمي وتنشيط الاتفاقيات الدولية.

  إن الأدوار التي لعبتها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي تؤهلها لتصبح من القيادات الدبلوماسية العالمية، ومشاركاتها في المنظمات التابعة للأمم المتحدة الخاصة بالتربية والثقافة والعلوم، أو أزمة المناخ أو الملكية الفكرية أو دعم النازحين والمهجّرين أو تقريب وجهات النظر بين الدول في أكثر من صراع، ووقوفها إلى جانب الشرعية الدولية في أكثر من مكان، يعزّز قيمتها كلاعب رئيسي في إيجاد حلول علمية وصحية وثقافية ومناخية تصب في صالح البشرية جمعاء، وإذا أضفنا الأيادي البيضاء للإمارات في الوقوف إلى جانب الشعوب المحتاجة حتى أصبحت من أوائل الدول المانحة، تكون قد استحقت أن تضطلع بمسؤوليات عالمية لمدة عامين في مجلس عالمي كمجلس الأمن إلى جانب الدول العظمى.

  هذه إضافة نوعية للمسيرة الاستثنائية التي تكملها الإمارات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتواكب خططها الطموحة في غزو الفضاء للمساهمة في البحث العلمي العالمي، وتضاف إلى جهدها في محاربة الأوبئة، ولعلّ دورها في مواجهة فيروس كورونا، ونشاطها العلمي في إيجاد لقاحات وتحصين شعبها وجميع المقيمين على أرضها، ومنح دول أخرى لقاحات، لأكبر دليل على دورها الإنساني العالمي.

  ولعل فوز الإمارات بمقعد غير دائم في مجلس الأمن يشكل فاتحة خير لاستراتيجية الخمسين والاحتفالات بها، ويعزّز دولة الوحدة كخيار استراتيجي لا رجعة عنه، والمضي قدماً في تحقيق السلام الإقليمي والعالمي.

 نبارك للإمارات قيادة وحكومة وشعباً هذا الإنجاز الذي لن يكون الأخير بعون الله.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"