الشارقة - الخليج
لم تعد رياضة كرة القدم في وقتنا الراهن مجرّد لعبة للاستمتاع أو قضاء الوقت، أو حتى لتحقيق بطولات رمزية يُخلّد من خلالها اللاعبون الذكريات بعد اعتزالهم اللعبة، فقد تحوّلت الرياضة الأكثر شعبية على الإطلاق، إلى سوق هائل للاستثمار تُضخُّ فيها مليارات الدولارات، لا سيما فيما يتعلق بسوق انتقالات اللاعبين بين الأندية، ولكن الأمر كان مختلفاً في الماضي، حيث شهد التاريخ أشكالاً متعددة ومتناقضة، وطريفة من الانتقالات.
في العام 2017، شهد تاريخ كرة القدم أغلى صفقة انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر على الإطلاق، وذلك حين انتقل البرازيلي نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان مقابل مبلغ فلكي وصل إلى 222 مليون دولار، ولا تزال إلى اليوم أغلى صفقة انتقال في التاريخ، ولكن في المقابل، عرف عالم الساحرة المستديرة انتقال لاعبين بين الأندية ليس مقابل مبالغ مالية، بل مقابل أشياء لا تخطر على بال، وتدعو للاستغراب، وللسخرية أحياناً.
"آيس كريم" وأوزان حديدية
من أغرب صفقات اللاعبين في التاريخ، انتقال اللاعب هيو ماكليناهان من نادي ستوكبورت إلى مواطنه مانشستر يونايتد عام 1927 مقابل ثلاجة مليئة بـ"الآيس كريم" تبرع بها أحد الإداريين في نادي مانشستر، لتبدأ بعدها رحلة ماكليناهان مع الشياطين الحمر.
كان إيان رايت ضمن تشكيلة نادي جرينويتش بورو المغمور، وقد قادته مهاراته إلى لفت الأنظار، إلى أن وقع عليه الاختيار من جانب نادي كريستال بالاس، وبدأت مفاوضات عملية انتقاله التي نجحت مقابل بعض الأوزان الخاصة بصالات اللياقة البدنية، أما ليفيو بايكيا، فباعه نادي جويل بتروساني الروماني لنظيره يو تي آرادا، مقابل عشر كرات قدم.
لحوم وشوكلاته وبطاطس
لم يكن حظ اللاعب إيون رادو أفضل من سابقيه، حيث انتقل من صفوف جيول بيتروساني الروماني إلى مواطنه فالكيا مقابل 2000 كليوجرام من اللحوم المتنوعة، ولكن المفاجأة كانت في تصريح رئيس النادي الذي قال: "يمكن أن نستفيد من بيع تلك اللحوم لتأمين رواتب اللاعبين"، أي أن اللاعب لم يهنأ بـ"لحومه" أيضاً.
أما جوليانو جراتسيولي، فكان أقلَّ حظاً من رادو، حيث لم تتجاوز قيمة صفقة انتقاله من ويمبلي إلى ستيفيناج، سوى كيس من رقائق البطاطس، و3 ألواح شوكولاته.
مع أن جاري باليستر كان أغلى مدافع في الدوري الإنجليزي الممتاز في عصره عندما كان يلعب في صفوف مانشستر يونايتد، إلا أن الوضع كان مختلفاً قبل ذلك، حيث انضم اللاعب إلى صفوف ميدلسبرة مقابل كرة قدم، وشبكة مرمى، وبضعة أطقم رياضية.
وهو الأمر ذاته الذي حصل مع جون بارنز، فقبل أن يتحول اللاعب إلى أحد أساطير ليفربول ونيوكاسل، انتقل بارنز من سدبري إلى واتفورد مقابل عدد من القمصان الرياضية.
ملابس وكتب وجمبري
لم تتجاوز صفقة انتقال زات نايت روشال أولمبيك إلى فولهام سوى طقم واحد لملابس التدريبات، في حين انتقل موريس كيوارا إلى ريجال هورينا قادماً يو تي آرادا، مقابل كمية بسيطة من اللحوم، أما كولينز جونز، فانتقل من نادي ديس نيفردال إلى نظيره تفينتي، مقابل عدد من الكتب.
مفاجآت انتقالات اللاعبين بين الأندية لم تتوقف عند هذا الحد، من بينها انتقال فرانكو دي سانتو إلى أوداكس إيطاليانو مقابل كمية بسيطة من الدهانات، قادماً من صفوف جودوي كروز، ولعل إيرني بلينكنسوب كان محظوظاً أكثر من أقرانه عندما انتقل من نادي كدروث إلى هال سيتي مقابل 100 جنيه إسترليني عام 1921، رغم بساطة المبلغ، ولكن الطريف في الموضوع، هو إضافة كمية من المشروبات إلى الصفقة ليستمتع بها زملاء بلينكنسوب.
كثيراً ما نسمع أن "فلان يساوي وزنه ذهباً"، ولكن هذا المثل جرى تعديله في عملية انتقال كينيث كريستينسن إلى صفوف فيلكروي قادماً من فاندبارت مقابل كمية من "الجمبري" تساوي وزن اللاعب تماماً، فأصبح كريستينسن "يساوي وزنه جمبريّاً".
